خبر أوباما يعلن انتهاء العمليات القتالية في العراق اليوم

الساعة 06:20 ص|31 أغسطس 2010

أوباما يعلن انتهاء العمليات القتالية في العراق اليوم

فلسطين اليوم-وكالات

في خطاب موجه للشعب الأميركي، يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم انتهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق وبدء «إنهاء الحرب بمسؤولية». واختار أوباما أن يلقي خطابه من المكتب البيضاوي مساء اليوم، وفي خطاب موجه للشعب الأميركي، في إشارة واضحة إلى أن إدارة أوباما تعتبر إنهاء المهام في العراق مسألة داخلية وموجهة للرأي العام الأميركي. ومن المرتقب أن يركز الخطاب على وفائه بوعده الانتخابي للانسحاب من العراق، بعد سحب 90 ألف جندي أميركي من العراق منذ دخوله البيت الأبيض. كما أن نائب الناطق باسم البيت الأبيض بيل بورتون أوضح أن الخطاب سيكون فرصة أيضا لتسليط الضوء على محاربة تنظيم القاعدة «في أفغانستان وحول العالم».

وبينما كان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قد توجه إلى حاملة طائرات للإعلان عن «إنجاز المهمة» في مايو (أيار) 2003 عندما أعلن بوش انتهاء الحرب في العراق خطأ، حرص أوباما أن يكون خطابه عن الحرب في العراق من البيت الأبيض وموجها للشعب الأميركي في خطاب في الساعة الثامنة مساء بتوقيت واشنطن، أي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل في العراق. وقبل خطابه الذي من المرتقب أن يبث على القنوات الأميركية الرئيسية مساء اليوم، سيكون أوباما في معسكر «فورت بليس» في ولاية تكساس، حيث سيلتقي جنودا عائدين من العراق. ويركز أوباما في خطاباته حول العراق، وآخرها خطابه الإذاعي الأسبوعي يوم السبت الماضي، على أهمية رعاية الجنود العائدين من العراق، حيث أطلق حملة «تحية الخدمة في العراق» على موقع البيت الأبيض وطالب المجتمع الأميركي بالتواصل مع الجنود العائدين الذين يعاني الكثير منهم علامات الكآبة، بالإضافة إلى الجرحى والمصابين العائدين إلى البلاد.

وبينما ينشغل أوباما بالرأي العام الداخلي الأميركي حول الحرب في العراق وإعادة التركيز على الحرب في أفغانستان، يبقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولا عن التواصل اليومي مع الملف العراقي. ووصل بايدن إلى بغداد، أمس، للمشاركة في حفل انتهاء المهمة القتالية الأميركية في العراق اليوم، بالإضافة إلى إجراء مشاورات مع كبار المسؤولين العراقيين. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في استقبال بايدن، بالإضافة إلى السفير الأميركي في العراق جيم جيفري والجنرال الأميركي في العراق جنرال راي أوديرنو. وفي سادس زيارة له إلى العراق منذ تسلمه منصب نائب الرئيس، يحاول بايدن أن يجعل هذه الزيارة ناجحة من خلال تقريب وجهات نظر الساسة العراقيين. وأفاد ناطق باسم البيت الأبيض بأن «زيارة نائب الرئيس في هذه المرحلة ستعيد التركيز على التزام الولايات المتحدة بعيد الأمد للعراق».وفي خطابه اليوم، سيؤكد أوباما التزام واشنطن بعيد الأمد تجاه بغداد وبناء شراكة مع العراقيين. كما أفادت مصادر أميركية مطلعة بأن خطاب أوباما سيشرح «سياستنا تجاه العراق مستقبلا»، خاصة في ما يخص ما تحقق من «إنجازات» في تقدم الأوضاع الأمنية في العراق وتكريس العملية السياسية من خلال الانتخابات الأخيرة. ومن غير المرتقب أن يخوض أوباما في تفاصيل مشكلات تشكيل الحكومة العراقية، الأمر الذي يقلل المسؤولون الأميركيون في تصريحاتهم في واشنطن من شأنه.

وسيكون هناك جزئية أخرى من خطاب أوباما، مساء الليلة، حول سياسة أوباما الأوسع في قيادة الحربين في العراق وأفغانستان. إذ سيوضح كيف سيسهم سحب القوات من العراق على تكريس الجهود الأميركية في أفغانستان وشن حملة أقوى على تنظيم القاعدة.

وبعد سبع سنوات ونصف من العمليات القتالية الأميركية في العراق، التي أسقطت نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، تنهي الولايات المتحدة هذه العمليات ولكنها تبقي نحو 50 ألف جندي في العراق خلال القترة الانتقالية المقبلة. وسيؤكد أوباما مساء اليوم مجددا على الالتزام بموعد سحب جميع القوات الأميركية من العراق بنهاية عام 2011، ولكنه في الوقت نفسه سيؤكد الالتزام بأمن العراق من خلال دعم قواته.

ويأتي تركيز إدارة أوباما على سحب القوات من العراق ضمن حملة من البيت الأبيض لتوضيح الالتزامات التي يتمسك بها أوباما تجاه الشعب الأميركي في وقت يعاني تدني شعبيته ومخاوف تدني شعبية الحزب الديمقراطي قبل انتخابات الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ونقلت وكالة «رويترز» عن جوليان زليزر، أستاذ التاريخ والخبير في السياسة العامة بجامعة «برينستون»: «تحول الانتباه عن هذا الأمر... من الواضح أن معظم الأميركيين مهتمون أكثر بالاقتصاد»، وخاصة أن نسبة البطالة ما زالت عند 9.5 في المائة.

وإذا كان الأميركيون يهتمون بالحرب، فإنهم على الأرجح سيركزون بشكل أكبر على إرسال أوباما قوات إضافية إلى أفغانستان. والحرب في أفغانستان لا تسير على ما يرام بعد قرابة تسع سنوات من القتال، لذا فقد يفيد أوباما أن يتحدث عن التطلع إلى إنهاء الحرب في العراق.

وقالت ستيفاني سانوك، وهي خبيرة في الدفاع والأمن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وعملت في السفارة الأميركية ببغداد: «الأمر مفيد من الناحية السياسية، لأن الأمور لا تسير بشكل جيد في أفغانستان.. أتفهم الحاجة لأن تدخل شهر سبتمبر (قبل الانتخابات) وأنت تنقل أنباء طيبة... وأن تنسى حقيقة أن إدارة بوش هي التي تفاوضت بشأن هذا الإنهاء مع العراقيين