خبر مبادرة لمخاطبة الفلسطينيين! ..مصطفى إبراهيم

الساعة 08:57 ص|30 أغسطس 2010

مبادرة لمخاطبة الفلسطينيين! ..مصطفى إبراهيم

30/8/2010

كأن الرئيس محمود عباس وفريقه من بعض فتح وغيرهم من أصحاب "مبادرة جنيف" لا يوجد لديهم شيئ على جدول أعمالهم سوى مخاطبة الاسرائيليين، وإطلاق المبادرات والحملات الاعلامية الفاشلة في مخاطبة الاسرائيليين، فلا يوجد لدى الفلسطينيين انقسام وحصار وفقر وبطالة، وقتل يومي وإستيطان وتهويد للقدس، ولا يوجد لديهم مشاكل داخلية، ولا أفكار لرفع الحصار وإنهاء الانقسام!

فكرة مخاطبة الاسرائيليين والنشر في الصحف الإسرائيلية، ليست المرة الأولى، فقد سبق لأصحاب مبادرة جنيف للسلام بنشر المبادرة في الصحف الإسرائيلية، وتوزيعها بالبريد على الإسرائيليين، ولم يلقى ذلك تأثيراً في إسرائيل وفشلت فكرة النشر فشلا ذريعاً.

ولم يؤثر ذلك في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة وبادروا في شهر تشرين ثاني ( نوفمبر) 2008، بنشر إعلانات في الصحف الإسرائيلية لتسويق المبادرة العربية للسلام على أنها الأساس المناسب لحل سياسي تاريخي، والتي رفضها الإسرائيليون منذ البداية، المسؤولين عن النشر في حينه لم يوضحوا للإسرائيليين أهمية التنازلات التي قدمها العرب، والموقف الإسرائيلي الرافض لها منذ البداية، وعدم  جدية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بأحقية الفلسطينيين بالتحرر من الاحتلال وإقامة دولتهم، وفشل النشر في التأثير في الاسرائيليين أيضاً.  

وفي شهر تموز (يوليو) 2010، لم تنجح المحاولة التي بادر اليها الرئيس محمود عباس لمخاطبة الشارع الإسرائيلي بما سمي "حملة سلام شعبية" في أوساط الإسرائيليين و إجراء مفاوضات مباشرة مع الجمهور الإسرائيلي، عندما استضاف الرئيس عباس 6 صحافيين إسرائيليين على مأدبة غذاء في مقر إقامته بالمقاطعة في رام الله، وأجرى معهم حواراً مفتوحاً كان يهدف من خلاله ايصال رسالة الى المجتمع الإسرائيلي بضرورة تبني حل الدولتين، وفشلت المحاولة ووصف بعض الصحافيين الاسرائيليين اللقاء بأنه دعوة للثرثرة.

وفي تاريخ 29/8/2010، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن السلطة الفلسطينية أطلقت حملة إعلامية موجه للإسرائيليين تحت شعار "نحن شركاء، وأنتم؟"، تهدف لمخاطبة الشارع الإسرائيلي وإقناعه بحل الدولتين، الحملة بتمويل أميركي وبإشراف "مبادرة جنيف"، وتشمل الحملة لافتات طرق ولقاءات مصورة قصيرة مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وشارك في الحملة الرئيس محمود عباس، و سلام فياض، ووزير خارجيته رياض المالكي وجبريل رجوب وياسر عبد ربه وصائب عريقات وغيرهم.

المبادرة الأخيرة تمويل من قبل منظمة "يو اس ايد" الأميركية، المبادرات سواء تلك التي تجمع فلسطينيين وإسرائيليين في قطاعات مختلفة، أو تلك التي تعمل على مخاطبة الاسرائيليين عبر وسائل الاعلام الإسرائيلية ترعاها ويتم تمويلها من منظمات أمريكية لا تحقق أي فائدة مرجوة للتقريب في وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

معظم تلك المبادرات واللقاءات التي تجرى مع صحافيين إسرائيليين هي لقاءات للتصوير والثرثرة والمفاخرة من قبلهم بعلاقاتهم بالمسؤولين الفلسطينين، والحديث عن مساوئ المجتمع الفلسطيني بطريقة مهينة وخبيثة، ولا تقدم شيئ للفلسطينيين سوى الكذب والتشويه.

فغالبية الصحافيين الاسرائيليين لا يعرفون شيئ عما يدور في المجتمع الفلسطيني، وهم لا يريدوا ان يعرفوا، ويتحدثون عن التحسن في الوضع الاقتصادي في الضفة وانجازات حكومة فياض، وهم عادة ما ينقلون الصورة التي يريدونها، ولا يتحدثون عن الاحتلال وجرائمه والانتهاكات التي يرتكبها ضد الفلسطينيين.

المبادرات التي يتم نشرها في الصحافة الإسرائيلية لمخاطبة الاسرائيليين لم ينجح أي منها، ومخاطبة الاسرائيليين من دون التوضيح لهم ماهية الاحتلال واستمراره، والجرائم الذي يرتكبها، والشروط التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وعدم جدية و جاهزية اسرائيل للتوصل الى سلام وإنهاء الاحتلال.

السؤوال هنا:  اذا كان الترويج مهم في التقريب بين وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين،  لماذا لا تكون مبادرة من قبل قيادة السلطة الفلسطينية لمخاطبة الفلسطينيين؟ لإنهاء الانقسام والضغط على الطرف المعطل للمصالحة! وعدم التحريض على الآخرين، والتوقف عن المناكفات الاعلامية وقمع المعارضة، والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، واحترام حقوق الانسان الفلسطيني.