خبر رسالة « يوم القدس » إلي توني بلير

الساعة 06:01 ص|06 سبتمبر 2010

رسالة "يوم القدس" إلي توني بلير

 

من لورين بوث في إيران ,

عزيزي توني:

مبروك عليك كتاب مذكراتك السياسة الذي أصبح من الأفضل و أسرع مبيعا.

 

 أنا في إيران و أملك النسخة الوحيدة في البلد, باستطاعتي أن أقول لك أنه بذل الكثير من الجهد في كتابته وأن له وزن بين الكتب التي أصدرت و تتحدث عن أسلحة الدمار الشامل.

 

 لدى ملاحظة لمطبعة راندم, لم لا يتم ترجمته إلى اللغة الفارسية و العربية بأسرع وقت ممكن حيث ستباع النسخة بسرعة كبيرة.

 

توني بالأمس حضرت مسيرة يوم القدس في طهران , ربما قد تكون سمعت عن هذا اليوم؟ انه يوم تنظم فيه المسيرات حيث يشارك الإيرانيين  فيه ليحتجوا ضد الاحتلال الإسرائيلي الغير شرعي لفلسطين بما في ذلك مدينه القدس المقدسة.

 

أنا سخرت عندما سألتك إذا كنت سمعت عن يوم القدس, لأنني اعرف انك سمعت عنه, انه أسوأ كابوس لديك, أليس كذلك؟

 

طهران هو المكان الذي تتشابك فيه السياسة و الإسلام, أنا شخصيا لم أتفهم ما معنى  الخوف من الإسلام السياسي, يبدوا لي أنه ينبغي دائما أن يتعلم و يعرف الناس عن الأحداث العالمية بدلا من تجاهلها.

 

كما يقال, الصهاينة المسيحيين في الولايات المتحدة هم من النوع الذين لا يمكنهم إيجاد مدينة سكناهم على خارطة بلادهم لكنهم يكرهون الإسلام حتى لو لم يكونوا متأكدين من معرفة حقيقة الإسلام و ليس كما يصوره البعض.

على أية حال, بالأمس وقفت وسط مليون إيراني مسلم كلهم يهتفون تسقط إسرائيل تسقط أمريكا, الرجال النساء الأطفال كلهم من حولي كانوا صائمين بلا ماء ولا طعام, متحملين الجوع و العطش في درجات حرارة عالية و كأنه أمر طبيعي بالنسبة لهم, بإمكانهم تحمل الحرمان في العالم الإسلامي, هنا في طهران الناس فخورين متحملين المعانة ليعبروا عن مدى تعاطفهم مع شعب فلسطين , تماما كما تعبر عن تضامنك مع أمريكا بمقتل مليون مدني عراقي و بدون إيجاد ما يسمى أسلحة كيماوية غير شرعية.

 

 بعض الأمهات بكين ليس كرها بسبب سياسة الغرب ولكن تعاطفا مع أمهات رفح و خان يونس و نابلس و جنين, هل تعرف أسماء هذه الأماكن يا توني كونك مبعوث السلام للشرق الأوسط؟ عليك عن تعرف , فإسرائيل ارتكبت مجازر في هذه المدن في السنوات القليلة الماضية, ألم تعلم ذلك؟

اليوم صدحت شوارع لندن بنداء الله اكبر و لتسقط إسرائيل وكان المسيحيين و اليهود جنبا لجنب مرددين لتسقط إسرائيل كتفا إلى كتف مع ما تسميهم  "المسلمين السياسيين"

 

ربما تظن أنني في خطر كوني موجودة في إيران خصوصا وجودي في يوم مثل يوم القدس.

 

مرة ثانية توني أنت تشبعت من الكذبة الكبيرة , الكذبة التي تقول بان المسلمين عندما يعبرون عن رأيهم مجتمعين في الأماكن العامة ,فأنهم يعبرون عن كرههم لنا كغير مسلمين, و كأن كل المظاهرات التي ينظمها المسلمون في مجتمعاتهم كنوع من الحقد الدفين ضد الصليبيين.

 

ربما ينبغي أن يكونوا غاضبين كثيرا يا توني حيث إن قراءة بعض الملاحظات في كتابك يدلل انك صليبي بأفكار و طرق حديثة

الصراع بين إسرائيل و فلسطين بالنسبة لك له علاقة بالدين و ليس له علاقة بالتطهير العرقي الذي مورس ضد السكان العرب و لا إهانة الذين بقوا تحت وطأة المحتلين الإسرائيليين.

 

أنت تقول بان العرب كانوا و سيبقوا ينظرون لليهود كأعداء لهم, بالله عليك اقرأ التاريخ و إذا كنت ستدير مؤسسة الإيمان فعليك أن تتعرف على الإسلام , ألا تعتقد كذلك؟

 

هل أصدقائك في تل أبيب نسوا أن يخبروك عن ألاف اليهود الذين عاشوا في فلسطين التاريخية بانسجام مع جيرانهم العرب قبل عام 1948؟ ألا تعرف حتى يومنا هذا بأن هناك عشرات الآلاف من اليهود يعيشون في إيران؟ انا التقيت مع عائلات مسلمين, حرق أولادهم بقنابل الفسفور الأبيض الأمريكي الإسرائيلي, يعانون من الجوع نتيجة الحصار على غزة, عاشوا الأيام الأوائل من العقوبات التي فرضت على إيران حيث اضطروا لصرف كوبونات الطعام ليعتاشوا , و كل الذين عانوا لديهم رسالة واحدة  نحن لا نكره أي شخص بسبب عرقه أو دينه , نحن لا نستطيع أن نكره اليهود فقد ذكروا في القران.

 

اسمح لي يا توني أن أسألك لماذا يجب على أناس سواء مسلمين أم غير ذلك أن يتعودا على التهديدات المستمرة من قبل رؤسائك في تل أبيب و واشنطن؟

 

هل يكن أن تتخيل كيف هي الحياة في غزة تحت الحصار حيث تم قصفها بالقنابل الكيماوية, و مدارس أطفالهم قصفت بالصواريخ, و مستشفياتهم أيضا قصفت , و الكهرباء محدودة و المياه غير صالحة للشرب

في الحقيقي يا توني أنت شخص مدعاة للرأفة , في الحقيقة اعتقد انك تشعر بالألم الذي عاني منه الناس في الشرق الأوسط كنتيجة لتأييدك لإسرائيل, لكنك تضع ذلك الشعور جانبا لأنك تعتقد أنهم يستحقون هذه المعاناة, أليس كذلك؟

 

في كتابك أنت تقول انك تعلم كم عدد البيوت التي سويت بالأرض في بيروت و كم عدد الناس الذين قتلوا في عام 2006 في لبنان و مع ذلك أنت ترفض غضب لبنان من إسرائيل لاحتلالها مزارع شبعا باعتباره أمرا غير مهم, فتلك القطعة الصغيرة من الأرض أنت لا تراها مهمة لتشكل ضغط مستمر من جانب المجتمع اللبناني بضرورة تحريرها من جارتهم المستبدة إسرائيل , أنت فقط تتفهم انه إذا تم الاعتداء على إسرائيل فلها الحق أن تدافع عن نفسها و كأن إسرائيل تعيش في سلام بالرغم من المجازر التي ترتكبها

  فينما بعض قادة العالم طالبوا إسرائيل بوقف فوري للهجوم الجوي على المدن اللبنانية عام 2006, أنت بقيت صامتا! أنت تقول في كتابك انك إذا استنكرت ما تفعله إسرائيل فستكون غير صادق في ذلك, فأن من شأن ذلك أن يقوض نظرتك للعالم, هذه النظرة في أن المسلمين هم مجانين و خطيرين و كداء يجب أن يتم احتواؤه,

 

 الفصل الأخير من كتابك يجب أن يقرأ هنا في الشرق الأوسط,, تهانينا يا توني.

 

في الفصل الأخير أنت تقول نريد رد ديني  مضاد ضد الإسلام و بقولك الإسلام أنت تعني المظاهرات يوم القدس و الانتفاضة الفلسطينية, فالرد برأيك سيكون ضد العرب الذين لا يرفعون أيديهم مستسلمين في وجه صورايخ طائرات ف 16 التي تقصف بيوتهم و مخيماتهم.

 

عندما تقول بأن الأصولية يجب ضربها أنت تعني بذلك أنك أنت و أمثالك من المفلسين الأغنياء من قادة العالم تريدون أن تتحكموا في التعاطف المتزايد المنتشر وسط الأمة في شوارع باريس و لندن و براد فورد و روما , ليس فقط التشدد يجب القضاء عليه و لكنك كتبت انه يجب أيضا القضاء على سرده و تداولهز

 

إيران مكان تلتقي فيها التقاليد الإسلامية مع العمل السياسي.

 

الناس هنا يعرفون جيدا تاريخ المنطقة و الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد فلسطين و المكائد السياسية من قبل حكومة الولايات المتحدة و المملكة المتحدة لعزلهم

لقد وجدت الناس هنا طيبين خلال إقامتي ومع ذلك أنصحك أن لا تأتي لهنا لتسويق كتابك.

 

لورين بوث.