خبر مخطط « إسرائيلي » رسمي ومفصل لتهويد الجليل والنقب والجولان

الساعة 06:36 ص|01 سبتمبر 2010

مخطط "إسرائيلي" رسمي ومفصل لتهويد الجليل والنقب والجولان

فلسطين اليوم-وكالات  

كشف المحامي قيس يوسف ناصر في حديث خاص بصحيفة 'القدس العربي' الثلاثاء، النقاب عن وثائق مخطط مفصل تحركه حكومة إسرائيل في الفترة الأخيرة لتهويد الجليل والنقب والأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة تبلغ قيمته أكثر من 160 مليون دولار أمريكي.

ويأتي هذا المخطط المفصل تطبيقا لقرار حكومة إسرائيل تمّ اتخاذه في شهر شباط (فبراير) من هذا العام بالإعلان عن عدة مواقع عربية كأسوار القدس والحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة كمواقع وطنية للتراث اليهودي وهو القرار الذي أثار حينها ضجة عالمية وتنديدا عربيا وإسلاميا ودوليا واسعا.

ويشرح المحامي قيس ناصر تفاصيل المخطط بقوله: المخطط واسع جدا وهو حصيلة عمل طاقم كامل من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي صرّح بشكلٍ علنيٍ أن المخطط حرب أخرى على مستقبل الصهيونية، على حد وصفه.

وزاد المحامي ناصر قائلاً إنّ المخطط يهدف لتعزيز 150 موقعا داخل الخط الأخضر وفي القدس الشرقية المحتلة والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والجولان العربيّ السوري المحتل، تعتبرها الحكومة الإسرائيلية مواقع يهودية وصهيونية.

وأشار المحامي ناصر في سياق حديثه إلى أنّ تكلفة المخطط تصل إلى أكثر من 160 مليون دولار أمريكي، لافتا إلى أن المخطط يهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز 37 موقعا اثريا تعتبرها إسرائيل مواقع يهودية وصهيونية كالمنطقة المحيطة بأسوار القدس القديمة ومنطقة سلوان، ومنطقة أم القناطر ودير عزيز في الجولان السوري المحتل، وتبلغ تكلفة هذا المشروع، في القدس المحتلة والجولان السوري نحو 50 مليون دولار أمريكي.

كما يهدف المخطط إلى ترميم وتحديث 62 موقعا منها مستوطنة غوش عتسيون، في الضفة الغربيّة المحتلة، ومقابر يهودية في طبريا ويافا وتبلغ كلفة هذا المشروع نحو 40 مليون دولار أمريكي.

وحسب وثائق المخطط، أوضح المحامي ناصر، سيُدخل هذا المخطط عند إتمامه لخزينة الدولة العبرية نحو 170 مليون دولار سنويا، ومن الناحية الأخرى سيُوفر نحو 3000 مكان عمل للإسرائيليين، لأنّ المخطط سيزيد عدد السائحين القادمين إلى إسرائيل بنحو 75 ألف سائح سنويا، بحسب الوثائق والمستندات المتعلقة بهذا المشروع. ومن الأهمية بمكان، اضاف المحامي ناصر قائلاً التنويه إلى أنّ ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي كشف في وثائق المخطط أنّ المخطط سيساهم كثيرا في تهويد الجليل والنقب لأن اغلب الاستثمارات المادية ستكون في هذه المناطق، على حد تعبير أركان دولة الاحتلال. .

بدوره عقب سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس حول الكشف عن المخطط المذكور، قائلاً لـ'القدس العربي' إنّ هذا المشروع يحمل في طياته بعدا سياسيا عنصريا خطيرا، إذ أنّه يتجاهل وجود الفلسطينيين في هذه البلاد بمسلميهم ومسيحييهم، ويتجاهل أهمية هذه الأرض وقدسيتها بالنسبة للمسيحيين والمسلمين، وزاد سيادته: يبدو أنّ هذا المخطط يهدف إلى الإمعان في التهويد والأسرلة وطمس المعالم العربية المسيحية والإسلامية، ولذلك وجب أن تكون هنالك حملة للتوعية بخطورة هذا المخطط الذي يزيف التاريخ ويقلب الحقائق رأسا على عقب ويتجاهل ارتباطنا كفلسطينيين بهذه الأرض المقدسة إيمانيا ووطنيا وقوميا. وخلص سيادة المطران حنا إلى القول: يجب على كل الشرفاء أن يتصدوا لهذا المشروع العنصري لأنه خطير جدا.

المحامي قيس ناصر أوضح من ناحيته خطورة المخطط وقال الثلاثاء لـ'القدس العربي': نتحدث عن مخطط حكومي إسرائيلي يهدف إلى طمس المعالم العربية من مقدسات ومواقع أثرية مسيحية وإسلامية، في حين تشهد اغلب المقدسات والمواقع والعربية داخل الخط الأخضر تهديما واندثارا، مشددا على أن المخطط لا يشمل أي موقع فلسطيني للدعم والترميم، وتابع: يدعم المخطط مقابر يهودية فقط ولا يدعم أي مقبرة عربية، لا بل بالعكس، فإنّ السلطات الإسرائيلية تقوم بالاعتداء على المقابر الإسلامية والمسحية، كما أنّ المخطط يعزز يهودية وصهيونية مواقع تتواجد في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة، وهو ما يعد تشريعا للاحتلال والاستيطان على نحو ينافي القانون الدولي، لهذا من الضروري مهاجمة هذا القرار على الساحة الدولية والعربية وإدانته سياسيا وقضائيا.