خبر المعادلة القديمة- هآرتس

الساعة 09:41 ص|02 سبتمبر 2010

المعادلة القديمة- هآرتس

تجميد العمليات مقابل تجميد البناء.

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: دون المحاولة المكشوفة جدا من حماس بتخريب القمة، فان الرئيس اوباما ورجاله سعوا الى تركيز اللقاء على مواضيع "ثقيلة" اكثر من التجميد المؤقت الاضافي للبناء في المستوطنات - المصدر).

بعد سنوات طويلة من الهدوء الامني في المناطق وبالاساس داخل نطاق الخط الاخضر، عاد الارهاب الى المعادلة القديمة من خريطة الطريق. تجميد العمليات مقابل تجميد الاستيطان.

منذ عاد بنيامين نتنياهو الى السلطة فقد عنصر الامن في العلاقات مع الفلسطينيين وفي الاتصالات مع الامريكيين تأثيره. وحتى كبار رجالات جهاز الامن الاسرائيلي شهدوا أمام خبراء الامن الامريكيين والاوروبيين بان مساعي الفلسطينيين في صد حماس وتعاون حكومة سلام فياض مع الجيش الاسرائيلي والمخابرات، جدير بالاوسمة. اقتراح عباس ادخال قوة دولية الى الدولة الفلسطينية سحب منذ الان البساط الامني من تحت اقدم نتنياهو، والهدوء اخرج ايضا من يد المستوطنين العذر الامني. اما العملية قرب كريات أربع فقد أعادت دفعة واحدة رعب الارهاب الى الصفحات الاولى والى مركز الخطاب السياسي وشعارات مجلس "يشع".

عندما تصل هذه الاصوات من الداخل، من الصعب التوقع بان يلتزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امام الامريكيين باستئناف أمر التجميد الذي سينفد مفعوله في 26 من هذا الشهر. ولكن، نتنياهو وقادة الادارة في واشنطن ايضا يعرفون من يسيطر في محور حركة السير الذي وقعت فيه العملية الارهابية أول أمس. عندما يكون الجيش الاسرائيلي منتشرا في الطرق الرئيسة ووكلاء المخابرات متناثرين في كل موقع في الضفة الغربية، من الصعب توجيه أصبع الاتهام نحو السلطة الفلسطينية. عندما تعتقل أجهزة امن السلطة عشرات نشطاء حماس، من الصعب معاقبتهم بالذات باستئناف البناء (المجمد على أي حال بشكل جزئي فقط) في كل ارجاء الضفة وشرقي القدس.

وحتى دون المحاولة المكشوفة جدا من حماس بتخريب القمة، فان الرئيس اوباما ورجاله سعوا الى تركيز اللقاء على مواضيع "ثقيلة" اكثر من التجميد المؤقت الاضافي للبناء في المستوطنات. حتى موعد نفاد الوردية الاولى من التجميد، يأملون بان يقترح نتنياهو على محمود عباس (ابو مازن) انجازا في احد المواضيع الجوهرية. فقط صيغة اسرائيلية ترسم خريطة "الكتل الاستيطانية" ستسمح بوضع صيغة حل وسط على نمط دان مريدور؛ ومن أجل مد خيط بين "الكتل الاستيطانية" التي يمكن فيها استئناف البناء، وبين المستوطنات المنعزلة فان على نتنياهو في وقت مبكر اكثر مما هو متأخر، ان يكشف عن الخطوط الهيكلية للضفة الغربية حسب مفهومه.

حتى في حينه، سيتعين على الرئيس اوباما أن يجند كل الارادة الطيبة للرئيس المصري حسني مبارك، عبدالله ملك السعودية وعبدالله ملك الاردن ونفوذهم على محمود عباس. لن يكون هذا سهلا على الزعماء العرب الاكتفاء بخريطة تتجاوز شرقي القدس. امس، في اعقاب نشر المقابلة مع وزير الدفاع ايهود باراك في "هآرتس" اضطر نتنياهو الى اطلاق تصريح بان القدس ستبقى "عاصمة اسرائيل الموحدة". في هذه المرحلة، حين يكون الجميع لا يزالون عالقين في مستوى التصريحات في وسائل الاعلام ونظرتهم موجهة الى الخصوم السياسيين من الداخل، اكثر منها الى محادثيهم الذين دعوا الى واشنطن، فان لصور القتلى في العمليتين الارهابيتين والمقابلات في الصحف توجد قوة اكبر من المباحثات الداخلية وحتى من المصالح الاستراتيجية. السؤال كان ولا يزال، هل المضيف براك اوباما يختلف عنهم.