خبر رئيس الأركان الأميركي ينهي زيارته لتركيا: تخبط وتصريحات من جانب واحد

الساعة 08:39 ص|06 سبتمبر 2010

رئيس الأركان الأميركي ينهي زيارته لتركيا: تخبط وتصريحات من جانب واحد

 فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

محمد نور الدين

أنهى رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مايكل مولن زيارة رسمية إلى تركيا استغرقت يومين.

ومع أن مولن قال إن الهدف من زيارته هو التعارف مع رئيس أركان الجيش التركي الجديد ايشيك كوشانير، وقد أمضى معه الحصة الكبرى من زيارته وهو تقليد يتبعه الأميركيون في أن يكون رئيس أركانهم أول من يزور أي رئيس أركان تركي جديد، غير أن تصريحات مولن عكست التوتر المستجد في العلاقات التركية ـ الأميركية، حيث كان مولين في تعمده القول إن واشنطن ليست بحاجة إلى تركيا في موضوعي العراق وأفغانستان، فيما حاول تحريض تركيا وتشجيعها على التعاون في مسألتي إيران والدرع الصاروخي.

وبدا التخبط الأميركي في ثلاثة تصريحات متناقضة صدرت عن مسؤوليهم خلال ساعات قليلة. إذ إن مولن، رد على سؤال عما إذا كانت القوات الأميركية ستشارك في مناورات «نسر الأناضول» الجوية المقبلة، بالقول إن بلاده «لم تتلق دعوة إليها»، رغم انه قال انه بحث مع نظيره التركي المناورات التي ستجري وما تأمله الولايات المتحدة منها.

لكن متحدثة باسم السفارة الأميركية في أنقرة عادت وصححت مباشرة بعد انتهاء المؤتمر الصحافي لمولن، أمس الأول، أن الولايات المتحدة تلقت دعوة للمشاركة في المناورات لكن بسبب عدم تلقي البرنامج ولأسباب اقتصادية فإنها لن تشارك فيها.

ومساء اليوم ذاته صدر موقف ثالث عن الأميركيين عبر بيان مكتوب للسفارة الأميركية في أنقرة يقول إن واشنطن تلقت دعوة للمشاركة في المناورات، لكنْ بانشغال الطائرات الأميركية في مهام أخرى في وقت المناورات فإن الولايات المتحدة ترى من المناسب عدم المشاركة فيها.

وبان الغضب الأميركي من أنقرة عبر حديث مولن وبلهجة جافة عن معظم القضايا التي تهم الولايات المتحدة والتي تتخذ تركيا منها مواقف مغايرة.

فعن احتمال انسحاب قوات الاحتلال الأميركي حتى نهاية العام 2011 من العراق عبر تركيا، أعلن مولن انه لم يأت إلى تركيا لبحث هذا الموضوع. وقال إن «الولايات المتحدة نجحت في أن تسحب من العراق في العام الماضي مئة ألف جندي و38 ألف قطعة ثقيلة ومليونين من التجهيزات ولم نسحب قطعة واحدة حتى عبر تركيا». وأضاف انه «ليس في نية أميركا في المستقبل أن تستخدم الأراضي التركية لسحب قواتها، رغم أنها تبقى خيارا قائما».

ومع انه قال إن المساعدة التركية في أفغانستان مهمة وحيوية، فإنه شدد على انه لا يريد من أنقرة أية مساعدة إضافية في أفغانستان.

وجاءت زيارة مولن وسط تعدد موضوعات الخلاف بين البلدين، ولا سيما بعد التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية ورفض أنقرة مشاركة تل أبيب في مناورات «نسر الأناضول» وتضامن واشنطن مع إسرائيل. وقد تمنى أن تظهر الحقيقة بشأن سفينة «مرمرة».

وجاء الملف الإيراني بين الموضوعات التي بحثها مولن مع المسؤولين الأتراك ومن ذلك تقديره للموقف التركي الذي يقول إن أنقرة ستطبق العقوبات التي جاءت في قرار مجلس الأمن الدولي 1929. وقال مولن إن «تطبيق تركيا للعقوبات على إيران له أهمية حساسة بالنسبة لنا ونقابل الموقف التركي بسرور». وأضاف ان «تركيا وأميركا متفقان على العمل معا لمنع امتلاك إيران السلاح النووي».

واحتلت مسألة نشر درع صاروخي في تركيا موجه عمليا ضد إيران حيزاً مهماً من مباحثات رئيس الأركان الأميركي في أنقرة. وقال مولن إن بلاده تعلق أهمية كبيرة على هذا النظام في إطار حلف شمال الأطلسي، ملمحاً إلى إمكانية نشر قسم من الدرع في تركيا بالقول إن «المحادثات متواصلة من أجل نشر قسم على الأقل من منظومة الدرع الصاروخي في بلغاريا ورومانيا وتركيا». وأكد أن مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تركيا لن تتأثر بأي مشكلة، وهي ستستمر كما كان مقررا لها.