خبر إسرائيل تصهين التعليم العربي

الساعة 06:42 م|06 سبتمبر 2010

إسرائيل تصهين التعليم العربي

فلسطين اليوم - وكالات

قرر رئيس السكرتارية التربوية بوزارة المعارف الإسرائيلية تسفي تسميرت تخويل طواقم تربوية إعادة صياغة كتاب المدنيات للمدارس الثانوية لعرب 48 وفق التوجهات والرؤية الصهيونية واليهودية.

ويحمل الكتاب الذي سيتم اعتماده في منهاج التدريس الحالي اسم "أن نكون مواطنين في إسرائيل"، ويركز بالأساس على نظام الحكم الديمقراطي وتشريع القوانين.

وينسجم التوجه الجديد مع محاولات المؤسسة الإسرائيلية فرض القيم اليهودية على العرب بالداخل الفلسطيني وتحديدا على طلاب المدارس وأبناء الشبيبة، وذلك في مسعى منها لإبعادهم عن قضاياهم الوطنية وسلخهم عن شعبهم الفلسطيني.

ورغم هذه المحاولات يُلاحظ تنامي الروح الوطنية والقومية لأبناء الشبيبة العرب من خلال مشاركتهم الواسعة في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني.

 

تغيرات جذرية

وأثار التوجه موجة من الانتقادات في أوساط العرب الذين طالبوا وزير المعارف جدعون ساعر بإلغاء هذه الإجراءات الهادفة لفرض تغييرات جذرية على مناهج التدريس العربية وتهويدها.

واحتجاجا على ذلك قدم المحاضر في جامعة حيفا أيمن اغبارية استقالته من لجنة موضوع المدنيات، وشدد على خطورة هذه التغييرات التي من شأنها تعزيز مضامين الصهيونية وإضعاف الهوية الجماعية للمواطنين العرب بإسرائيل عبر التعامل معهم كأقليات وطوائف.

وقال اغبارية إن "استقالتي هي تسجيل لموقف مبدئي وخطوة احتجاجية على التعليم من خلال الإقصاء والسيطرة، حاولت التغيير من الداخل غير أن إمكانية التأثير محدودة جدا وهناك قرار مسبق ومعلن بتعزيز التربية للوطنية اليهودية".

وقال النائب بالكنيست مسعود غنايم إن الوزارة تدعي أن الكتاب الحالي يعطي انطباعا سيئا لدى الطلاب وأن فيه انتقادات كثيرة للدولة وأنه يبرز التمزّق والصراعات داخل المجتمع الإسرائيلي، والهدف هو التأكيد على صهيونية ويهودية الدولة أكثر من الجانب الديمقراطي.

وأكد غنايم في حديث للجزيرة نت أن هذه الآراء والتوجهات من شأنها أن تحد من التربية لمجتمع متعدد والتربية على قيم الاعتراف بالآخر واحترامه.

التنشئة الاجتماعية

وقال الباحث في القضايا الاجتماعية والتربوية خالد أبو عصبة إن موضوع المدنيات لم يدرس في جهاز التعليم الإسرائيلي ويتم تعليم نظام الحكم وتشريع القوانين، والهدف من تدريس الموضوع أن يصبح الإنسان مواطنا فعالا بحيث يتم إشراكه في عملية التنشئة الاجتماعية ليتفاعل مع المجتمع وقضاياه المختلفة.

وأوضح أبو عصبة في حديثه للجزيرة نت أن وزارة المعارف بتيارها اليميني باشرت بإعداد منهاج تدريس يهدف إلى تعميق ما يسمونها التربية على المواطنة والقيم من منظور صهيوني وكأن المواطنة تتمثل بالصهيونية فقط.

وقال إن وزارة المعارف تسعى من خلال هذه المحاولات إلى تقريب الطلاب وبالأساس اليهود إلى الصهيونية.

وأشار أبو عصبة إلى أن 50% من الطلاب بإسرائيل، وهم الطلاب العرب الفلسطينيون واليهود الحريديم، لا يمتون بأي صلة للصهيونية.

 

التعصب القومي

وقال أبو عصبة لا أعتقد أن الطالب العربي سوف يتأثر بهذا الفكر، وجميع محاولات المؤسسة لاستمالته نحو الرواية الصهيونية فشلت، ففي السابق تم فرض تدريس مائة مصطلح من اليهودية لكن المحاولة منيت بالفشل كون الطالب لا يتفاعل مع مثل هذه الأمور.

وقال النائب بالكنيست جمال زحالقة إن إسرائيل مصابة بهوس، وتشهد موجة من التعصب القومي الذي يعصف باليهود، يريدون فرض الفكر الصهيوني على العرب ويطالبون العالم بأن يتعرف بإسرائيل دولة يهودية.

وأشار زحالقة إلى أن وزارة المعارف تحرم الطالب العربي من تعلم تاريخه وتسعى لمحو انتمائه وهويته، وبدأ ذلك بشطب مصطلح "نكبة" من كتب التدريس وعسكرة المدارس.

وقال إن هذه المحاولات تأتي بعد فشل مشروع الأسرلة وهم يحاولون فرضه من خلال زيادة جرعة الأسرلة بمناهج التدريس وتشريع القوانين التي تجرم كل من يعارض يهودية الدولة.

وأضاف زحالقة للجزيرة نت "منذ سنوات طويلة ونحن نقوم بحملة ضد المناهج الصهيونية وقدمنا مشروع الاستقلالية لجهاز التعليم العربي حتى ينمي شخصية الطالب العربي الفردية والوطنية والقومية".