خبر التصور العام -هآرتس

الساعة 09:42 ص|02 سبتمبر 2010

التصور العام -هآرتس

بقلم: أري شفيت

(المضمون: توشك مسيرة السلام التي بدأت منذ زمن قريب أن تنهار إلا إذا صاغ اوباما ونتنياهو وعباس في القريب اتفاقا مرحليا ما يستطيع ان يقرب السلام في المستقبل - المصدر).

ما هو المشترك بين براك اوباما، وجورج بوش، وبيل كلينتون، وهيلاري كلينتون، وبنيامين نتنياهو، وايهود اولمرت، وايهود باراك، وتسيبي لفني، ومحمود عباس، وحسني مبارك، وملك الاردن عبدالله، وملك السعودية عبدالله، ونيكولا ساركوزي، وانجيلا ميركيل، وديفيد كاميرون، وسلفيو برلسكوني، وبلادمير بوتين، وهو جنتاو، وبان كي مون؟  التصور العام. فبرغم جميع الفروق والتناقضات بين هؤلاء الاشخاص الاجلاء، يشتركون جميعا في التزام محاولة انهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني باتفاق دائم شامل فوري. سلام تام، وسلام نهائي وسلام الان.

إن يوسي بيلين هو أبو أباء التصور. فبعد توقيع اتفاق اوسلو من الفور، في 1993، أدرك السياسي الاسرائيلي الخصب اللامع، أن الاتفاق الذي أنتجه سيفضي الى طريق مسدود. لهذا سارع الى فتح قناة محادثة مباشرة مع محمود عباس، وبعد انقضاء سنتين من المحادثات صاغ اتفاق أبي مازن – بيلين. كانت الوثيقة مدة خمس سنين لب ولباب جماعة السلام الاسرائيلية. وكانت ترى برهانا ساطعا على أن اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني في متناول اليد. لكن عندما مضى ايهود باراك الى كامب ديفيد في صيف 2000 بين انها ليست لا لبا ولا لبابا ولا دببة ولا ذبابا. فالفلسطينيون غير مستعدين لتقاسم البلاد بالسلام.

لم يحجم بيلين؛ فقد سارع الى بدء تفاوض مع مجموعة من المسؤولين الفلسطينيين الكبار، وأتى العالم في 2003 بمبادرة جنيف. وكانت مبادرة جنيف مدة خمس سنين لب ولباب جماعة السلام الدولية. وكانت ترى شبه برهان ساطع على أن الاخفاق في كامب ديفيد كان عرضيا وأن اتفاق سلام اسرائيلي – فلسطيني في متناول اليد. لكن عندما مضى ايهود اولمرت الى انابوليس في 2007 – 2008 تبين أنها ليست لا لبا ولا لبابا ولا دببة ولا ذبابا. وبرغم أن أناس جنيف هم الذين أجروا المسيرة السياسية المجددة، لم ينجحوا في جعل أبي مازن يوقع على السلام الذي وعد به منذ 1993. تبين مرة أخرى أن الفلسطينيين غير مستعدين لتقاسم البلاد بالسلام.

ومع ذلك كله، وبرغم اخفاق التصور المدوي فانه ما يزال معنا. فما يزال التصور يوجه سياسة الولايات المتحدة ويسيطر على الخطاب الدولي. يقتضي التصور من طائفة من زعماء الشرق الاوسط العمل على حسب نظام سياسي مخطوء من أساسه. يعقد التصور في هذه اللحظات في واشنطن مؤتمر سلام لا ثمرة منه.

يمكن أن نتفهم عباسا؛ يبدو أنه آخر لاجىء يرأس الحركة القومية الفلسطينية. فقد سكنت عائلته وعائلتي مدة مئات السنين في المدينة نفسها أي صفد. إن احتمال أن يتخلى ابن صفد عن صفد يؤول الى الصفر. وفكرة أن يتخلى لاجىء فلسطيني عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين فكرة لا أساس لها.

إن أبا مازن شخص ايجابي يعارض الارهاب لكنه بعيد عن انهاء الصراع. ليست له عناية بانهاء الصراع ولا قدرة على انهاء الصراع. وكما مضى اسحاق شامير الى مؤتمر مدريد، فانا ابا مازن مستعد للمضي الى كل مؤتمر غير ذي طائل لا يطلب اليه أن يدفع ثمنا حقيقيا عوض الممتلكات السياسية التي يجمعها.

لا يمكن تفهم الاخرين: اوباما وبوش، وكلينتون، وكلينتون، ونتنياهو، واولمرت، وباراك، ولفني، ومبارك، وعبدالله.... ألم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا؟ ألا يعلمون أنه حتى بيلين قد صحا؟ أهم مستعدون حقا لجعل السلامة السياسية تعمي عيونهم؟

الطريقة الوحيدة لمنع انهيار المسيرة التي تبدأ اليوم في واشنطن هي أن يستبدل سريعا بالتصور الفاشل تصور سياسي وواقعي. ربما دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وربما اخلاء جزئي للمستوطنات، وربما حل خلاق آخر. لكن شيئا واحدا واضح: اذا صاغ اوباما ونتنياهو وعباس فقط في القريب نوعا ما من اتفاق مرحلي فسيكون من الممكن تقريب السلام المستقبل ومنع الانهيار.