خبر ملوح يروي تفاصيل اغتيال ابو علي مصطفى في ذكرى استشهاده التاسعة

الساعة 07:13 م|31 أغسطس 2010

ملوح يروي تفاصيل اغتيال ابو علي مصطفى في ذكرى استشهاده التاسعة

فلسطين اليوم: رام الله

استبعد نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح عقد المؤتمر الوطني العام السابع للجبهة الشعبية في هذا العام، معربا عن امله في عقد المؤتمر في النصف الاول من العام القادم، موضحاً ان اللجنة التحضيرية المنتخبة من قبل اللجنة المركزية انتهت من اعداد الوثائق الخاصة بالمؤتمر، وتقوم الان بمناقشتها، معتبراً ان ما سينجم عن ذلك المؤتمر مرتبط برؤية قواعد الجبهة الشعبية ومؤسساتها.

جاء ذلك حديث تلفزيوني له في الذكرى السنوية التاسعة لاغتيال الامين العام السابق للجبهة الشعبية ابو علي مصطفى، حيث كشف ملوح، ان هناك نقاشاً مطروحا منذ فترة بين الجبهة الشعبية، وعائلة الشهيد من اجل نقل جثمانه الى مسقط رأسه وفق وصيته، مؤكداً ان عائلته طلبت تأجيل هذا الامر الى وقت مناسب.

وروى عبد الرحيم ملوح تفاصيل عملية اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى قائلا " لقد كنا في ذلك اليوم، في مكتبي القريب من مكتب ابو علي مصطفى، حيث تفاجأنا بقصف طيران الاحتلال للمنطقة، وذهبنا لرؤية ما جرى، حيث كنت اول من دخل الى مكتب ابو علي الذي تعرض للقصف بصاروخين من اتجاهين مختلفين، ووجدته جالسا على كرسيه كما هو وراء مكتبه حيث كان يتحدث بالهاتف، الذي استخدم على ما يبدو من قبل الاحتلال للتأكد من وجوده في المكتب لاغتياله، وعند تحريكه تبين ان الاصابة المباشرة كانت بالرأس."

وسرد ملوح التفاصيل الاولى لاغتيال ابو علي قائلا " بعد ذلك القصف المركز على مكتب ابو علي، تم انزاله مباشرة من المكتب والتوجه به مباشرة الى مشفى الشيخ زايد في رام الله، الذي وصلها شهيدا، كاشفاً ان الطيب عبد الرحيم اتصل به اثناء توجههم الى المشفى، ليستفسر عن امر خاص، واخبرته بأغتيال ابو علي، الذي كان له وقع خاص عليه، لعلاقته القوية بالشهيد، حيث ما زال عبد الرحيم يضع امامه في غرفته صورة الشهيد ابو علي مصطفى، وصورة والده الشهيد عبد الرحيم محمود."

واكد ملوح "ان الرئيس محمود عباس كان اول من جاء الى المشفى، وزار الشهيد ابو علي مصطفى من خارج الجبهة الشعبية، وذلك بحكم العلاقة التاريخية الوطيدة بين العائلتين."

وحول السؤال الذي طرح مراراً، وهو لماذا اقدمت اسرائيل على اغتيال اول امين عام لحركة فلسطينية على ارض الوطن منذ اتفاق اوسلو، قال ملوح" لقد قامت سلطات الاحتلال بدراسة ملف الشهيد ابو علي مصطفى، منذ ان عاد الى ارض الوطن عام 1999، حين قال جملته الشهيرة، لقد عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا، ولم نأت لنساوم، موضحا ان الشهيد لعب دوراً كبيراً خلال انتفاضة الاقصى، اضافة الى مواقفة الوطنية الصادقة، وعلاقته الطيبة مع الفصائل والقوة الوطنية، وخطه الوحدوي الذي انتهجه مع مكونات المجتمع الفلسطيني، اضافة الى صلابته النضالية، والمواقع المؤثرة التي تبوأها في الجبهة الشعبية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، اضافة الى تاريخه الوطني المشرف منذ العام 1952_2001."

واكد نائب الامين العام للجبهة الشعبية" ان الشهيد ابو علي لم يدخر جهدا طيلة حياته، من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بكل السبل والطرق، بدءاً من الكفاح والمقاومة المسلحة، او من خلال عودته الى الوطن، او عبر العمل الجماهيري والسياسي الذي قام به، لتكريس اهداف شعبه، غير هابئاً بحياته الشخصية، والمخاطر التي كان يتعرض لها.

وحول الانقسام الفلسطيني الذي يعصف بالمشروع الوطني، استذكر ملوح الشهيد ابو علي مصطفى وقادة الشعب الفلسطيني الشهداء، قائلا" لو كانوا قادتنا موجودين لما كان لهذا الانقسام ان يكون، وما شهدنا حالة التأكل التي تنهش بمشروعنا الوطني، مقابل توحش الاحتلال الاسرائيلي، داعيا الجميع الى التمسك بذات الاهداف والمبادئ والقيم التي استشهد من اجلها قادتنا، مضيفا ان ابو علي مصطفى شكل مدرسة رائعة في اقامة العلاقات مع الاخرين من زملاء العمل الوطني والسياسي."

وحول الرد الذي نفذته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى، رأى ملوح ان الرد على تلك الجريمة حدث بأشكال مختلفة، منها استمرار الجبهة بمسيرتها وفق الاهداف والمحددات المتفق عليها، وانتخاب الهيئات القيادية للجبهة"الامين العام، ونائب الامين العام".

اما بخصوص الرد العسكري، فقد اعتبره ملوح موضوع اجتهادي، لا يمكن البت فيه، موضحا" لقد كان في تفكير الجبهة الشعبية حاجة للرد على ذلك الاغتيال، وكان بذلك الشكل الذي حدث "في اشارة منه على اغتيال وزير السياحة رحبعم زئيفي، مضيفاً "لا يجب النظر الى ما حدث انه رداً على عملية الاغتيال، وكأنه عملية ثأرية، بل هو جزء من النضال الفلسطيني، والقضية الوطنية."

وعقب ملوح على ما حدث بعد اغتيال رحبعام زئيفي، من قيام السلطة بأعتقال الامين العام احمد سعدات، وبعض رفاقة قائلاً" ردود الفعل من قبل الطرف الفلسطيني على ما حدث لم تكن صائبة، حيث ان اعتقال احمد سعدات ورفاقه، لم يحمي ياسر عرفات، كما اشارت تلك الردود الى ضعف الموقف الفلسطيني، امام التحديات المستقبلية، كحصار المقاطعة، وتعرض جميع قادة الفصائل الفلسطينية للاعتقال والاغتيال.