خبر عملية في التوقيت الصحيح ..ياسر أبوهلالة

الساعة 09:31 ص|03 سبتمبر 2010

عملية في التوقيت الصحيح  ..ياسر أبوهلالة

 

عندما يقاطع الفنانون الإسرائيليون احتفالات في المستوطنات، وعندما ترفض دول أوروبية استيراد منتجاتها، فإن الطبيعي أن يقاوم الفلسطينيون، سواء بالمقاطعة أم التظاهر أم بإلقاء الحجارة أم بإطلاق الرصاص.

 

لنتذكر أن الموقف الأميركي كان رافضاً للاستيطان، والسلام كان يعني إزالة الاستيطان، فوجود مستوطنة أسوأ بكثير من وجود ثكنة عسكرية، والمستوطن أسوأ من جندي الاحتلال. فالأول يسرق الأرض والماء ويستأصل الفلسطيني إلى الأبد، أم الثاني فهو يقوم (شكلاً) بمهام أمنية مؤقتة وينسحب فور انتهاء المهمة.

 

في الانسحاب من سيناء، في كامب ديفيد، أزيلت مستوطنة ياميت، لكن في سلام أوسلو ازداد الاستيطان. واليوم غاية المنى هي "تجميد" و"تجميد مؤقت". أمام الصلف الإسرائيلي وجريمة الاستيطان المتواصلة تبدو عملية الخليل رد فعل طبيعياً لأي بشر تحتل أرضهم ويقتلعون منها ليحل مكانهم صهاينة قدموا من وراء البحار.

 

الاستيطان كله قبيح، وفي الخليل الأقبح. فأولئك المستوطنون لا يتوقفون عن عربدتهم وتجبرهم، ونموذجهم هو الإرهابي باروخ غولدشتاين. هل نسيناه؟ يهودي نشأ في نيويورك (ماذا عن مناهج التعليم في نيويورك؟)، التحق بكلية أينشتاين لدراسة الطب، تخرج فيها طبيباً وعمل في مستشفى بدوكريل في بروكلين سنة 1982م. كان دائم الترديد لعبارة من التلمود "إذا كان عدوك يريد قتلك ابدأ أنت بذبحه"، وفي العام 1994 نفذ تلك المقولة عندما هاجم المصلين في الحرم الإبراهيمي وهم سجود وقتل خمسين منهم وجرح 349.

 

صديقنا أوباما الذي انتخبناه ليساعدنا، فصار واجبنا مساعدته، غير معني بإزالة الاستيطان، وهو أسوأ أشكال الاحتلال، ولا يمكن في ظله إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. هو معني بانتخابات التجديد النصفي وبإيران. هو يريد أن يكسب اللوبي اليهودي في الانتخابات، ويريد مقايضة نتنياهو في موضوع إيران. أعطيك ما تريد من الفلسطينيين لكن لا تضرب إيران. ليس محبة فيها ولكن لأنه الآن، الآن فقط، لا يريد فتح جبهة معها. وهو يريد إيقاف النزف في العراق وأفغانستان.

 

لو كان خالد مشعل هو الذي يفاوض في واشنطن لنشأت حركة مقاومة أخرى تقاتل الإسرائيليين دفاعاً عن وجود شعبها. إن الفلسطيني الجيد هو الذي يقاوم المقاومة من خلال التنسيق الأمني، والفلسطيني السيئ هو من يرفض التسليم، حتى لو لم يقاوم.

 

لقد أوصلت عملية الخليل رسالة واضحة في التوقيت المناسب، أن للشعب الفلسطيني خيارات غير الجلب إلى واشنطن بحسب اعتبارات الناخب الأميركي. وأسوأ ما في تداعياتها هو ثناء الإسرائيلي على أداء أجهزة الأمن الفلسطينية. رحم الله زمناً كان الإسرائيلي يتهم هذه الأجهزة عقب كل عملية بالتقصير.