خبر القمة في واشنطن يا جدتي لماذا اسنانك كبيرة؟ ..يديعوت

الساعة 12:55 م|29 أغسطس 2010

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: سيتعين على نتنياهو "ان يقوم بالقفزة التي لا يمكن تصديقها التي يطالبونه بها: ما سيقرره في موضوع التجميد للبناء في المناطق، قبل 26 ايلول هو اكثر من تلميح عن نواياه في المستقبل القادم. الامريكيون والفلسطينيون سيرون في التجميد حالة اختبار - المصدر).

لتسيبي لفني، السيدة من رئاسة المعارضة، يوجد قول مجازي مصوغ على هذا النحو تقريبا: "يخيل للمسؤولين الاسرائيليين الذين يجرون المفاوضات مع الفلسطينيين بانهم يدخلون الى بازار، الى سوق، حيث يتساوم ويصرخ الجميع – فيكتشفون بعدها أنهم يدخلون الى محل فاخر يتصرفون فيه بأدب وهدوء، بالاساس، لا توجد مساومة، الاسعار ثابتة".

في محل "البيت الابيض"، جادة بنسلفانيا 1600، واشنطن دي.سي، ينتظر هذا الاسبوع صاحب المحل الزبون "اللجوج" من الشرق الاوسط، وهو يريد، بشبه عنف، ان يكيف له بدلة. اللون لا يعجب رئيس وزراء اسرائيل؟ المقاييس كبيرة عليه؟ السعر عال؟ صاحب المحل، مستر اوباما، ترك شيكاغو الى واشنطن قبل سنة ونيف فقط، وهو مصمم على أن ينجح.

لولايته للمرة الثانية كرئيس وزراء، دخل بنيامين نتنياهو مفعم باحساس تاريخي ويحلم تقريبا على حدود المسيحانية: سيكون هو مناحيم بيغن، الطبعة الثانية. ليس مناحيم بيغن السلام مع مصر لا سمح الله (؟)، بل مناحيم بيغن قصف المفاعل العراقي في 1982. نتنياهو، بقدر لا بأس به من الحق، يرى في النووي الايراني تهديدا وجوديا على دولة اسرائيل، وأمل بان يدخل كتب التاريخ كتشرتشل جديد، الرجل الذي انقذ الانسانية من اظافر هتلر الجديد. مع الايام، وبعد أن درس جيدا جيدا الموضوع، فهم نتنياهو فان معالجة المفاعل الايراني تحتاج الى تأجيل، معناه، بقدر كبير، نهاية الحلم ايضا. اما الان، فانه يصل الى "الغرفة البيضاوية" مع الموضوع الاكثر تفجرا من ناحيته: التسوية مع الفلسطينيين.

ومشكلة نتنياهو هي انه "لم يخرج من الخزانة بعد"، هذا اذا خرج في أي وقت كان: من اعالي كرسيه في القدس بات نتنياهو يعرف، ويعرف تقريبا كل اصحاب القرارات، بان كل حل يوجد مع الفلسطينيين سيكون، من زاوية النظر الاسرائيلية، من المركز يسارا. في هذا السياق يوجد اليوم كثيرون من وزراء الليكود (ليس علنا) والمصوتون له في مكان كانت فيه "ركاح" (القائمة الشيوعية الجديدة) فقط قبل عقدين من الزمان: دولتين للشعبين. في خطاب "بار ايلان" وفي مناسبات اخرى ابتعد نتنياهو كمفكر من اليمين، واليوم هو، كما يمكن القول بثقة، في وسط الخريطة السياسية، مع غمزة الى اليسار. الان، في واشنطن، ان لم يكن هذا الاسبوع ففي سياق الزمن، يتوقعون منه بان يغمز أكثر فأكثر يسارا. من ناحية الامريكيين طبيب العيون الذي سيعيد نظرة الغمز الى الوسط والى اليمين ليس واردا بالحسبان.

ولكن في الوقت القريب القادم سيتعين على نتنياهو "ان يجلب وصولات"، وفي واقع الامر ان يقوم بالقفزة التي لا يمكن تصديقها التي يطالبونه بها: ما سيقرره في موضوع التجميد للبناء في المناطق، قبل 26 ايلول هو اكثر من تلميح عن نواياه في المستقبل القادم. الامريكيون والفلسطينيون سيرون في التجميد حالة اختبار.

الجميع يفهم ويعرف بان نتنياهو لا يريد استمرار التجميد – ولكن "لا يوجد وضع"، كما يقال، بان يكون تجميد أو حل وسط هادىء. كل تغيير في الوضع الحالي يستدعي قرارا جديدا، أمرا جديدا – وجلبة سماوية: اذا سمحوا بمواصلة البناء في "الكتل" سيطرح على الفور السؤال: أي "كتل"؟ حسب دان مريدور؟ "الكتل" الامريكية؟ وماذا يوجد للفلسطينيين ان يقولوه؟ وهذا، عندما ستضج الجرافات في الميدان. الناس حصلوا على اذون بناء وهم سيبنون. السلبية، في الحالة التي امامنا، معناها البناء والكثير من البناء.

الفلسطينيون لن يأتوا هذا الاسبوع الى واشنطن كي يخففوا عن نتنياهو. بالعكس، هم يشعرون بانهم "على الجواد" مع علاقات اوباما باسرائيل، وهم سيربطون استمرار المفاوضات السلمية باستمرار البناء في المناطق. وعندها في "الغرفة البيضوية" سينتظر براك اوباما نتنياهو بسؤال: حسنا، حقا، أتريد تصفية الفرصة التاريخية للسلام مع الفلسطينيين بسبب بضعة منازل، دكان بقال وكنيس؟

هذا سيكون بعد لحظة، هذا الاسبوع أو بعد شهر او نصف سنة، حيث سيتعين على بنيامين نتنياهو أن يحسم حسما شخصيا وتاريخيا. منذ دخل الى السياسة يخشى نتنياهو القيام بخطوة توجد فيها مخاطرة. وهو يدفع الى القرارات في أعقاب التهديد، وهذا، على ما يبدو، ما ينتظره في "البيت الابيض" في سياق الطريق. اذا كان يشعر بالطمأنينة في الاسابيع الاخيرة من موقف الولايات المتحدة في أعقاب ابتسامات براك اوباما، يجدر به أن يعود ليقرأ في  رحلته الى واشنطن قصة الاطفال "قبعة حمراء"، حين تسأل الطفلة الجدة – الذئب: "لماذا اسنانك كبيرة جدا؟".