خبر زمن الحسم- معاريف

الساعة 09:25 ص|05 سبتمبر 2010

زمن الحسم- معاريف

بقلم: بن كاسبيت

"الضفة الغربية" (west bank). هكذا وصف بنيامين نتنياهو، في خطابه في واشنطن، "يهودا والسامرة". من كل اقواله هذا هو القول الاكثر اثارة لقلق المستوطنين. "اجتاز الروفيكون" قال بعض منهم قبيل السبت. اذا كان بيبي خاصتنا يسمي يهودا والسامرة عرش الشعب اليهودي، بالاسم الذي يستخدمه الاغيار، وكذا العرب، وكذا الفلسطينيون، فهذا دليل على أن كل شيء ضائع. ها هو، راحت علينا.

ليس تماما. قبل أن يجتاز نتنياهو الروفيكون، سنراه يجتاز روبي ريفلين. فقد سبق لرئيس الوزراء أن اعتذر عن هذا القول. "زل لسانه"، يقول رجاله، حين تحدث عن "الضفة الغربية". هذا لن يحصل مرة اخرى. من جهة اخرى، فان رؤساء الوزراء بشكل عام لا يزل لسانهم. خطاباتهم مكتوبة، محررة. مخطط لها ومدروسة من الكلمة الاولى وحتى الاخيرة. الضفة الغربية هذه ستطارد نتنياهو في لاحق السياق. وهي يمكنها أن تشهد على حالة نفسية، على انضاج. على اتجاهات. ولا يزال، محظور النسيان: ما اعطاه نتنياهو حتى الان للامريكيين وللفلسطينيين مجرد كلام. في الكلام هو قوي. كما أنه اعطى كلاما في البيت الابيض ايضا بعد أحداث فتح نفق المبكى، وفي واي بلانتيشن ايضا عندما وقع على اتفاق تاريخي مع عرفات. هل نتنياهو يقصد كل هذا حقا؟ الاسهل هو القول انه هو وحده يعرف ولكن في هذه الحالة يحتمل ألن يكون هو ايضا لا يعرف.

دليل أول: عندما تتحدث بحضور رئيس الولايات المتحدة فان الكلام ملزم. هذه الشيكات لا يمكنها أن ترجع. هذا أقوى بكثير من المناورة مع يهدوت هتوراة او اسرائيل بيتنا. ينبغي التعلل بالامل في أن يكون نتنياهو يعرف هذا. في امريكا لا توجد فكرة شيك راجع. لا يوجد سحب زائد. هناك وارد الحصول على خط ائتمان والايفاء به. من يخرج عنه، يشطب.

دليل ثانٍ: ليس لنتنياهو أغلبية في السباعية. لا لتمديد التجميد، ولا لـ "أرض تشبه أرض 67" (هذه هي صيغة التسوية مع الفلسطينيين، ولا يوجد غيرها). عندما سيدخل الى الغرفة مع ابو مازن، في منتصف الشهر في شرم الشيخ، هذا الموضوع سيطرح على جدول الاعمال. نتنياهو سيرغب في الحديث عن ترتيبات الامن، أما ابو مازن فسيرغب في الحديث عن الحدود. والامريكيون سيأمرونهما بالحديث عن هذين الموضوعين. اذا كان نتنياهو سيهمس للفلسطيني بجملة تتضمن رقمي 67، يحتمل أن يكون لابو مازن سبب ودافع للبقاء في هذه اللعبة بعد 26 ايلول ايضا. من جهة اخرى، اذا ما تسرب مثل هذا الامر، فلن يكون لنتنياهو سباعية، لن يكون له مجلس وزاري ولن تكون له حكومة، ولكن ستكون له شجاعة ورؤيا ايضا.

دليل ثالث: ليس مريحا لافيغدور ليبرمان ان يفكك الان حكومات. جدوله الزمني مغاير. ليبرمان يحافظ على هدوء نسبي. عندما يكون ليبرمان هادئا، يكون نتنياهو قلقا. فهما يعرفان الواحد الاخر جيدا. ولكن الهدوء النسبي ايضا من جهة تسيبي لفني مقلق. ليس لنتنياهو، مثل ليبرمان. هل لفني هي خيار حقيقي من ناحية نتنياهو. هل تساحي هنغبي اتفق منذ الان مع جدعون ساعر، مثلا، على أن يكون كديما هناك من أجل نتنياهو في لحظة الحقيقة، حين سيقفز حقا في المياه العاصفة للروفيكون ويحاول الوصول بسلام الى الضفة الاخرى؟ لا يمكن لنا أن نعرف. اسرائيل هي دولة مضحكة جدا لدرجة أنه لدى سفر نتنياهو الى المؤتمر في واشنطن، الاسبوع الماضي، تلقى دشا باردا من رئيس شاس وبعد ذلك دشا باردا من ليبرمان ومباركة من رئيسة المعارضة. عندما صعد يوفال شتاينتس الى البث وسئل كيف يحصل ان وزير الداخلية ووزير الخارجية يعتقدان بانه لا أمل للمفاوضات قال انه "يمكن ان نضيف وزير المالية ايضا". ولكن تسيبي لفني امتدحت (وحسنا أن هكذا. تترك الانطباع بانها هي الجهة الموضوعية الوحيدة في الساحة في هذه اللحظة).

1998 عندما سافر نتنياهو الى واي بلانتيشن روى لوزرائه بانه اذا عاد مع تسوية سياسية فسيحصل على شبكة أمان من حزب العمل. من أين تعرف، سألوه، فروى بان رافي ادري كان عنده سرا ووعد. النهاية معروفة. لا شبكة ولا أمان. كانت انتخابات، وبيبي هزم وذهب الى بيته.

هل التاريخ سيكرر نفسه؟ هذا أيضا ليس مؤكدا. في الاسبوعين القريبين الامور ستتضح ولكن ليس تماما. سيتعين على نتنياهو اعطاء ابو مازن شيئا ذا مغزى وحقيقيا جدا في لقائه القريب كي يحافظ عليه داخل الغرفة حتى بعد التجميد (الا اذا قرر تمديده. في مثل هذه الحالة ستكون له جلبة هائلة في الليكود). اذا انسحب الفلسطينيون في 26 ايلول فلن يكون بوسع حزب العمل ان يبقى. ولعل هذا هو السبب الذي من أجله يصر ايهود باراك على تعيين يوآف غالنت الان وفورا (بوغي يعلون لن يرفع يده اليوم في صالح هذا التعيين. ليس ضد غالنت بل ضد حماسة باراك). اذا خرج العمل، فان كرة الثلج تبدأ بالتدحرج في مسارها الثابت، حتى الانتخابات.

مهما يكن من أمر، فان المزيد فالمزيد من كبار المسؤولين في الساحة السياسية يبدأون في النظر الى 2011 كسنة انتخابات. نهاية السنة، حد اقصى كانون الثاني – شباط 2012. الرصاصات الاولى ستنطلق منذ هذا الصباح في جلسة "وزرائنا" التي سيعقدها نتنياهو قبل الحكومة (اذا عقدها)، وبعد ذلك في الحكومة نفسها. رجاء انتبهوا الى سيلفان شالوم، بوغي يعلون وبيني بيغن. زمن الحسم حان. حتى لو تلبث، ففي النهاية سيحين. الى هنا، او هناك. "في النهاية هو سيجلب السلام"، قال لي أمس أحد رجال نتنياهو. للحظة واحدة حاولت أن اصدق. وعندها انفجر في ضحك عصبي. كل واحد مدعو لان يفسر هذه الضحكة كما يشاء.