خبر أسبوع أسود على مهربي الإنفاق برفح

الساعة 07:24 ص|02 سبتمبر 2010

أسبوع أسود على مهربي الإنفاق برفح

فلسطين اليوم-وكالات

كانت الأجواء في الـمنطقة الحدودية توحي أن غارات إسرائيلية على وشك أن تبدأ، فالـمنطقة بدت خالية والهدوء يسيطر على أرجائها، فيما خفتت الأضواء الساطعة التي كانت تنيرها ليلاً.

لـم يكن الأمر إخلاء طارئاً بسبب توقعات بشن غارات إسرائيلية كما جرت العادة، بل كان ناتجاً عن عمليات توقف جماعية للأنفاق التي أجبر مالكوها على وقف العمل فيها، بعد أن شددت السلطات الـمصرية حملتها في الجانب الآخر من الحدود ونجحت في ضبط عدد كبير من الأنفاق ومصادرة كميات من البضائع قبل وصولها إلى القطاع.

ووصف "جبر" أحد العاملين في مجال التهريب، الأسبوع الـماضي بأنه أسبوع أسود على الأنفاق ومالكيها، موضحاً أنه شهد ضبط وتدمير عدد كبير من الأنفاق ومصادرة للبضائع وتشديداً غير مسبوق في الإجراءات.

وأكد "جبر"، ويمتلك نفقاً قرب حي البرازيل، أن الحملة التي تعتبر الأوسع والأكبر منذ أكثر من عام تركز على مناطق صلاح الدين وحيي البرازيل والسلام جنوب شرقي الـمحافظة، حيث توجد معظم الأنفاق العاملة.

ولفت إلى أن عمليات التفتيش والبحث الـمكثفة التي تجرى في الجانب الآخر دفعته ورفاقه إلى وقف العمل بصورة كلية في أنفاقهم وإغلاق فتحاتها في الجانب الآخر من الحدود بهدف تأمينها وتصعيب مهمة اكتشافها على السلطات الـمصرية.

ولفت إلى أن شركاء ومهربين مصريين أبلغوه أن إيصال البضائع إلى منطقة شمال سيناء بات أكثر صعوبة خاصة مع تكثيف الحواجز الشرطية وتفتيش الـمركبات والشاحنات التي تصل تلك الـمنطقة، لافتاً إلى أن إجراءات مصرية صارمة اتخذت لـمنع تهريب ونقل السيارات إلى القطاع.

ويؤكد مالك إحدى الشاحنات الصغيرة إبراهيم سعدي، وكان ينقل بعض الـمعدات من نفق قرر مالكه تجميد العمل فيه، أن عمله وباقي مالكي الشاحنات تراجع بصورة كبيرة مؤخراً بعد توقف معظم الأنفاق عن العمل، موضحا أن ثمة عددا محدودا منها لا يزال يعمل، خاصة تلك التي تقوم بتهريب الاسمنت، ويتخذ مالكوها إجراءات خاصة وسرية لنجاح عمليات التهريب التي يعتريها الكثير من الخطر.

ولفت سعدي إلى أن هاتفه النقال كان لا يتوقف عن الرنين طوال النهار لنقل بضائع من منطقة الأنفاق إلى أنحاء متفرقة من القطاع، أما الآن فلـم يعد يرن سوى مرات معدودة خلال اليوم.

من جهته، أشار الشاب محمد عطا وكان يهم بمغادرة منطقة الأنفاق وملابسه متسخة ببقايا الاسمنت إلى أنهم بالكاد استطاعوا سحب كمية من الاسمنت نجح نظراؤهم الـمصريون في إدخالها إلى النفق، موضحا أن مالك النفق طلب منه ومن زملائه العودة إلى منازلهم وانتظار اتصال منه لـمعاودة العمل بعد أن تهدأ الإجراءات الـمذكورة.

ولفت إلى أن الحال نفسه حدث في العديد من الأنفاق التي توقفت هي الأخرى عن العمل بسبب هذه الإجراءات.

وكان بناؤون وتجار أسمنت ومواد بناء مهربة أكدوا أن أسعار الأخيرة بدأت ترتفع تدريجيا خلال الفترة الـماضية، متوقعين أن تشهد أسعارها مزيدا من الارتفاع في حال بقيت الأوضاع على حالها.

يذكر أن السلطات الـمصرية كانت أعلنت في سلسلة بلاغات وتصريحات لوسائل الإعلام عن تمكنها من ضبط أكثر من 12 نفقاً وعدد من مخازن الأسلحة وكميات كبيرة من البضائع الـمعدة للتهريب خلال الأيام الخمسة الـماضية، في أنشط حملة لـمكافحة التهريب تشهدها الـمنطقة الحدودية منذ مدة.

وجاءت الحملة الـمذكورة بعد الأنباء التي تحدثت عن نجاح مالكي أنفاق في ثقب الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر في باطن الأرض على طول حدودها مع قطاع غزة لوقف عمليات التهريب.

يذكر أن إجمالي الأنفاق التي أعلنت السلطات الـمصرية عن إغلاقها منذ بداية العام وصل إلى أكثر من 550، إضافة إلى 13 تستخدم في عمليات تهريب الـمركبات.