خبر مبروك علينا- هآرتس

الساعة 09:13 ص|08 سبتمبر 2010

مبروك علينا- هآرتس

"الأمل هو امر بهيج"، كتبت الشاعرة الامريكي اميلي ديكنسون. في اسرائيل الامل في السلام يشبه اليوم طيرا منتوف الريش ومكسور الجناح. كثيرون، بمن فيهم وزير الخارجية، لا يؤمنون بان ينجح حتى في أن يكون دجاجة كفارة في العيد. وعلى الرغم من ذلك، فان كان ثمة أمل سياسي ما في مستهل السنة الجديدة – فهو يتعلق أساسا بالمفارقة التاريخية؛ تلك التي فاجأت منطقتنا غير مرة، في جعلها المتطرف المتنازل ومحب السلام متورط في الحروب، بل وأجبرت احيانا الطرفين للقيام بالمحتم.

صحيح أنه في السنة الماضي المح بان مستقبلنا لن تقرره التصريحات والتملصات السياسية بل سيكون نتيجة حراك في اعماق الارض. عشية رأس السنة الماضي، تلقت اسرائيل "هدية للعيد" مريرة كاللعنة في شكل تقرير غولدستون عن "رصاص مصبوب". في الاسبوع القادم سينشر تقرير الامم المتحدة عن حدث الاسطول. هذان التقريران، بكل ما فيهما من اشكالية، يرمزان الى التآكل المفزع الذي حل في السنة الماضية بصورة اسرائيل في العالم: تآكل يتسع بالتدريج من مقاطعة الفنانين، عبر مقاطعة المستهلكين الشعبيين، وحتى تفادي الزعماء واحيانا لم تعد تميز بين المستوطنات وبين الخط الاخضر، بين "الاحتلال" وبين مجرد حق اسرائيل في الوجود.

يمكن لنا أن نقصي هذا وكأن به موجة عابرة تتعلق بصورة جديدة من اللاسامية، وكرد فعل على ذلك – كما تقترح جماعات قومية متطرفة طلت في اسرائيل هذه السنة – التراص أكثر فأكثر حول "الصهيونية" الاصيلة، التي في مركزها يقبع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات، انطلاقا من محاولة قمع حرية التعبير لوسائل الاعلام، المحكمة العليا والاكاديميا. ومن جهة اخرى، محاولة تحطيم الاسوار المغلقة على اسرائيل – من خلال التنكر للوضع الراهن السياسي، الذي يخنق وجودنا ومستقبلنا.

عشية السنة الجديدة الحاجة الى الانقطاع عن طابع "دولة الاحتلال" باتت واضحة للكثيرين – بما في ذلك الدوائر اليمينية الواقعية – ليس كترف بل كتحليل ملح، منقذ للحياة. ليت هذا لا يكون متأخرا أكثر مما ينبغي أن نتمنى لاسرائيل، الحيوية والتي تعج بالنشاط، ان تبسط مرة اخرى كامل اجنحتها داخل أسرة الشعوب.