خبر القدس في يومها العالمي... تشكو غطرسة المحتل وارتفاع وتيرة التهويد

الساعة 10:12 ص|02 سبتمبر 2010

القدس في يومها العالمي... تشكو غطرسة المحتل وارتفاع وتيرة التهويد

فلسطين المحتلة ـ الانتقاد

تعيش المدينة المقدسة في هذه المرحلة واقعاً متعدد المآسي والمخاطر؛ ما يهدد تاريخها ومعالمها الحضارية، وهو ما عكسته مخاوف بعض الشخصيات الفلسطينية الرسمية والحزبية خلال حديث لـ"الانتقاد" بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يوافق يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك في كل عام.

 

د. أحمد أبو حلبية - مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، والنائب عن كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس؛ حذر مما يحاك للمدينة من مؤامرات تستهدف هويتها الإسلامية والعربية، عبر مشاريع تهويدية وعدوانية؛ وقال "إن القدس تمر في أخطر مراحلها على كافة المستويات؛ لا سيما الجغرافي والديموغرافي... فسياسات الاحتلال متمثلة بسحب الهويات، وسرقة الأرض، وتسمين المستوطنات، واستمرار الحفريات؛ وصولاً إلى إحلال 1.5 مستوطن صهيوني بحلول عام 2020 ضمن ما يطلق عليه مخطط القدس الكبرى".

 

يوم للذكرى

 

وعما يمثله يوم القدس بالنسبة للفلسطينيين، شدد أبو حلبية على أن هذا اليوم العظيم ينبغي أن يذكر العرب والمسلمين بالدور المنوط بهم لحماية القدس وأهلها الذين باتوا وحدهم يقارعون الاحتلال وقطعان مستوطنيه، عازياً في الوقت نفسه تجرؤ العدو على المقدسات، وحرمات المسلمين، إلى حالة الموت السريري التي تعيشها الأمة، في حين أن ممثلي الجاليات اليهودية يسارعون لحظة بلحظة لتوفير الدعم لتهويد المدينة، وتشريد أصحابها، في إشارة إلى المؤتمر الأخير الذي عقده "الكونغرس اليهودي العالمي" في القدس المحتلة.

 

د. عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين؛ هو الآخر استهجن صمت العرب والمسلمين إزاء ما يجري في القدس ليل نهار، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.

 

صبري وفي سياق حديثه وصف وضع المدينة بالأشد مأساوية على كافة الأصعدة الحياتية والإستراتيجية أيضاً، متهماً الأنظمة العربية والإسلامية بتجاهل القدس، وإهمالها، فيما يهود العالم يتسابقون للمساهمة في الاستيلاء عليها، من خلال دعم حكومة الكيان المتطرفة، وإغداق الملايين من الأموال في سبيل تنفيذ مشاريع استيطانية وتوسعية مستغلين نوم العرب وعدم مبالاتهم.

 

وعن رسالته في يوم القدس، قال صبري: "إن الأجدر بأمتنا أن تتخذ هذا اليوم نقطة انطلاق نحو تجديد التعلق بالقدس، وأولى القبلتين، وترجمة ذلك عملياً عبر تخطيط وتنفيذ مشاريع للنهوض بقطاعات الصحة، والتعليم، والاقتصاد، والتي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين المقدسيين الذين باتوا يمضون أيامهم ولياليهم يرقبون ما يخبئه الصهاينة من مصائب تستهدف مدينتهم".

 

وختم رئيس الهيئة الإسلامية العليا محذراً من تداعيات اجتماع الكونغرس اليهودي العالمي الأخير في المدينة المقدسة، معتبراً أن الهدف الأبرز له هو إعلام العرب والمسلمين بأن القدس ليست لهم؛ وإنما لليهود فهم أقدر على دعمها!!!.

 

لنصرة الاقصى

 

علي أبو شيخة، مستشار الحركة الإسلامية في الاراضي المحتلة عام 1948 لشؤون القدس والمسجد الأقصى المبارك، اعتبر أن يوم القدس يأتي ليؤكد مجدداً على المسؤولية الدينية والأخلاقية للأمتين العربية والإسلامية في الدفاع عن المدينة، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار التي باتت تصدر على استحياء لإدانة جرائم وانتهاكات العدو في المدينة المقدسة.

 

وشدد أبو شيخة على أنه وكلما ازداد الاحتلال في التضييق على الفلسطينيين؛ ازداد إيمانهم وثباتهم، في حين أنه كلما زاد صمت العرب والمسلمين ازداد التهويد والعدوان.

 

كما شدد أبو شيخة على أن "المد البشري" للجماهير الفلسطينية في الداخل والقدس لا يكفي وحده للتصدي لمخططات التهويد والترانسفير المتلاحقة والممنهجة، وقال: "إننا نعترف بقلة الإمكانيات المادية؛ لكننا وبحمد الله نرمم المساجد المهدمة والقديمة، ونساند البيوت المشردة، ونحول دون انهيار التعليم وما إلى ذلك، كما أننا نقف في كل لحظة أمام العدو ومخططاته؛ لكن ذلك بلا شك يتطلب مساندة ومؤازرة من أشقائنا؛ وليكن يوم القدس على مدار السنة لنصرتها والدفاع عنها".