خبر مبعدون عن الأقصى يذكرون في رمضان حكايات الحنين إليه

الساعة 05:44 م|04 سبتمبر 2010

مبعدون عن الأقصى يذكرون في رمضان حكايات الحنين إليه

فلسطين اليوم: وكالات

على اعتاب المسجد الاقصى وقفوا طارقين أبوابه... الحب والحنين الى الصلاة فيه دفعهم الى الحضور يوميا كعاشقا يقف على أطلال بيت محبوبته... انهم مواطنون عاديون ليسوا بمسوؤلين ولا بأصحاب قرار لكن الاسرائيليين أصحاب القرار قرروا انهم يشكلون خطرا وانهم مزعجون للسلطات وقررت منعهم من الدخول الى الاقصى لفترات متفاوته مستندة الى قانون الطوارئ البريطاني الصادر عام 1945.

 

أوامر الابعاد عن الاقصى طالت العشرات من ابناء القدس والداخل الفلسطيني وكان الامر الاول صدر بحق المهندس أبو عمر الخطيب 60 عاما من البلدة القديمة قبل ست سنوات وما زال ساريا، وتوالت قرارات الابعاد ولحقت بقيادات دينية كالشيخ رائد صلاح والشيخ عكرمة صبري وقيادات سياسية كالسيد حاتم عبد القادر وموظفي اوقاف.

 

اما أصغر المبعدين عن المسجد الأقصى هو الفتى ليث ناصر غيث 15 عاما وهو قيد الاقامة الجبرية في منزله في باب حطة منذ نحو الشهرين.

 

مصباح صبيح أبو صبيح 34 عاما من سكان البلدة القديمة، مواطن يعاني منذ عام 2007 من قرارات الابعاد ومهدد بالاعتقال لمدة شهرين في حال كسره للقرار.

 

الشاب ابو صبيح يقف يوميا أمام بوابات المسجد الاقصى يبكي حنينا للدخول اليه كما كان متعودا منذ نعومة اظافره، ويحرص على اداء الصلوات أمام باب الاسباط .

 

وقال:" لقد تربيت في المسجد الاقصى، وكنت دائم التواجد فيه، واليوم امنع من ذلك. وعن رمضان يقول:" نحن في العشر الاواخر من هذا الشهر الفضيل لكني لا اشعر باجواءه لاني بعيد عن الاقصى، فقد كنت في رمضان اقوم بتحضير موائد الافطار والسحور للوافدين واصلي يوميا صلاة التراويح والفجر.

 

ويعتبر مصباح ابو صبيح المسجد الاقصى الهواء الذي يتنفسه وضحكته ومكان تفريغ همومه واحزانه.

 

ورغم قرار الابعاد يحرص مصباح على ارسال اطفاله الخمسة الى المسجد الاقصى يوميا للرباط فيه.

 

ودعا المواطن ابو صبيح الشباب إلى ضرورة العودة إلى الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل والتواجد الدائم في الاقصى لحمايته لانه يمر باصعب الاوقات، كما دعا كل الممنوعين من الدخول للمسجد الأقصى الرباط على بواباته.

 

وأكد انه سيكون الدرع والجدار الأول للتصدي من الخارج في حالة جرى أي إعتداء على المسجد الأقصى ."

 

أما حارس المسجد الأقصى طارق الهشلمون 26 عاما الممنوع من الدخول اليه يذكر استقباله وتوديعه لشهر رمضان في ساحات الاقصى لكنه اليوم خارج أسواره.

 

صدر قرار ابعاد الهشلمون عن الاقصى في 15 – 6 – 2010 لمدة ستة شهور، وقال:"أبعدوني عن الأجواء الروحانية والدينية التي أنتظرها طوال العام بفارغ الصبر، فشهر رمضان مميز عن باقي شهور السنة"، مؤكدا أنه إن أبعدوا جسده عن المسجد الأقصى فلن يستطيوا إبعاد روحه عنه وسيبقى متعلقا به حتى يوم الدين. وأعتبر الهشلمون منعه من دخول المسجد الأقصى يشكل نقصا روحانيا ودينيا في حياته، وليس من السهل أن يقضي شهر رمضان بعيدا عن المسجد الأقصى والصلاة فيه.

 

وناشد الهشلمون المؤسسات القانونية والحقوقية التدخل من اجل إيقاف قرارات الابعاد بحق حراس المسجد الأقصى والمواطنين، وقال :"القضية ليست قضية أشخاص بل قضية إسلامية تخص جميع المسلمين".

 

وماجد الجعبة لا يبعد منزله عن المسجد الاقصى سوى عشرين مترا، يمنع من دخول المسجد منذ عام 2006 وصدر بحقه 10 قرارات منع على التوالي وفي كل مرة يرفق مع القرار خريطة تبين له الطريق المسموح السير بها للوصول الى منزله تحسبا من اقترابه من بوابات الاقصى!!

 

وبعد استلام قرار المنع الاول في عام 2006 وجه كتابا الى دائرة الاوقاف الاسلامية وبدورها نقلت مكان عمله كمؤذن وامام في احد مساجد البلدة القديمة، وهو على هذا الحال منذ ذلك الوقت.

 

وقال في رمضان العام الماضي تمكنت من الدخول الى المسجد الاقصى والصلاة فيه بعد انتهاء امر المنع العسكري، لكن سرعان ما تم تجديده بعد يومين.