خبر قس يحمل عود ثقاب..يديعوت

الساعة 04:53 م|12 سبتمبر 2010

بقلم: سميدار بيري

في هذه الاثناء من الصعب أن نقرر اذا كان هذا القس، تري جونس، من بلدة نائية في فلوريدا، هو مجرد غبي، مجنون، منقطع عن الواقع أم هو مريض بحب النشر نجح ايضا في أن يدخل العالم في حالة فزع وأن يحقق لنفسه شهرة صحفية أيضا. فمن سمع عنه على الاطلاق قبل أن يقف امام الميكروفونات ليعلن بانه سيحرق كتاب القرآن؟

        في أمريكا مثلما في أمريكا، باسم الديمقراطية المجيدة وحقوق المواطن لم يعتقلوا هذا الجونس. ومثل خاطفي الطائرات أدار مفاوضات، طرح قائمة طويلة من الشروط، مزق الاعصاب بين واشنطن واندونيسيا، بل وتباهى باربع زيارات لوكلاء الـ اف.بي.أي ممن جاءوا لتحذيره. المؤكد هو أنه لو كان الحديث يدور عن مسلم أمريكي يهدد باحراق العهد الجديد، لكانوا حرصوا على اخفائه بإسم ذات الديمقراطية.

        يمكن للمرء أن يقع في حب الفكرة باقامة مركز ثقافي اسلامي في داخله مسجد بالذات في موقع غراوند زيرو في نيويورك – مركز يربي على التسامح، ينظم الحوارات بين الاديان الثلاثة، ينشر صورة ايجابية عن المسلم "الاخر". كما يمكن الاعتقاد بان هذه فكرة غبية، مثيرة للحفيظة، قرار سيء كشف ضمن امور اخرى انعدام التجربة لدى اوباما الذي فشل في قراءة الواقع.

        رغم أن جونس تعهد في نهاية المطاف عصر أمس الا يحرق كتاب قرآن امام الكاميرات، الا انه تمكن في الاونة الاخيرة من ان يوقف العالم على قدميه. اوباما دعاه لان يهدأ، وفي دول اسلامية امتلأت الميادين بمظاهرات الغضب التي من شأنها أن تخرج عن نطاق السيطرة وان تتفجر، وزير الدفاع الامريكي غيتس استجدى في سبيل حياة الاف الجنود الاسرائيليين المرابطين في العراق، في افغانستان وفي دول الخليج في اعقاب التهديدات التي جرتها وراءها قضية جونس. الرئيس الاندونيسي هاتف على عجل البيت الابيض، رجال الدين في العالم العربي مشوشون. وحتى وسائل الاعلام الامريكية ندمت وأقسمت الا تنشر بعد اليوم صور القس ذي العينين الحارقتين. وأمس حرص على اطفاء الحريق. فقط أردت أن اكشف زاوية خطيرة للاسلام، نوع من الرسالة الالهية، قال.

لا اريد أن افكر ماذا كان سيحصل لو أن هذا القس الهاذي اشعل النار في الكتاب المقدس لـ 1.5 مليار مسلم، وأنا بالتأكيد افكر ايضا بزاويتنا نحن. احمدي نجاد منذ الان ركب بالمجان على موجة "المؤامرة الصهيونية"، وفي القاعدة فقط ينتظرون الذريعة للاحتفال بيوم الذكرى لعمليات التوأمين. الخلايا الارهابية كانت ستشتعل دفعة واحدة لتؤدي الى حرب عالمية. في محيطنا أيضا كانت ستثور اضطرابات. لم ننسى بعد احراق المسجد الاقصى. المتطرفون يبحثون الان عن الفرص لاحراق الارض.

        ينبغي معالجة هذا الجونس ومواصل دربه، رندل تري، الذي يهدد الان باحراق كتاب القرآن امام بوابات البيت الابيض، وعدم المرور مرور الكرام عن هذه القضية. جونس اياه يسحب خلفه طائفة معجبين، وغدا يمكن لاحدهم ان يقرر بان سلوكنا لا يعجبه ويجب أن يحرق التوراة ايضا. في اوروبا النازية احرقوا الكتب المقدسة والتف العالم بالصمت. قبل سنتين، عندما هدد وزير الثقافة المصري فاروق حسني باحراق كتبنا، فقد وظيفة امين عام اليونسكو. في مجتمع سليم لا يوجد ملجأ للمهووسين. هذا الجونس يجب تطييره من الكنيسة. اذا لم يصرفوه، فسيجد لنفسه رسالة الهية اخرى.