خبر الكورة الأوروبية تواجه خطر كبير خلال الأعوام القادمة

الساعة 07:32 ص|12 سبتمبر 2010

الكورة الأوروبية تواجه خطر كبير خلال الأعوام القادمة

فلسطين اليوم-وكالات

لا يبدو مستقبل بطولات الدوري المحلى في أوروبا مبشرا على المدى المتوسط، حيث قد تعرض الصفقات الكبرى ورواتب اللاعبين المغالى فيها بعض الأندية لخطر الإفلاس خلال عامين، طبقا لنتائج دراسة كشفت عنها شركة كبرى في لاستشارات المالية، لتدق نواقيس الخطر لأندية إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا.

بعد نهاية بطولة كأس العالم واحتلال ثلاثة منتخبات أوروبية المراكز الثلاثة الأولى (إسبانيا وهولندا وألمانيا)، بدأت الغيوم تحل على سماء الكرة في القارة العجوز.

ويأتي ذلك وفقا لدراسة أجرتها شركة (إيه. تى. كيرنى)، وأشارت إلى إمكانية أن تقترب نهاية أكبر بطولات أوروبا خلال عامين، وعلى رأسها الدوري الإسباني والإيطالي والإنجليزي والألماني والفرنسي، وهى البطولات التي تضم أفضل لاعبي العالم.

وحللت الشركة بطولات الدوري الخمس من أربع وجهات نظر مختلفة: رياضية واقتصادية واجتماعية وجماهيرية، وتم نشر موقع الشركة, أشارت فيه إلى أنه لو كانت بطولات الدوري في إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا شركات تجارية، لكان مصيرها «الإفلاس»، ولا يعنى هذا انهيارها بشكل تام، ولكن بعض أنديتها الكبرى قد تواجه ذلك الخطر على المدى المتوسط.

وأوضحت الشركة أن أحد أسباب تلك التوقعات السيئة، هي المؤشرات السلبية لانتقالات اللاعبين، والتي من الصعب معالجتها، خاصة بعد قانون «بوسمان» (1995)، الذي أكد عدم اعتبار اللاعبين الأوروبيين أجانب في أندية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهو ما سمح للاعبين بحرية الانتقال بين الأندية المختلفة وعزز مواقفهم التفاوضية، وبالتالي أدى إلى ارتفاع أسعارهم بشكل كبير، خاصة في المسابقات الكبرى مثل الدوري الإسباني والإيطالي والإنجليزي. وبناء على هذا يرى الخبراء الذين قاموا بإعداد التقرير ضرورة العمل على تخفيض رواتب اللاعبين، بهدف تعزيز الوضع المالي لبطولات الدوري الأوروبي.

وبرزت تلك الظاهرة بوضوح في موسم 2009/2010 بعد انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني في أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم، حيث بلغت قيمتها 121 مليون دولار.

ووصلت قيمة الانتقالات في الدوريات الخمسة الكبرى إلى مليار و840 مليون يورو (2.3 مليار دولار)، مع ظهور قوى لأندية مانشستر سيتي وريال مدريد وبرشلونة في سوق الانتقالات، وخاصة الناديين الإسبانيين اللذين أنفقا نحو 499 مليون دولار خلال فترة الانتقالات. وأوضحت الشركة أن سوق الانتقالات خلال السنة المالية الماضية انتهت بعجز كبير في ميزانية الأندية الكبرى في بطولات الدوري الأهم في أوروبا وصل إلى 729 مليون دولار، وتصدرت الأندية الإسبانية قائمة العجز بعدما سجلت 331 مليون دولار قيمة عجز، وتلتها أندية الدوري الألماني بـ118 مليون دولار، وأخيرا الدوري الإنجليزي بعجز وصل إلى 117 مليون دولار.

ومن الواضع أن تلك الأرقام بات من الصعب تغييرها، خاصة أن موسم الانتقالات الصيفية انتهى في 31 أغسطس في معظم البطولات الكبرى بعد أن أصبح مقتصرا على ثلاثة أندية فقط، وهى برشلونة وريال مدريد ومانشستر سيتي التي تبرم صفقات ضخمة.

فخلال فترة الانتقالات الجارية حاليا تعاقد برشلونة مع كل من المهاجم ديفيد فيا مقابل 40 مليون يورو (51 مليون دولار) ولاعب الوسط البرازيلي أدريانو في صفقة وصلت إلى 9.5 مليون يورو (12.2 مليون دولار)، أما ريال مدريد فتعاقد مع سيرخيو كناليس (راسينج سانتندير)، وأنخل دي ماريا (بنفيكا) وبدرو ليون (خيتافى) وسامي خضيرة (شتوتجارت)

وأوضح مسؤولو «إيه. تى. كيرنى» أن نادي مانشستر سيتي أنفق أموالا طائلة على الصفقات هذا الموسم، تعدت جميع الصفقات التي أبرمها قطبا الكرة الإسبانية.

وبلغ إنفاق مان سيتي نحو 90 مليون يورو (116 مليون دولار) حيث تعاقد مع لاعبين من ذوى السمعة الكبيرة مثل جيروم بواتنج (هامبورج)، بجانب يايا توريه (برشلونة) وديفيد سيلفا (فالنسيا) وكولاروف من نادي لاتسيو الإيطالي.

أما قطبا الكرة الإنجليزية في الفترة الحالية، مانشستر يونايتد وتشيلسي، فقد شاركا على استحياء في سوق الانقالات الصيفية، فتعاقد «الشياطين الحمر» مع المكسيكى الشاب شيتشاريتو هارنانديز وكريس سمالينج من نادى فولهام، أما نادي «البلوز» فقد اكتفى بالتعاقد مع اللاعب الإسرائيلي يوسي بن عيون من نادي ليفربول الإنجليزي ويواصل مساعيه لضم البرازيلى راميريس.

ولم يكن الوضع أفضل في الدوري الإيطالي، حيث اكتفى يوفنتوس بالسيطرة على أكبر قدر من الصفقات بإبرامه تعاقدات مع كل من مدافع بارى ليوناردو بينوتشى، ولاعب أوروجواي خورخى مارتينيز.

ولفتت الشركة الاستشارية إلى أن ضعف التعاقدات هذا الموسم، وقلة الأندية التي دخلت إلى السوق، بجانب تخفيض الرواتب، ينبئ بحدوث انتكاسة للكرة الأوروبية، في حالة استمرار ذلك الوضع، ولذلك يتوجب على الأندية الأوروبية تغيير شامل لجميع الخطط الاقتصادية التي تتبعها، حتى تتمكن من الاستمرار.

وأضافت أن إتباع خطى دوريات ألعاب كرة السلة والكريكيت والرجبى في الولايات المتحدة سيكون الأفضل في الوقت الحالي بعدما استطاع مسؤولو تلك الألعاب الموازنة بين الأرباح والشغف الجماهيري بالألعاب والأموال التي تنفق على الصفقات، وهو ما حقق التوازن بين جميع معطيات السوق الاقتصادية.

وبإتباع تلك الخطوات ستتمكن أندية كرة القدم من الاقتراب كثيرا من عالم الأعمال، والابتعاد عن آمال وتطلعات مالكي الأندية.