خبر في نعلي رابين..يديعوت

الساعة 09:02 ص|03 سبتمبر 2010

بقلم: ناحوم برنيع وشمعون شيفر من واشنطن

أدركت العملية قرب الخليل نتنياهو وهو في الطائرة متجها الى واشنطن. وأدركته العملية في ريمونيم في المدينة، بين لقاء وآخر. برغم أن العمليات كانت متوقعة – فقد صحبت العمليات كل مسيرة سلمية في الشرق الاوسط مثل الظل – فانها جعلت الجو القاتم جدا في القمة الجبرية هذه أشد قتامة.

        زودت نتنياهو بدعوى مريحة وناجعة، وبطلبه أن يحصر العناية قبل كل شيء في الترتيبات الأمنية. لكنها أثبتت له ايضا كم سيكون من الصعب التقدم في التفاوض. انقضت المراسم، لكن العمليات ستستمر. هذا هو تقدير أذرع الأمن. وعلى حسب التقارير التي  تلقاها نتنياهو، جرت عشية القمة مباحثات بين حماس في غزة وحماس في دمشق أفضت الى قرار على تجنيد جهد لبدء موجة عمليات من الضفة، يكون الهدف الرئيس منها قتل مستوطنين.

        أشركت اسرائيل الامريكيين في هذا التقدير. وبرغم ذلك لم يخطر ببال الادارة بطبيعة الأمر أن تخضع للتهديد بالارهاب، وتلغي القمة او تؤجلها. تعلمت الادارة الامريكية في السنين الاخيرة على جلدها أن كل محاولة لتقديم شؤونها في الشرق الاوسط تأتي وهي مغموسة بدماء كثيرة جدا. أخرجت الولايات المتحدة هذا الاسبوع من العراق آخر قواتها المحاربة. خطب الرئيس اوباما الأمة تمهيدا لانقضاء الحرب، وفي العراق عمل عملاء الارهاب: كان هذا الاسبوع هو الافتك من جهة عدد القتلى منذ الغزو الامريكي قبل سبع سنين.

        إن ثمن الدماء يجب أن يقلق خاصة اولئك الاسرائيليين المستيقنين من أن المحادثات المباشرة لن تنتهي الى شيء، ومنهم بعض مستشاري رئيس الحكومة ومؤيديه. عندما بدأت مسيرة أوسلو وازدادت بازائها العمليات الارهابية، تحدث كثيرون أخيار من اليمين الاسرائيلي بسخرية عن "ضحايا السلام". وها هم هؤلاء يجدون أنفسهم في الشرك نفسه. عز اليسار نفسه آنذاك بايمانه بأن المسيرة ستفضي الى السلام آخر الأمر. فبماذا سيعزي أنفسهم اولئك الذين لا يؤمنون بالمسيرة؟ تجاوز نتنياهو في خطبته المدهشة في البيت الابيض يوم الخميس المراسم المكتوبة ليعلن قائلا: "لن يمنعنا الارهاب الاستمرار على المسيرة السلمية". كانت هذه هي الكلمات التي عاود اسحاق رابين قولها مستهل التسعينيات بازاء انتقاد رئيس الليكود بنيامين نتنياهو اللاذع.

        برغم سحاب الشكوك، كان يوما القمة في واشنطن علامة طريق في تاريخ الشرق الاوسط. بسبب مصر قبل كل شيء. فلم يأت الرئيس مبارك واشنطن وحده. قرر أن يأتي معه بابنه جمال وهو ما بدا للامريكيين على الاقل جزءا من مسار نقل السلطة من الأب الى الابن. أجرى جمال سلسلة لقاءات، معلنة وسرية، مع أناس من الادارة وصاغة للرأي العام. لم تنحصر اللقاءات في الشأن الفلسطيني. وكانت الرسالة واضحة وهي أن مصر تحت السيطرة. فثمة رئيس، وثمة وريث،  وثمة استمرار واستقرار.

        عندما هبطت يوم الثلاثاء طائرة العال مع نتنياهو وحاشيته في المسار في قاعدة سلاح الجو أندريوس، قرب واشنطن، مرت بثلاث طائرات رفعت العلم المصري: طائرة مبارك الرسمية وطائرتي هيركوليس مصبوغتين بأصباغ تخف. أكد أسطول الطائرات المصرية الأهمية التي توليها مصر رسميا للزيارة، التي قد تكون زيارة حسني مبارك الأخيرة للولايات المتحدة.

        سيأكلون الكعك

        ليس الارهاب وحده هو ما صحب كالظل مراسم القمة بل التجميد ايضا. حرص مبارك وابو مازن على ذكره في خطبتيهما. وأكثر الرئيس اوباما وهيلاري كلينتون ومستشاروهما الحديث في هذا الموضوع المشحون في أحاديثهم مع الزعماء وكانوا قلقين.

        قال أحد كبار مسؤولي الادارة إن الامتحان الحقيقي هو الأسابيع الثلاثة التي تفصل بين القمة في واشنطن وانقضاء التجميد. يجب على التفاوض في هذه الفترة ان يتقدم الى حد ان يدرك الفلسطينيون ان تركه يعارض مصالحهم، وأنه يحسن أن يستمروا على التفاوض برغم تجديد البناء. بعبارة أخرى، ينبغي تبني نموذج ماري انطوانيت: اذا لم يوجد خبز فليأكلوا الكعك.

        إن جهد تسكين الفلسطينيين يقتضي، على حسب كلام مسؤولين كبار في الادارة، ضبط النفس في الميدان ايضا: فسيجدد البناء بقدر ضئيل جدا ويسمح به فقط في الكتل الاستيطانية. وإن صيغة مريدور، التي تتحدث عن بناء في الكتل فقط هي أحد الحلول. وتوجد أفكار أخرى أيضا. فلا تنقصنا الافكار كما في موضوعات أخرى في الشرق الاوسط. ينقص المشترون.

        يرد نتنياهو بغضب على الضغوط التي تستعمل عليه في شأن التجميد. وهو يرى ذلك عدولا عن الجوهر. وهو على يقين من أن الانشغال بتجميد البناء، كالانشغال باخلاء البؤر الاستيطانية، عدول عن الجوهر. سبب هذا العدول في رأيه هدر زمن ثمين وضياع ثروة سياسية. بعبارة أخرى، يضائل الضغط من أجل  الاستمرار على التجميد قدرته على التوصل الى قرارات حاسمة مؤلمة تمهيدا للتسوية الدائمة.

        المبعوث الامريكي جورج ميتشل هو المتهم الرئيس بالعدول على حسب ما يرى الجانب الاسرائيلي. ففي 2001 كتب ميتشل التقرير المسمى باسمه. طلب التقرير الى اسرائيل أن تكف عن البناء في المستوطنات، والى الفلسطينيين أن يحلوا البنية التحتية للارهاب.

        عين اوباما بعد يوم من دخوله البيت الابيض، في كانون الثاني 2009 ميتشل مبعوثه الخاص الى الشرق الاوسط. يزعم الاسرائيليون ان ميتشل كان أسير التصور الذي تبناه في 2001، برغم أنه في السنين الثماني التي مرت في تلك الاثناء حدثت تغييرات بعيدة في المنطقة. أقنع ميتشل اوباما بأن المستوطنات عائق عن التسوية. واقتنع اوباما، وبدأ في لقائه الأول مع نتنياهو في البيت الابيض، في آيار 2009، وجعل التجميد هو المطلب الاول. لم ير نتنياهو مناصا من الخضوع. والان، والتجميد يوشك أن ينقضي، تطلب الادارة الاستمرار عليه.

        استعار نتنياهو في واقع الأمر ذلك التكتيك الذي استعمله ايهود باراك عندما كان رئيس الحكومة. ففي كل مرة ضايقوا باراك بسؤال المستوطنات او البؤر الاستيطانية، أجاب بأنه من الخسارة اضاعة قوته السياسية المحدودة على اخلاء بؤرة استيطانية في حين يحتاج الى هذه القوة لاجازة تسوية يخلى فيها أكثر المستوطنات على كل حال. وقد جازت الدعوة، لكن كانت النهاية أن البؤر الاستيطانية لم تخل ولم تحرز التسوية.

أقنع نتنياهو اوباما بأن نياته جدية. لا يبحث عن طريقة للخروج منتصرا في "لعبة الاتهام" – محاولة اتهام الجانب الثاني بتفجير المحادثات. انه يبحث عن اتفاق.

        حدث التحول كما تقول جهات في الادارة، في زيارة نتنياهو السابقة لواشنطن، مطلع تموز. كان في الخلفية بطبيعة الأمر، انتخابات مجلس  النواب القريبة والضغط الذي استعمله مرشحون يهود من الحزب الديمقراطي، على الرئيس. لكن ذلك لم يكن كافيا. ما كان اوباما ليركز جهدا كبيرا الى هذا الحد للاتيان بالفلسطينيين الى القمة لولا انه اقتنع بصدق نتنياهو.

        لا يمكن ألا نجل قدرة نتنياهو على الاقناع. بلغ التفاوض وائتلافه كامل، بغير متمردين، وبغير آبقين، واختار حسني مبارك، وبراك اوباما وبني بيغن ايضا تصديقه. وهذا انجاز سياسي لا يستهان به.

        عرضت ادارة اوباما على نتنياهو جزرة وعصا ايضا. فمن جهة وافقت على تزويد اسرائيل بقائمة طويلة مغرية من الاسلحة والتقنيات العسكرية. أحدثت القائمة، مع القاذفة الشبح، تأثيرا عظيما في نتنياهو وفي باراك، بالكمية والنوعية ايضا. بيد أن القائمة صحبها شرط: ستعطى كاملة اذا تعاونت اسرائيل فقط مع الجهد لتقديم التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية. كان العمل على القائمة، وعلى المسيرة بازائها هو السبب لاسفار باراك المتقاربة الى واشنطن في الاشهر الاخيرة.

 

        الاخوة الضائعون

        العصا الرئيسة، من وجهة نظر نتنياهو، هي مشاركة الادارة في المحادثات. بينت الادارة ان المحادثات ستكون مباشرة حقا، لكن المندوب الامريكي سيجلس قرب المائدة. ولن يجلس هناك دائما. فسيكون من المريح له احيانا ان يغيب – لكنه في كل زمن يجد من الصحيح فيه الجلوس قرب المائدة، سيتفضل ويجلس. اذا أفضت الاختلافات في الرأي الى طريق مسدود، فقد يصوغ مقترح تقريب بين وجهات النظر.

        ضمن جميع ذلك للزعماء العرب ولأبي مازن قبل الجميع. وابتلعته اسرائيل بصعوبة.

        يجب أن نتذكر أن جميع الاتفاقات التي وقعت بين اسرائيل والعرب ولدت عن محادثات سرية من وراء ظهور الامريكيين. في مرحلة ما طلب الجانبان أن يدخل الامريكيون. فقد رأيا الامريكيين قبل كل شيء صندوق تسجيل: فهم سيدفعون تعويضات مالية وسياسية وعسكرية تسهل على الجانبين أن يتخلى بعضهما لبعض. وتشتمل قائمة المنتفعات على اسرائيل ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية. اجتمعت المبالغ مدة السنين لتصبح عشرات كثيرة من مليارات الدولارات.

        لا توافق ادارة اوباما على ذلك. فهي تعد قبل أن تقدم اليها حسابات الدفع بأن تكون مشاركة في كل تفصيل في التفاوض. خوف الاسرائيليين هو أن ترجح هذه المشاركة كفة المصلحة الفلسطينية. أيدت جميع الادارات الامريكية منذ 1967 انهاء الاحتلال. وقلب اوباما ميال الى ذلك ايضا. اذا أملا الامريكيون التسوية فسيكون هذا جوهرها.

        عند بزوغ نهار يوم الخميس سارت الحاشيات نحو الغرفة الشرقية، قاعة احتفالات البيت الأبيض. سادت في الخارج حرارة متعبة، وكأن غيمة من التلويث الاشعاعي غشيت المدينة. لكن البيت الابيض فقاعة تعيش حياتها الخاصة. تمت في تلك القاعة قبل 12 سنة مراسم التوقيع على اتفاق ضيعة واي. وقف بيل كلينتون في المكان الذي وقف فيه براك اوباما هذا الاسبوع. وكان نتنياهو هو الوحيد الذي بقي في مقام الزعامة. هذا عجيب شيئا ما لكنه كان الأقدم في الرفقة. في النظر بعد 12 سنة يحب اتفاق واي. فالزمن يؤثر فيه. لم يقف في موقف الملك حسين ابنه عبدالله بل رئيس مصر مبارك. يبدو مبارك مثل حسين الذي أتى تلك المراسم في المراحل الاخيرة من مرضه بالسرطان، يبدو مبارك متعبا هزيلا مفصولا على قدر كبير عما حوله.

        بذل نتنياهو أفضل ما استطاع لاظهار الدفء والصداقة نحو جاره أبي مازن. برغم أن جزءا كبيرا من خطبة أبي مازن خصص لمطالب فورية من اسرائيل، من تجميد البناء حتى ازالة الحواجز، صفق نتنياهو له. لم ينس ابو مازن أن يندد في خطبته بالعمليات الارهابية. وشجعته هيلاري كلينتون ونتنياهو بهز رأسيهما.

        في ضمن الجو الجامد جدا – قياسا بحرارة الصيف – برز اثنان احتضنا أحدهما الاخر: المحامي ايتسك مولكو، رئيس فريق تفاوض نتنياهو، وصائب عريقات رئيس فريق تفاوض أبي مازن. أثبت الاحتضان احدى الخصائص البارزة في الواقع الاسرائيلي – الفلسطيني وهي أنه يوجد قدر كبير من الود بين الاشخاص، ولا توجد ثقة بين الشعبين. يستطيع الاسرائيليون والفلسطينيون ان يقتل بعضهم بعضا، ويستطيعون أن يقولوا كلاما فظيعا بعضهم في بعض، وأن يحتضن بعضهم بعضا بعد ذلك مثل اخوة ضائعين. يصعب على الامريكيين فهم هذه القصة من الشرق الاوسط. إن التفاوض الذي بدأ هذا الاسبوع سيقدم لهم قدرا موفورا من الفرص لعدم الفهم.

        فوز المظلوم

        يعرف نتنياهو أمريكا جيدا، أكثر من كل سياسي اسرائيلي. لكن أمريكا ليست هي أمريكا التي عرفها. وليست الجماعة اليهودية هي ما كانت. إن آساف (آسي) شريف هو الذي علم هذه الحقيقة على جلده، وهو الذي أنهى في الاسبوع الماضي ولاية ثلاث سنين قنصلا عاما لاسرائيل في نيويورك. القنصل  الاسرائيلي في نيويورك هو سفير دولة اسرائيل الى الجماعة اليهودية. وهو يتولى شأن أكبر تجمع يهودي خارج اسرائيل ووكل اليه أمر جميع المنظمات اليهودية المهمة، ما عدا جماعة الضغط اليهودية في واشنطن. كل قنصل وجملة انهائه. عندما أنهى اوري سفير ولايته الناجحة للمنصب، في مطلع التسعينيات، قال إن نيويورك جعلته معاديا للسامية. ويقول شريف أنه تعلم في نيويورك كم يحب اسرائيل. جعلته نيويورك صهيونيا.

        شريف، وهو في الـ 38، عمل خمس سنين ونصفا مع شارون ومع اولمرت، مساعدا لرئيس المكتب دوف فايسغلاس في البدء ومستشارا اعلاميا بعد ذلك. وعينته تسيبي لفني للمنصب في نيويورك، وهو أحد الوظائف الساحرة في الخدمة الخارجية. شريف شاب ذكي، مع قدرة جيدة على ادراك نقط ضعف العالم الذي دفع اليه. كان أحد أعماله ان يستضيف وزراء حكومة اسرائيل اذ يأتون المدينة الكبيرة. ويقول "يأتي نيويورك في المعدل وزير ونصف كل اسبوع. أي ثلاثة  وزراء في كل اسبوعين. يأتي بعضهم ويعملون من الصباح الى المساء. الرقم القياسي لشمعون بيرس: فهو يأتي في السادسة صباحا ولا يكف عن العمل حتى آخر ساعات يوم الغد. كان يجب أن تروا كيف نظرت اليه سارة جسيكا باركر، نجمة "الجنس والمدينة الكبيرة"، التي كانت احدى المدعوات الى العشاء تكريما لبيرس في منزل المدير العام لشبكة التلفاز HBO. حضر العشاء عدد من كبار وسائل الاعلام الامريكية. أكثر بيرس الذي هبط في ذلك الصباح من الكلام الذي شربوه وشربته هي خاصة في ظمأ. لا يوجد اليوم لاسرائيل شعار أكثر تأثيرا من شمعون بيرس".

        اليهود يقلقونه. يعد 80 في المائة منهم في المعسكر الليبرالي. بخلاف ما يعتقدونه في البلاد، لا ينتخبون الرئيس خاصة بسبب تأييده لاسرائيل. صوت 18 في المائة من اليهود تأييدا لبوش في 2000. وفي 2004 وقد كان يعد أكبر اصدقاء اسرائيل، ارتفعت النسبة الى 26 في  المائة. هذا هو الفرق كله.

        ماذا سيحدث اذا وقعت وعندما تقع مواجهة بين اوباما ونتنياهو، سألنا.

        "في المواجهة التي وقعت قبل عدة اسابيع، لم يكن لليهود وزن"، قال. "فليس لاوباما، بخلاف ساسة آخرين تجربة طويلة مع المنظمات اليهودية. ولا يجب عليه الشكر للمال اليهودي. العلاقة الايجابية التي يظهرها في الاسابيع الاخيرة بنتنياهو نبعت من ضغوط اعضاء كونغرس يهود يحاربون الان عن حياتهم، عشية الانتخابات.

        "كلما مر الزمن نقص عدد اليهود الذين يعيشون ذكرى الكارثة وعدد اليهود الذين يتذكرون الخوف والنشوة في حزيران 1967. ينظر الشبان اليهود الى اسرائيل نظرهم الى دولة ككل الدول. توجد صلة ما، والى جانبها عدم ارتياح. وهم يميلون الى مشايعة المظلوم، والفلسطينيون هم المظلومون. في مراسم يوم المحرقة في بعض المدارس تحدثوا نصف الوقت عن دارفور.

        "جميع المشروعات التي تنظمها الجماعة للشبان هي منتديات وساطة في واقع الامر. والهدف وقف طوفان الزواج المختلط. والحل احداث لقاء بين الشبان بعضهم مع بعض. وهذا هو الهدف الرئيس لـ "تغليت". فهذا مشروع لم ينشأ من اجل اسرائيل".

        كان لاسرائيل كبار في الدعاية لها في أمريكا، والقائمة طويلة، من آبا ايبن الى بنيامين نتنياهو ثم الى ألون بن كاس. لا ينتمي شريف الى هذه القائمة. لم تعد اسرائيل تثير العناية كما كانت وأصبحت أقل اقناعا. الطريقة الوحيدة للاعلام بوساطة أمريكيين يثق بهم الجمهور الامريكي. في زمن "الرصاص المصبوب" زار البلاد رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ. وعندما تحدث بلومبرغ عن سديروت في وسائل الاعلام الامريكية صدقوه. إن ما يكتبه نجم الـ ان بي أي أمارا ستودماير، الذي قام في المدة الاخيرة بزيارة للبحث عن الجذور في اسرائيل، يثير اهتمام الامريكيين اكثر من دعاوى سياسي اسرائيل وليكن من كان. يستضيف شريف الان في البلاد ألن يوستون، الذي كان نجم نيويورك نيكس ويعمل الان نائب المدير العام للفريق. يوستون شخصية محترمة في نيويورك.

        وجدت الجماعة اليهودية في أمريكا نفسها، لغير صالحها مشاركة حتى العنق في الجدل في اقامة المسجد قرب غراوند زيرو في مانهاتن. أيد بلومبرغ وما زال يؤيد اما فوكسمان فرفض. وقفز يهود آخرون على رؤوسهم داخل الجدل ومن غير أن يقصد أحد ذلك، نشأت مواجهة أمريكية عامة بين اليهود والمسلمين.

        يقدر شريف أن المسجد لن يبنى. "منذ اللحظة التي أعلن فيها اوباما بأنه يؤيد بناء المسجد، انخفض احتمال بنائه انخفاضا عجيبا"، يقول شريف: "اوباما غير ذي شعبية الى درجة أنه متهم".

        ما هي مشورتك لقادة يهود سألوك ماذا يقولون في هذه القضية، سألناه.

        قال شريف: "لا تدخلوا هذا". ولم يقبل أكثرهم نصيحته.