خبر وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق المفاوضات المباشرة الخميس

الساعة 06:27 ص|31 أغسطس 2010

وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق المفاوضات المباشرة الخميس

فلسطين اليوم-وكالات

يعمل المسؤولون الأميركيون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية على وضع اللمسات الأخيرة لاجتماعات إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هذا الأسبوع. وبينما يتم العمل على إنهاء الترتيبات اللوجستية للمفاوضات، يسود جو من الشك والتساؤلات بين الخبراء والمحللين في قضايا الشرق الأوسط في واشنطن حول جدوى تلك المفاوضات.

ووصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن أمس، حيث يحضر مأدبة إفطار يستضيفها الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض مساء غد ويحضرها الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويأتي ذلك بعد عقد مشاورات انفرادية مع كل من القادة على حدا لبحث جهود إحياء السلام في المنطقة والخطوات المطلوبة لضمان نجاح المفاوضات.

وفي اليوم اللاحق، صباح الخميس، تستضيف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مقر وزارة الخارجية الأميركية.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن الكثير من التفاصيل الأخيرة مثل عدد المسؤولين الأميركيين الذين سيحضرون اجتماعات يوم الخميس المقبل لإطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يتم حسمها بعد.

وبينما أفاد بان هناك عملا على منح الإعلاميين بعض التغطية لإعادة إطلاق المفاوضات لم يتم تحديد شكل التغطية بعد.

وكان هناك رد فعل قوي من وزارة الخارجية الأميركية ضد تصريحات زعيم حزب «شاس» الحاخام الإسرائيلي عوفاديا يوسف المشارك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي دعا ضد الفلسطينيين بأن يبتليهم الله بالطاعون.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية «ندين ونأسف للتصريحات التحريضية للحاخام عوفاديا يوسف»، معتبرا أن «تصريحات مثل هذه ليس فقط مهينة بشدة ولكنها تحريض، مثل هذا يضر بهدف السلام».

وأضاف أن «بينما نتقدم لإعادة إطلاق مفاوضات السلام، من المهم أن تساعد تصرفات كل الناس من كل الجوانب في دعم هدفنا وليس عرقلته». ولكن حرص الناطق على الإشارة إلى أن «تصريحات الحاخام لا تعكس رأي رئيس الوزراء» الإسرائيلي.

وتعتبر تصريحات يوسف إشارة إلى شدة المصاعب التي تواجه الأميركيين في تحقيق السلام في وقت يزداد فيه التشدد في إسرائيل. وعكست تعليقات وكتابات المحللين الأميركيين المختصين في شؤون الشرق الأوسط شدة الشك في إمكانية نجاح المفاوضات قبل إطلاقها. وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في «مجلس العلاقات الخارجية» ستيفن كوك: «إنني معجب بتشبث الإدارة الأميركية في السعي وراء هذه القضية.. لا أعلم من أين يجلبون التفاؤل للتصور بأنهم يستطيعون النجاح».

وأضاف: «إما أنهم متفائلون بطريقة جنونية أو أنهم يعرفون شيئا لا نعرفه نحن». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «من الصعب تصور نتنياهو وهو يتخذ القرارات المطلوبة لتحقيق السلام وإبقاء الائتلاف الحكومي الحالي»، موضحا: «في الوقت الراهن نتنياهو لديه بعض الاستقرار في الحكومة لأنه يبدو وانه يعارض الأميركيين» في قضايا مهمة مثل تجميد الاستيطان.

وتابع: «من جهة أخرى، الرئيس عباس يواجه الكثير من التداعيات السياسية لقبوله دخول المفاوضات وقد حاول خلال الأسابيع الماضية أن يتهرب منها». ولكنه في الوقت نفسه اعتبر أن مجيء الملك عبد الله الثاني والرئيس مبارك إلى واشنطن «أمر مهم، فدعم عباس الآن ضروري كما أن أوباما نفسه اظهر تدخله وعزمه الشخصي لإنجاح المحادثات».

وبينما أوباما يطوي صفحة في العراق اليوم ويفتح صفحة في عملية السلام غدا، تدور تساؤلات حول الربط بين القضيتين. إلا أن الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس نفى، أمس، وجود ربط بين القضيتين. وقال غيبس في مؤتمره الصحافي اليومي أمس: «نؤمن دائما بأن من مصلحة الجميع في المنطقة أن يكون هناك سلام دائم، وهذا إيمان منفصل عن أي قضايا أخرى» في الشرق الأوسط. وأضاف غيبس: «منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بدأ الرئيس أوباما بالمبادرة بالاتصال باللاعبين الأساسيين في المنطقة بهدف السلام». ولفت إلى أن أوباما أيضا كان مهتما بإنهاء الحرب في العراق «بمسؤولية» منذ وصوله إلى الرئاسة.

وشدد غيبس على أهمية إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يوم الخميس المقبل، بعد أن يجتمع أوباما بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء غد. وقلل غيبس من شأن المخاوف من عرقلة جهود السلام مع انتهاء الموعد المحدد لتجميد الاستيطان الإسرائيلي نهاية شهر سبتمبر (أيلول). وقال: «نحن نركز على موعد 1 و2 سبتمبر حيث تطلق المفاوضات، ومن المبكر أن نركز على موعد 26 سبتمبر قبل أن نركز على نتائج هذا الأسبوع». واعتبر غيبس أن فرصة جمع القادة والمفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال اليومين المقبلين أمر مهم لتحديد إطار المفاوضات، بدلا من بحث تداعيات موعد انتهاء تجميد الاستيطان.

واعتبر غيبس أن السياسة الأميركية في العراق غير مرتبطة بالسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط. بل قال إن سحب القوات الأميركية من العراق يندرج في إطار «اهتمامات أمن قومي» مثل ملاحقة قادة «القاعدة».

ولفت إلى أن أوباما سيوضح أولويات الأمن القومي الأميركي في خطابه مساء اليوم، قائلا: «الرئيس سيوضح عملية خفض عدد القوات وتغيير المهام في العراق، ولكن ما زال هناك عمل علينا القيام به ولا شك من الجانب السياسي».

وأضاف أن المرحلة المقبلة تعتمد على العراقيين، قائلا: «يجب مضاعفة جهود العراقيين الآن، وهم سيكتبون الفصل المقبل من تاريخ العراق، والمسؤولية ستكون على العراقيين أولا». ولكنه ربط بين الأوضاع في العراق ومكافحة تنظيم القاعدة، قائلا: «في ما يخص الإطار الأوسع، سيتحدث الرئيس عن جهود الأمن القومي في ما يخص أفغانستان وجنوب آسيا وتوجيه المعركة إلى (القاعدة) أينما كانت».