خبر محادثات واشنطن- يديعوت

الساعة 09:43 ص|31 أغسطس 2010

محادثات واشنطن- يديعوت

لنفهم ما يحرك اوباما

بقلم: ايتان جلبوع

باحث كبير في معهد بيغن السادات – جامعة بار ايلان 

لماذا يلقي الرئيس اوباما كل ثقل وزنه ومكانته على تحقيق هدف معقد، نغص عيش كل اسلافه وافشلهم؟ ولماذا يقرر تاريخا موعدا لسنة واحدة فقط لانهاء المفاوضات وتحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين؟ الجواب يخرج جدا عن التطلع الى تبرير جائزة نوبل للسلام التي منحت له ومن هدف منشود لانهاء نزاع يعود الى اكثر من مائة عام.

اوباما هو رئيس الانجازات الكبرى والتاريخية. مجرد انتخابه ينطوي على مثل هذا الانجاز. كل سلوكه حتى الان في المواضيع الداخلية والخارجية موجه لترك مثل هذا الاثر. هكذا في الميزانيات الهائلة وفي الاصلاحات التي انتهجها في مجالات المالية، صناعة السيارات والتأمين الصحي. هكذا في المساعي لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الاسلامي وفي التعاون مع روسيا لتقليص مخزونات السلاح النووي. احلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي في نظر الادارة سيجلب سلاما اسرائيليا – عربيا، يندرج في قائمة الانجازات التاريخية التي يريد أن يسجلها على اسمه.

الرئيس يؤمن بان المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية تزعج الولايات المتحدة من تحسين علاقاتها مع العالم العربي، لمنع سلاح نووي عن ايران وتقليص قدرة الارهاب الاسلامي على تجنيد الاعضاء والمصادر، ولا سيما في العراق وفي افغانستان. هذه الفرضيات موضع خلاف، ولكنها تؤدي الى اعتبار حل المواجهة مصلحة استراتيجية اولى في سموها للولايات المتحدة.

اوباما خصص سنة واحدة لتحقيق اتفاق بسبب اعتبارات سياسية داخلية واعتبارات استراتيجية دولية. بعد سنة سيبدأ الحملة الانتخابية للولاية الثانية. في اعقاب الانتخابات للكونغرس والتي ستعقد في تشرين الثاني، في افضل الاحوال ستتقلص الاغلبية التي لديه وفي اسوأها سيفقد السيطرة، على الاقل في مجلس النواب. من هنا، فان احتمال التشريع الثوري والانجازات التاريخية في الشؤون الداخلية سيكون صفرا.

انجازات في السياسة الخارجية لا تمنح الانتصار في الانتخابات للرئاسة، ولكن الاخفاقات تؤدي الى الهزائم. الرئيس نيكسون، مثلا، أجل لسنتين خروج الولايات المتحدةن من فيتنام لاحداث توازن بين الفشل هناك والانجازات في اماكن اخرى، بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية مع الصين واتفاق الحل الوسط مع الاتحاد السوفييتي.

اوباما يخشى من اخفاقات متراكمة في الشرق الاوسط. فقد أعلن بانه في غضون سنة سيخلي القوات من العراق وافغانستان. احتمال أن تسيطر ايران على العراق أو ان يتفكك هذا عقب حرب أهلية اكبر من احتمال أن يحافظ على الاستقرار وعلى العلاقة مع الولايات المتحدة. احتمالات طالبان في افغانستان للعودة الى الحكم أكبر من احتمالات الادارة الحالية البقاء. التجربة لوقف البرنامج الايراني لتحقيق السلاح النووي من خلال العقوبات هزيلة، وانضمام تركيا الى المحور الاسلامي المتطرف عززته.

بعد سنة ستقف الولايات المتحدة أمام تهديدات متعاظمة وخطيرة على كل مواقفها ومكانتها في الشرق الاوسط، وفي اعقاب ذلك على مكانتها في العالم باسره. ومثلما في حالة نيكسون، تقدر ادارة اوباما بان حل المواجهة الفلسطينية – الاسرائيلية ستوازن الاخفاقات الاخرى في المنطقة. وعليه، رغم ان احتمالات تحقيق تسوية في غضون سنة متدنية، الا ان اوباما سيبذل جهدا هائلا وسيستخدم كل ما لديه كي يحقق تسوية، ويبني بواسطتها منظومة استراتيجية عربية – اسرائيلية حيال المحور الراديكالي المضاد. على حكومة اسرائيل على الاقل أن تفهم، وقدر الامكان ان تراعي دوافع اوباما.