خبر طريق مسدود- معاريف

الساعة 08:11 ص|06 سبتمبر 2010

طريق مسدود- معاريف

بقلم: شالوم يروشالمي

المضمون: لن تفضي المحادثات المباشرة الى سلام. فأقصى مواقف نتنياهو لا تبلغ أدنى مواقف السلطة الفلسطينية - المصدر).

يستطيع بنيامين نتنياهو أن يربت على كتفه. فقد سافر الى واشنطن الى قمة متجهمة، تحدث الجميع عن فشلها. ووقف أمام رئيس أمريكي عصبي، ورئيس مصري، وملك أردني ورئيس سلطة فلسطيني شكاكين على نحو خاص. أنذر الجو العام بالقنوط. ومع ذلك كله ناور جيدا وخرج من القمة غير مصاب بل مع اطراءات للصدق والجدية اللذين أظهرهما . يتبين أن نتنياهو عاد الى أيامه الحسنة التي نجح فيها في بيع أثاث هزيل ومضاعفة ربح المبيعات، وأن يبيع مواقف اسرائيل في الأمم المتحدة ومؤتمر مدريد ويقنع أعضاء مركز الليكود بأن الدولة الفلسطينية وصفة للقضاء على الدولة اليهودية، (ويحظى بأكثرية ساحقة). ونجح في واشنطن بخطابة فصيحة وبتغيير مصطلحات ومفاهيم في قلب الأمور رأسا على عقب وفي أن يبدو مطاردا للسلام لكن السلام يهرب منه. حسن.

يستطيع نتنياهو في الساحة الداخلية أن يسجل انجازا ايضا. فاليمين يؤيده. ووزراء الليكود بني بيغن، وموشيه يعلون، ويوفال شتاينتس، واسرائيل كاتس، وجدعون ساعر، وجلعاد أردان وليمور لفنات، يسمعون بالدولة الفلسطينية التي اصبح نتنياهو مستعدا لانشائها ولا يرفعون أصواتهم. ويسمع افيغدور ليبرمان نتنياهو يركل الكلمتين الدينيتين – التاريخيتين "يهودا والسامرة" ويتبنى المصطلح المعيب "الضفة الغربية". ولا يغضب هو أيضا. ويسمع ايلي يشاي رئيس الحكومة يتحدث عن "مصالحة تاريخية"، ولا يرمي حتى برد غامض.

ثمة تفسير لكل شيء. فما يزال نتنياهو لم يجتز الخطوط ولم يقلب المائدة. نحن في المرحلة الكلامية، وكل ما قيل يمكن أن يعد عذوبة ألفاظ في مواجهة الضغط الدولي. يستطيع الجميع ابتلاع ريقهم والصمت لاننا لم نبدأ بعد أي مسار حقيقي. لا يوجد في الحكومة من يظن حقا أن نتنياهو عازم على نقض مئات المستوطنات في يهودا والسامرة وتقسيم القدس. ومن جهة ثانية لا يوجد وزير يعتقد أن نتنياهو سيحصل على عوض حقيقي من التنازلات التي هو مستعد للقيام بها. باختصار نخرج للعبة كرة قدم من غير أن ننصب هدفين في  الملعب.

يربح نتنياهو في هذه الاثناء ائتمانا ويستطيع ان يحظى بوقت طويل، وهما أساسان مهمان جدا في المشهد السياسي في الشرق الاوسط. يجب على رئيس الحكومة الان أن يتجاوز بسلام السادس والعشرين من أيلول وهو أجل انقضاء التجميد، وسيكون آنذاك فوق الحصان السياسي في السنة القريبة. جميع الصيغ، والفصاحة الكلامية والحيل تجند في هذه الأيام لاقناع المستوطنين لأننا سنستمر على البناء، ولاقناع الفلسطينيين بأننا سنقف البناء. اذا لم ينجح هذا العمل البهلواني فيمكن أن نقضي على المحادثات المباشرة قبل أن تبدأ حقا.

هل ستفضي المحادثات المباشرة "الصادقة والجدية" الى السلام؟ الجواب لا. فأقصى مواقف نتنياهو لا تبلغ أدنى مواقف الفلسطينيين. ففي كامب ديفيد وطابا حصل عرفات من ايهود باراك وشلومو بن عامي، وزير خارجيته، على 94 في المائة من مساحة الضفة، وعلى مناطق بديلة داخل الخط الاخضر، وعلى نصف القدس، وعلى سيادة فلسطينية كاملة في جبل الهيكل وعلى حيين ايضا في البلدة القديمة، وعلى حق عودة رمزي لالاف اللاجئين الى اسرائيل. أيستطيع أبو مازن أن يوافق على أقل من ذلك؟ لا.

أيستطيع نتنياهو أن يعرض نظاما سياسيا كهذا حتى لو نقض الليكود وضم كاديما اليه؟ من الواضح أن لا. هل يستطيع أبو مازن أن يهب لنتنياهو العوض الذي كان يستطيع عرفات أن يوجده لولا انه كان ارهابيا عنيفا وكارها للتسويات؟ من المحقق أن لا، ولا سيما بعد أن خسر غزة لحماس. سيبلغ نتنياهو المحادثات المباشرة اذا بلغها، كيف يفحص من قريب على هذه الحقائق المعروفة. والطريق المسدود محتوم. قد يمكن في أفضل الحالات التوصل بمساعدة ضغط أمريكي الى دولة فلسطينية في حدود مؤقتة كما تقترح المرحلة الثانية من خريطة الطريق.

واذا فشل كل شيء، كالمتوقع وبرغم كل شيء فسيكون ذلك في الحقيقة بكاء لاجيال. يستطيع زعيم مستقر من اليمين فقط، اذا استطاع، أن يفضي الى اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين ويحظى بتأييد أكثر الجمهور. نتنياهو موجود في الوضع الملائم، لكنه غير مستعد للاعطاء (والأخذ) ولا يستطيع أبو مازن أن يأخذ (وأن يعطي).