خبر تعليم على التلقين- هآرتس

الساعة 09:42 ص|31 أغسطس 2010

تعليم على التلقين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

للتغييرات المتواترة التي تجريها وزارة التعليم على المنهاج التعليمي يوجد قاسم مشترك: في جميعها تهب ذات الروح الوطنية الضحلة والفظة، التي تخضع للرقابة كل تمثيل اشكالي، تفرض على التلاميذ أن يحفظوا عن ظهر قلب بشكل موحد لنص "مطهر" من التعددية شديدة التضارب في القصة الاسرائيلية، وتسكت كل تفكير نقدي.

        كتب التاريخ أعيد كتابتها حتى الان. زاوية النظر الفلسطينية وقصة "النكبة" – التي لا يرتاح رجال الوزارة، وعلى رأسهم رئيس السكرتارية التربوية د. تسفي تسميرت، لتمثيلها في القصة الاسرائيلية – خضعت للرقابة؛ وبقيت فقط التمجيدات عن اقامة الدولة. مسيرة اوسلو شطبت، وتعليم الكارثة فصلت عن السياق الهام لصعود الفاشية الاوروبية وحظي بتوسع اضافي، في اطار "تعزيز الهوية اليهودية".

        الان عولج ايضا كتاب التعليم الأساس في المدنيات، بدعوى أنه "يعنى أكثر مما ينبغي بانتقاد الدولة"، ويشدد ضمن أمور أخرى على أنه "منذ تأسيسها انتهجت دولة اسرائيل سياسة تمييز تجاه مواطنيها العرب". يخيل أن تسميرت ورجاله لا يفهمون ما هو تعليم المدنيات: كل همه، فضلا عن تعليم أسس الحكم والطريقة الديمقراطية، هو اكساب أدوات لفهم النزاعات في المجتمع وفي الدولة وتطوير تفكير مدني نقدي تجاهها.

        ولكن مثل "المعهد للاستراتيجية الصهيونية"، الذي ساعد تسميرت في نشاطه، فانه رئيس السكرتيريا التربوية يحاول ايضا شطب خمسين سنة من البحث المفتوح والانتقادي للصهيونية، الدولة وتاريخ النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وبدلا منه، ستسوق للتلاميذ رواية ذات نزعة سيادة، تهين العقل السليم للتلاميذ وتستخف بقدرتهم على فهم واقع مركب وتاريخ معقد والتماثل مع المجتمع الذي يعيشون فيه رغم مشاكله الكثيرة.

        وزير التعليم غدعون ساعر يدعي بأنه لا يتدخل في مضامين التعليم، ولكن هذه التغييرات تتناسب جدا ومذهبه الفكري. ساعر يعرض نفسه كاليبرالي، حرية التعبير عزيزة على قلبه، ولكنه مقتنع بأنه يجب اكساب التلاميذ "قيما وطنية". في ضوء التلقين الذي تحثه وزارته الى الامام، يبدو أنه ورجاله يفضلون تطوير النزعة القومية ضيقة الافق والانعزالية.