خبر استبدلوا خاروف العيد بالراتب .. بقلم / نشأت الوحيدي

الساعة 10:00 م|07 سبتمبر 2010

استبدلوا خاروف العيد بالراتب .. بقلم / نشأت الوحيدي

كل عام وأنتم بخير ... وكل عيد لنا قصة وكبش جديد من نوع آخر فبأي حال عدت يا عيد ؟؟!! وهل تبقى هناك من الغصات ما هو جديد .. يقولون أنهم حركوا شيئا من الحنكة للقضاء على انقطاع الكهرباء عن غزة ولكن الملموس بأنها ليست حنكة وإنما هي بمثابة غصة جديدة تدل على أن جل التفكير لديهم أصبح هو كيف يمكن زيادة الإحباط لدى المواطن العادي والموظف الفلسطيني وكنا نعتقد شيئا ما بأنهم سيعملون لزيادة الراتب وخاصة رواتب من يتقاضون مبلغ ألف شيكل وشوية أو من هم من تفريغات 2005م والذين يتقاضون مبلغ ألف شيكل .

 

كتبت قبل يومين مقالا بعنوان " ذبح الرواتب على أنغام الماتور " وتحدثت فيه مع نفسي قبل الآخرين وتساءلت كثيرا " إلى متى هذا الدمار ؟؟!!

 وقال أحدهم بأن عليكم مراجعة شركة الكهرباء في غزة للوقوف عند تفاصيل الحلول لهذه المشكلة المؤقتة وكما أسماها السيد غسان الخطيب باسم الحكومة في رام الله .

 

حمدت الله كثيرا على أن العيد القادم إلى غزة هو عيد الفطر المبارك وليس عيد الأضحى وإلاّ لأخذ اسما ومسمّى بأن الراتب هو الكبش الجديد في العيد ولكن تبقى الغصة في حلوق الآباء من الموظفين بأن البسمة سرقت من عيون وشفاه أطفالهم وأسرهم في ظل استعداداتهم البسيطة والإجتماعية للقيام بواجبات العيد .

 

كان الأجدر بوضع آليات وحلول جذرية لمعاناة قطاع غزة ومشكلة الكهرباء مما يكشف عن خفايا كثيرة أدت للإنكشاف على شاشة عطوفة الصراف الآلي ومنها تلك الأقاويل السابقة بدفع الإلتزامات لشركة الكهرباء في غزة . وإذا كانت الإلتزامات مدفوعة مسبقا فلماذا الرواتب تذبح كأكباش جديدة على أنغام المواتير التي ما نزال نسمع أزيزها المدوي والضّار في كل بيت وحي وشارع ومدينة ومخيم . 

 

إن الأسرى هم أصحاب وثيقة الوفاق الوطني والتي ليس لها علاقة بوثيقة الوفاق الكهربائي يدعون حكومتي غزة والضفة لوفاق وطني يعالج الغصة التي لحقت بكل بيت فلسطيني وبكل موظف على أمل رسم البسمة من جديد على شفاه الأطفال وخاصة من أبناء الأسرى والشهداء الذين ينتظرون من الجميع أن يمتلك الجرأة للوقوف أمام المرآة لتصويب الأخطاء وتحمل المسؤولية والتي نرى بأن الموظف الغلبان والمواطن العادي هو الذي أصبح يتحملها في ظل وجود حكومتين في غزة والضفة..فإلى متى هذا الدمار ؟؟!!1

 

إن من ذهبوا إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الإثنين الماضي وأنا من بينهم ذهلوا وأصيب البعض بشيء من الخرس أمام صرخات بعض الأمهات اللواتي يتقاضى فلذات أكبادهن رواتبا بسيطة بقي منها سبعمائة شيكل وبضعة دراهم معدودة ولم تسلم الحكومتين في غزة والضفة من بعض الدعوات في شهر رمضان المبارك وعيد الفطر المبارك يطرق أبواب غزة في فلسطين .

 

وكان هناك نصيب لاذع للتوافق الكهربائي الذي ظهر بدون خجل في شاشة الصراف الآلي ومس برواتب الموظفين والأسرى على أساس أنه ولد دون معاناة وحل محل التوافق الوطني الذي لم ينجز منذ سنوات ويكاد أن يدخل في غرفة الإنعاش في ظل الخمول والبرود والترهل والسوس الذي أصاب العامود الفقري والفكري والثقافي والإجتماعي والإقتصادي والوطني الفلسطيني .

 

والجميل اللاّ جميل أن شركة الكهرباء تطالب الموظفين بمراجعتها بعد انقضاء أيام عيد الفطر المبارك للنظر في قضية الخصومات وتسجيل البيانات وترتيب الأوضاع وكأنها تصنع الجميل للأجيال التي أنهكتها الخصومات بكافة ألوانها ...

 

لقد استبدلوا خاروف العيد بالراتب الغلبان .. وربما في الخطوة الثانية تزداد نقاط الخصم والتوافق الكهربائي فيصبح الخاروف .. " خازوق " .....