خبر يتحدثون سلاماً: مطلوب بادرات طيبة.. إسرائيل اليوم

الساعة 09:38 ص|07 سبتمبر 2010

يتحدثون سلاماً: مطلوب بادرات طيبة.. إسرائيل اليوم

بقلم: يوفال بنزيمان

الاسرائيليون والفلسطينيون يعيشون النزاع بينهما لزمن طويل جدا لدرجة أنه عندما تبدأ مسيرة كفيلة، ربما، بان تؤدي الى نهايته، يخيل وكأنهم يخرجون الى الحرب وليس الى مفاوضات للسلام. وان كان صحيحا القول بان السلام يصنع بين الاعداء وليس بين الاصدقاء، الا ان السبيل الى الاتفاق يجب أن يمر ايضا في تغيير خطاب العداء.

رغم الخطابات في قمة واشنطن، يجب أن نتذكر بانه قبيل استئناف المفاوضات المباشرة انطلقت تصريحات من جهة رئيس السلطة الفلسطينية في أنه يخصص للمفاوضات شهرا واحدا فقط لانه لا يؤمن بان هذه ستنجح. عدم الثقة التي يكنها ابو مازن لاسرائيل مفهومة والشك معروف – ولكن اذا كانت هذه هي الرسائل التي تنطلق من مكتبه، فمن الصعب الافتراض بان شيئا خيرا سينشأ هنا.

تصريحات رئيس حكومة اسرائيل، بالمقابل، كانت أكثر ايجابية بكثير. وذكر أنه مستعد للتنازلات، وانه اذا وجدت الظروف اللازمة فانه يمكن الوصول الى اتفاق. غير أن الوزراء حوله يعيدون على الفور النقاش الى الخطاب الكفاحي: سيلفان شالوم اشار الى ان تجميد البناء لن يستمر، يوفال شتاينتس اوضح بانه غير متفائل بالنسبة لفرص نجاح المفاوضات، دانييل هيرشكوفتس ساهم بنصيبه في تعكير الاجواء بقوله ان الفلسطينيين في الماضي ردوا بقدم فظة كل محاولة لمد يد السلام، وغيره وغيره.

على الطرفين أن يغيرا القرص. صحيح أن قلائل هم الاشخاص – في اسرائيل، في السلطة وفي العالم – ممن يؤمنون بان المفاوضات الحالية، بتركيبة القيادتين الحاليتين، ستولد اتفاق سلام، ولكن لا معنى للشروع في مثل هذه المفاوضات اذا لم تجري على الاقل محاولة نقلها الى المكان المنشود. والسبيل الى ذلك يمر في تغيير الخطاب: على الاسرائيليين والفلسطينيين أن يتعاملوا الواحد مع الاخر كطرفين ذوي مصالح مشتركة يريدان انهاء النزاع، في ظل الحفاظ على خطوطهما الحمراء. بمعنى، أقل قدر من الاتهامات المتبادلة، اقل قدر من التهديدات، أقل قدر من الاستفزازات وأكثر ما يكون من محاولات ايجاد القاسم المشترك في كل واحدة من المسائل الاساسية القائمة بينهما.

يوجد الكثير من السبل لعمل ذلك، ولكن على سبيل البداية، ها هي خطوة واحدة يمكن ان يتخذها رئيس وزراء اسرائيل: يمكن لنتنياهو أن يعلن عن استمرار تجميد الاستيطان حتى نهاية السنة الميلادية. فقد سبق أن اعلن بان الاعلان عن التجميد العملي لم ينفد مفعوله سياسيا وان كل اعضاء الائتلاف سلموا به. ثلاثة اشهر اضافية لن تغير ذلك. بالمقابل، تجاه العالم سيثبت استعداده للقيام بالمزيد فالمزيد من الخطوات نحو الاتفاق. كما أن مثل هذه الخطوة ستعطل تصريح ابو مازن بان على المفاوضات ان تستمر لشهر. اذ أنه اذا لم ينتهِ التجميد في نهاية ايلول، فلا منطق في تخصيص 30 يوم فقط للمفاوضات. وفضلا عن ذلك، لا ينبغي التجاهل لحقيقة ان لاستمرار التجميد يوجد ايضا منطق داخلي: اذا كانوا سيتفاوضون على اتفاق دائم، فليس معقولا ان في الصباح ستجري مفاوضات على اخلاء مستوطنات وفي المساء سيبنى فيها وسيتم توسيعها. صحيح ان من الواضح للجميع ان ليس كل المناطق التي توجد ضمن تجميد البناء ستنتقل في اطار الاتفاق الدائم الى السلطة، ولكن الطلب الفلسطيني لمواصلة التجميد في اثناء المباحثات مفهوم.

هكذا ربما يكون بوسع خطوة واحدة من رئيس الوزراء لا تضره بشكل حقيقي، وبالتأكيد لا تمس بالخطوط الحمراء لاسرائيل، ان تخلق خطابا مثمرا يتجاوز الخطابات.