خبر لم « أصحُ »- هآرتس

الساعة 08:12 ص|06 سبتمبر 2010

لم "أصحُ"- هآرتس

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: برغم اعتراض الكاتب على اتفاق سلام مرحلي فانه يراه افضل من الانتظار حتى يأتي رئيس حكومة اسرائيلي مستعد لدفع ثمن السلام الكامل - المصدر).

يعتقد أري شفيت أن جذر الشر في مفاوضة الفلسطينيين هو "التصور"، الذي يقول إنه ينبغي التوصل الى اتفاق سلام كامل، ويذكر "في فضلي"، أنني حتى أنا صحوت من ذلك ("هآرتس"، 2/9). انه مخطىء مرتين. فلم أصح، وليس الحديث عن تصور. فقد سعت اسرائيل منذ انشائها الى التوصل لاتفاقات سلام كاملة مع جاراتها كلها. كان ذلك الصراط المستقيم الصهيوني، عن نية ضمان ألا تكون الدولة اليهودية غرسة اجنبية في المنطقة. وكان هذا هو هدف اتفاقات كامب ديفيد في 1973، التي  تطرقت الى اتفاق مع الفلسطينيين بعد خمس سنين من الحكم الذاتي.

        عندما بدأت مسيرة أوسلو كان هدف  التغلب على عوائق في المحادثات التي تمت في واشنطن بين اسرائيل ووفد اردني – فلسطيني، والاتفاق على معايير لتسوية مرحلية في الطريق الى تسوية دائمة في غضون خمس سنين. عندما عرضت على اسحاق رابين في أثناء المحادثات، استغلال الفرصة الايجابية ومحاولة بدء تفاوض في التسوية الدائمة، رفض ذلك بقوله إنه اذا فشلت هذه المحادثات فلن يكون ممكنا الحديث في تسوية مرحلية، ونخرج صلعا من هنا ومن هناك.

        من الفور بعد التوقيع على اتفاق اوسلو بدأت محادثات مع محمود عباس في ورقة مبادىء لاتفاق سلام. انتهى العمل بعد سنتين. رفض رئيس الحكومة شمعون بيرس الورقة. وفعل بنيامين نتنياهو اذ كان رئيس حكومة كل ما استطاع كي لا نصل لحظة الحقيقة في التسوية الدائمة. وطلب ايهود باراك الذي انتخب في 1999، التوصل الى تسوية دائمة لكنه رفض المقترح الامريكي أن يضع على مائدة التفاوض في كامب ديفيد ما سمي "اتفاق بيلين - ابو مازن" (برغم أن ليس الحديث عن ورقة موقعة). فشلت المحادثات مع الفلسطينيين لان الجانبين لم يبذلا جهدا كافيا للتوصل الى التسوية الدائمة.

        بعد أن لم تنجح المحادثات في التسوية الدائمة، اقترحت على ياسر عبد ربه، الذي كان آنذاك وزير الاعلام الفلسطيني انشاء قناة غير رسمية لاعداد مقترح مفصل لتسوية دائمة، ولنبرهن للشعبين على أنه يمكن التوصل الى حل لجميع الموضوعات المختلف فيها.  هذه هي "مبادرة جنيف" التي وقعتها قبل سبع سنين مجموعة أشخاص فلسطينيين واسرائيليين، والتي أصبحت الورقة المفصلة الوحيدة التي يوافق عليها جمهور كبير من الاسرائيليين والفلسطينيين.

        استقر رأي رئيس الحكومة آنذاك، اريئيل شارون على انسحاب من جانب واحد من غزة. كان هذا الانسحاب مناقضا أشد المناقضة لروح مبادرة جنيف، وبرغم ذلك أيدته لانني أدركت أن هذا ما هو مستعد له شارون وأن الخروج من غزة مع شارون أفضل من انتظار رئيس حكومة آخر. لو تابع ايهود اولمرت الطريق الاحادي لأيدته. جرب على نحو أسعدني مسارا أكبر، لكنه كان بعيدا جدا أيضا عن الاتفاقات التي توصلنا اليها بمبادرة جنيف، ولم يحظ بحماسة فلسطينية.

        انتخب نتنياهو مرة ثانية لأسفي. وهو بعيد أشد البعد عن اتفاق سلام على حسب معايير كلينتون او مبادرة جنيف. لست على ثقة بأنه مستعد لاتفاق مرحلي، لكن يخيل إلي أنه أكثر عملية من محادثات باطلة في الأمن والبيئة والمياه وطابع دولة اسرائيل اليهودي. لهذا أقترح تجريب المسار الجزئي. لم "أصح". أعتقد أن الانسحاب  من جانب واحد من غزة كان حماقة، ولسنا نريد الاتفاق المرحلي ايضا. لو كان الامر متعلقا بي لفضلت بلا شك التوصل الى اتفاق سلام كامل الان.  والسؤال هل يفضل انتظار رئيس حكومة يكون مستعدا لدفع ثمن السلام، أم فعل الشيء الأقصى الان. أفضل ألا ننتظر.