خبر غزة: شيوع سرقة محال وبسطات الـملابس في ذروة ازدحام الأسواق

الساعة 05:43 ص|05 سبتمبر 2010

غزة: شيوع سرقة محال وبسطات الـملابس في ذروة ازدحام الأسواق

فلسطين اليوم-غزة

لا تكاد تمر ساعة دون القبض على سارق أو سارقة من داخل محال بيع الـملابس أو أمام البسطات الـمنتشرة في الأسواق الـمكتظة بآلاف الـمتسوقين الـمندفعين إلى الشراء، عشية حلول عيد الفطر-وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الأيام المحلية اليوم.

بهذه الكلـمات، أوجز البائع زياد، الذي يقف أمام بسطته في سوق مخيم الشاطئ، حديثه عن انتشار ظاهرة سرقة الـملابس من البسطات في الآونة الأخيرة، وأضاف إنه ضبط امرأة تقوم بوضع عدد من قطع الـملابس في كيس بلاستيكي، قبيل مغادرتها الـمكان بثوان، مشيراً إلى أن سيدة كانت تراقبها أخبرته بأمرها.

وأشار إلى أن السارقة حاولت الدفاع عن نفسها بإصرارها على رفض الاعتراف بالسرقة، لكنها سرعان ما فرت من الـمكان بعد أن أفرغ الكيس أمامها وتعرف إلى بضاعته.

وقال زياد غاضباً: إنه يكتشف يومياً أكثر من حالة سرقة من بسطته فقط، مبيناً أن عمليات السرقة تتم أثناء ازدحام الـمشترين على البسطة وانشغال البائعين بخدمتهم ومساومتهم.

وأكد أنه يتعرض يومياً لسرقة بضائع بمئات الشواكل، لافتاً إلى أنه لا يكتشفها في الحال، بل بعد جرد حساباته ومبيعاته في نهاية اليوم.

واشتكى زياد، في العشرينات من عمره، من ازدياد ملحوظ في عملية السرقة هذا العام مقارنة مع العام الـماضي، حيث يعتقد أن الكثير من الـمواطنين، خصوصاً الشبان، يشجعون بعضهم بعضاً على السرقة، وهو ما استشفه من خلال التحقيقات التي كانت تجرى مع بعض السارقين الذين يتم كشفهم والإمساك بهم.

وحول مدى وجود ظاهرة للسرقة هذا العام، قال بشير علوان صاحب أحد محال بيع الـملابس، "السرقة سرقة"، مشيراً إلى أنه ونظراءه الباعة يطلعون يومياً على حالات سرقة يتم اكتشافها.

وأضاف: إن معظم السرقات لا تكتشف حال وقوعها، إذ يتعذر على الباعة اكتشافها بسبب الازدحام الشديد وصعوبة مواجهة الـمشكوك به، خصوصا إذا كانت امرأة.

وأضاف علوان: إن معظم عمليات السرقة تتم بواسطة سيدات يصعب الشك فيهن، وعادة ما يلي اكتشافهن التستر عليهن مراعاة لأوضاعهن الإنسانية والاجتماعية.

ويؤكد البائع رمزي نصر أن ارتفاع عمليات السرقة يؤرقه ويتعبه كثيراً ويتطلب منه تركيزاً كبيراً خلال البيع، موضحاً أنه اضطر إلى الاستعانة بعامل آخر لـمراقبة عمليات السرقة التي تتسبب له في خسائر فادحة.

وقال إنه تعرض إلى نحو 15 حادث سرقة خلال الأسبوع الـماضي، لافتاً إلى أن اللصوص يتبعون العديد من الطرق في السرقة.

واعترف نصر بصعوبة السيطرة على هذه الفئة التي تنمو وتكثر وتنشط في الـمواسم، مشيراً إلى أن العديد من الشباب والسيدات ينضمون إلى هذه الفئة في مواسم البيع التي تشهد ازدحام الـمشترين.

وعلى الرغم من تشغيله عاملاً جديداً فإنه يتوقع التعرض لـمزيد من حالات السرقة بسبب اكتظاظ الأسواق بالـمشترين وصعوبة تحديد مواصفات معينة لفئة السارقين والسارقات.

أما البائع زكي النحال، فيؤكد أنه يخجل ولا يجرؤ في أحيان كثيرة على مراجعة سيدة يشك في قيامها بالسرقة، نظراً للوضع الخاص للسيدات.

وأقر بصعوبة السيطرة على كل عمليات السرقة لتفنن السارقين واتباعهم أساليب مبتكرة في السرقة، مستعرضاً عدداً منها.

وقال: إنه يعمل كل ما في وسعه للحد من السرقة وليس القضاء عليها، مشيراً إلى أنه كثيراً ما يسامح اللصوص، خصوصاً السيدات اللواتي يتذللن ويتوسلن كثيراً بعد ضبطهن لتفادي افتضاح أمرهن.

وقلل من أهمية الـمبررات التي يسوقها السارقون عند اكتشاف أمرهم، مؤكداً عدم اقتناعه بها لأن كثيرين منهم غير محتاجين بالدرجة التي تدفعهم للسرقة.

واعتبر النحال أن عمليات السرقة في الـمواسم تبقى سرقة غير منظمة وطارئة، سرعان ما تختفي بشكل شبه كامل مع انتهاء موسم الشراء.

ويستعين النحال باثنين من أبنائه لـمراقبة حركة الـمارة والـمشترين في القسم الخارجي من الـمحل الواقع في سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

وفي رد مقتضب على سؤال لـ "الأيام" حول سبب إقدامه على السرقة، قال فتى ضبطه صاحب محل للـملابس متلبساً: إن الأمر يعود إلى سوء أوضاعه الاقتصادية وعدم مقدرته على شراء ملابس جديدة.

وقال الفتى الذي ثبتت عليه سرقة ثلاث قطع من الـملابس النسائية، إنه سرقها لأنه وجد الـمجال متاحاً لذلك، مضيفاً إنه كان ينوي بيعها أو استبدالها في منطقة أخرى بملابس تناسبه.

وعلى الرغم من قطعه وعداً بعدم تكرار فعلته فإن نظراته بعد إطلاق سراحه كانت توحي بعكس ذلك!.