خبر رسالة الى الرئيس- يديعوت

الساعة 09:44 ص|31 أغسطس 2010

رسالة الى الرئيس- يديعوت

انقذنا من أيدينا

بقلم: يغئال سيرنا

(المضمون: الان أتوجه اليك ايها الرئيس بيرس بطلب يائس أن تمنع سخافة خطيرة وعديمة المعنى بشكل لا مثيل له: أوقف الحرب مع ايران. استخدم كل نفوذك على جهاز الامن، مستشارين، ضباط كبار وعباقرة الخرائط، اوقف الطيران الذي سيوقع علينا مصيبة لاجيال - المصدر).

        سيدي الرئيس، أتوجه اليك لانك أنت المنتخب الذي أعرفه منذ كنت طفلا، يقف في جادة كيرن كييمت مع أبي ويصفق لرجل قصير جدا أبيض الشعر يخرج من سيارة كبيرة. هذا هو عظيم الامة الذي اقام كل شيء، معلمك وسيدك دافيد بن غوريون. رجلا شابا كنت في حينه ومع ذلك فقد كنت ضالعا في كل شيء. مهندس العلاقات مع فرنسا، المفاعل الاول، التسلح والتأسيس. العلاقات مع الشاه الفارسي.

        جيل ذهب وجيل جاء، وبقيت معنا – طموح، مليء بالمخططات، تفسد وتصلح، تؤيد مستوطني ظهر الجبل والحل الوسط. ثنائي مثل اوراكل وتنفيذي كمدير عام.

        في بلاد كل شيء فيها يظهر بكامل ابهته ويختفي وكأنه لم يكن، بقيت في الوسط. العالم انقلب، امبراطوريات ضاعت، واصبحت الكرة الارضية شيئا آخر، وأنت الذي عملت في عهد آيزنهاور لا زلت معنا. شعبي أكثر من أي وقت مضى، ربما لانه في البلاد التي لا يوجد فيها أب يتمسك الناس بالجد. في بلاد فشلت فيها الكثير من التجارب، يتمسك الناس بآخر المجربين.

        أتوجه اليك كمواطن، إذ غير مرة في الازمنة القاسية، عندما لم يكن بوسع أحد أن ينقذنا من ضائقة، ظهرت أنت. انا اذكر الانقاذ من الازمة التي اصبح فيها المال عديم القيمة. بعد نحو زمن جاءت ايضا ايام اوسو. ما يراه الكثيرون خطأ وخيانة، أراه محاولة جريئة لقلب الامور رأسا على عقب في اللحظة الاخيرة، لانقاذنا من حرب خالدة مع العالم الاسلامي.

        لسنوات لم يكن هنا ثنائي مفاجيء وشديد الانتباه مثلك ومثل اسحق. مثل اسحق، عرفت بان قوتنا العسكرية آخذة في النفاد في بلاد تنتقل من الايديولوجيا الى الجشع، اذا لم ننقذ انفسنا من النزاع – سنغرق.

        الان أتوجه اليك بطلب يائس، لا أن تضع خطة لامعة وعديدة البنود في سن 87، لا أن تشارك في الف نقاش مثلما في اوسلو، بل أن تصد. تمنع سخافة خطيرة وعديمة المعنى بشكل لا مثيل له: توقف الحرب مع ايران. استخدم كل نفوذك على جهاز الامن، مستشارين، ضباط كبار وعباقرة الخرائط، اوقف الطيران الذي سيوقع علينا مصيبة لاجيال.

        اوقف تلك الفكرة العسكرية الخرقاء، التي يعود مصدرها الى رد الفعل الشرقي لمستخدمي منظومات السلاح الحديثة والجنرالات، للعمل من أجل نسيان جراح الماضي وقصوراته. إذ أنك تعرف اكثر منا جميعا بانه لا يمكن لاي قنبلة على ايران أن تضع حدا لقدرة نووية، اذا كانت هذه موجودة هناك. هذه بلاد واسعة النطاق، خفية ومغلقة، تشتري كل ما ترغب فيه. كل ما سيقصف، سيطل من جديد. الضرر سرعان ما يمحى، ولكن معركة الثأر ستبدأ، طول النفس الايراني القدرة على امتصاص مئات الاف الضحايا والايلام جدا – ستكون من نوع لم نعرفه في كل عهد ايام نزاعنا. كما أنه حسب السيناريو الارق سيجر الطيران القاصف ردا ايرانيا سيؤدي الى موت الاف الاسرائيليين. أنا أتوجه اليه، إذ لا يوجد لمن يمكن التوجه. على جهاز الامن المليء بالنزاعات يشرف منتخبان من الجمهور، رئيس الوزراء ووزير صرفا في الماضي من منصبهما على يد الناخبين بسبب اخفاقات شديدة. المنظومة العسكرية نفسها أوقعت علينا حتى الان سلسلة معارك فاشلة بل وانعدام الوسيلة حيال صواريخ من حديد. هذه منظومة غير قادرة على أن تعيد الى الديار جنديا مفقودا واحدا محبوسا في القطاع.

 أتوجه اليك، سيدي الرئيس، مثلما يتوجه سجين محكوم بالمؤبد الى رئيسه، كمخرج أخير: أنقذنا من أيدينا.