خبر الكشف عن انقسام في مركزية فتح حول الذهاب للمفاوضات المباشرة

الساعة 06:19 ص|28 أغسطس 2010

الكشف عن انقسام في مركزية فتح حول الذهاب للمفاوضات المباشرة

فلسطين اليوم-وكالات

تشهد اللجنة المركزية لحركة فتح انقساما حول الذهاب للمفاوضات المباشرة مطلع الشهر القادم في واشنطن، فيما يطالب عدد من اعضاء المركزية بعدم الذهاب في ظل عدم وجود مرجعية مشتركة.

وعلمت 'القدس العربي'الجمعة بان محمود العالول والدكتور نبيل شعث ومحمد دحلان واللواء توفيق الطيراوي وغالبية اعضاء مركزية فتح يعارضون الذهاب للمفاوضات بهذه الطريقة، في حين يؤكد الرئيس محمود عباس القائد العام لحركة فتح والدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية رئيس دائرة المفاوضات بأنهم سيبذلون كل جهدهم لتحقيق انجاز من خلال هذه المفاوضات وخاصة باتجاه وقف الاستيطان والا الانسحاب منها اذا تأكدوا بأنه لا أمل في ذلك مع حكومة نتنياهو.

وفي ظل الانقسام في اللجنة المركزية لحركة فتح سألت 'القدس العربي' محمود العالول عن قرار المركزية بالذهاب للمفاوضات المباشرة وكيف اتخذ فقال: اتخذ قرار في اللجنة المركزية على اسس غير التي ظهرت فيما بعد. اتخذ القرار على اساس ان تكون هناك مرجعية مشتركة للمفاوضات وتحديد هذه المرجعية'، مشيرا الى ان المفاوضات المرتقبة لا توجد مرجعية مشتركة لها حيث ان الفلسطينيين ذاهبون لواشنطن الاسبوع القادم على اساس بيان اللجنة الرباعية، في حين يذهب الاسرائيليون على اساس دعوة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي دعت لمفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة'.

ومن المقرر ان تنطلق المفاوضات المباشرة في الثاني من ايلول/سبتمبر القادم بقمة خماسية يشارك فيها الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني اضافة للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشدد العالول على ان قرار المركزية الذي اتخذ كان على اساس بيان اللجنة الرباعية الذي عرض على اللجنة قبل الاعلان عنه عقب دعوة كلينتون لاستئناف المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة في بداية ايلول القادم، مضيفا 'لكن بعد ذلك تبين ان كل طرف ذاهب للمفاوضات بمرجعية مختلفة عن الطرف الاخر. فالجانب الاسرائيلي رفض بيان الرباعية الدولية ويريد الذهاب للمفاوضات على اساس بيان كلينتون. نحن ذاهبون على اساس بيان الرباعية الامر الذي يعني عدم وجود مرجعية مشتركة للمفاوضات'.

واضاف العالول 'هناك مستجدات مختلفة تماما عما اتخذ القرار بناء عليها'.

وعلمت 'القدس العربي' بان هناك العديد من اعضاء المركزية مثل العالول ومحمد دحلان يطالبون بعدم الذهاب للمفاوضات مطلع الشهر القادم في واشنطن دون تحديد مرجعية واضحة ومشتركة للمفاوضات.

وحول مطالبته بعدم الذهاب للمفاوضات في ظل عدم وجود مرجعية مشركة للمفاوضات قال العالول لـ'لقدس العربي' 'انا ادرك تماما بان مثل هذه المفاوضات لا يمكن على الاطلاق ان تؤدي الى اية نتيجة في ميزان القوة الراهن وبالمناخ السائد وفي ظل طبيعة تركيبة حكومة نتنياهو وتصرفات الحكومة الاسرائيلية على الارض'.

وتابع العالول 'لذلك هناك اجماع على انها لن تؤدي الى نتيجة، لكن رغم ذلك قلنا انه اذا كانت هناك مردودات او فوائد اخرى من هذه المفاوضات مثل ايقاف الاستيطان بشكل كامل في الضفة الغربية والقدس ورقابة دولية لا مشكلة في ذلك، ولكن حتى الان هذه مسألة ليست مضمونة، ومن هنا كان القرار، ومن هنا ايضا كانت تصريحات الاخ ابو مازن- محمود عباس- بانه لا يمكن على الاطلاق ان نستمر في المفاوضات في حال بناء اية وحدة استيطانية واحدة. لذلك لا بد من ضمان على الاقل لوقف الاستيطان وهذا الحد الادنى للانتقال للمفاوضات المباشرة والاستمرار بها.

واستبعد العالول وقف الاستيطان في ظل حكومة نتنياهو وقال 'لا فائدة على الاطلاق من هذه المفاوضات اذا لم تحقق بعض المسائل'.

وعند سؤاله عن الجدوى من الذهاب للمفاوضات اذا لم تحقق وقفا للاستيطان قال العالول 'الاخوان لديهم رأيهم. انهم سيبذلون كل ما يستطيعون من جهد من اجل ان يتم ايقاف الاستيطان، ومن هنا كانت تصريحات ابو مازن ان هذه المفاوضات لن تستمر ان كان هنالك استئناف للاستيطان او طرح عطاءات جديدة بعد انتهاء قرار حكومة نتنياهو تجميد الاستيطان في الضفة الغربية الذي ينتهي في 26 ايلول القادم.

واوضح العالول بان هناك اجماعات واتصالات متواصلة في اللجنة المركزية 'من اجل متابعة ودراسة كل المعطيات واتخاذ قرار نهائي'.

وردا على سؤال اذا ما كان القرار النهائي لم يتخذ لغاية الان قال العالول 'لا، الاجتماعات هي من اجل دراسة المستجدات التي طرأت بعد ان تغيرت الاسس التي اخذ على اساسها القرار' بالذهاب للمفاوضات المباشرة من قبل مركزية فتح.

وعن طبيعة الاسس التي اتخذ قرار المركزية على اساسها قال العالول 'القرار اتخذ على اساس انه لا يمكن على الاطلاق الذهاب للمفاوضات دون مظلة الحد الادنى بها هو ان تكون هناك مرجعية للمفاوضات وان يتوقف الاستيطان توقفا كاملا ضمن سقف زمني، وعلى ان تكون هذه المرجعية التي يتم الذهاب على اساسها للمفاوضات هي اطراف المفاوضات، لكن ان يذهب كل طرف على اساس مختلف عن الطرف الاخر فهذا اساس لن يؤدي الى مفاوضات وستتفجر في بدايتها'.

ومن جهته نفى جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لفتح ان يكون هناك انقسام في المركزية، وقال لـ'القدس العربي' 'ما في انقسام في المركزية. المركزية موحدة حول موضوع المفاوضات'، مشددا على ان قرار الذهاب للمفاوضات المباشرة هو قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

واضاف محيسن 'هو (الرئيس عباس) خضع لقرار اللجنة التنفيذية ولم يذهب للمفاوضات بقرار ذاتي من حاله. لو غالبية اعضاء اللجنة التنفيذية قرروا العكس لما ذهب للمفاوضات'، وذلك في اشارة الى ان عباس ذهب للمفاوضات في ظل معارضة واسعة في مركزية فتح واستعان عنها باللجنة التنفيذية.

وبشأن قرار مركزية فتح قال محيسن 'ناقشنا الموضوع وموقفها موحد في كل الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية سواء على صعيد الوضع الداخلي اوالوضع الدولي'، منوها الى ان هناك اراء داخل اللجنة المركزية.

وقال محيسن 'موقف ابو مازن مثل موقف اي واحد. فأبومازن ذاهب للمفاوضات حتى يخرج بأقل الخسائر للشعب الفلسطيني'، مضيفا 'التباين في وجهات النظر في الساحة الفلسطينية في اطار الشرعية الفلسطينية يخدم المفاوض الفلسطيني ويخدم العمل الوطني الفلسطيني'، مشددا على انه لا يوجد احد مقتنع بان الجانب الفلسطيني ذاهب للمفاوضات بشروط مقبولة.

واضاف محيسن 'كل الامة العربية وكل الامة الاسلامية وكل العالم يطالبك ان تذهب للمفاوضات. وفي 26 ايلول هناك جولة جديدة من الاستيطان فإذا لم نذهب للمفاوضات لن يسمعنا احد عندما يبدأ الاستيطان'، في اشارة الى انتهاء قرار حكومة نتنياهو تجميد الاستيطان في 26 ايلول القادم.

واشار محيسن الى ان الجانب الفلسطيني ذاهب للمفاوضات في حين ترفض الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل اية شروط يضعها الفلسطينيون للذهاب للمفاوضات، مشددا على ان الانقسام الداخلي اضعف القيادة الفلسطينية في مواجهة الضغوط عليها من اجل الانتقال للمفاوضات المباشرة، وقال 'الانقسام الداخلي يضعفنا والوضع العربي المهترئ يضعفنا'.

واكد محيسن بان كل العالم طالب القيادة الفلسطينية بالانتقال للمفاوضات المباشرة، وقال 'هل يعقل ان نواجه كل العالم ونقول لهم لا نريد الذهاب للمفاوضات'، واضاف 'الواحد لازم يلعب سياسة ولكن لا يوجد تنازل عن الثوابت'.

وشدد محيسن بان القيادة الفلسطينية ستحمل اسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات اذا ما استأنفت الحكومة الاسرائيلية نشاطها الاستيطاني بعد 26 ايلول القادم.

واضاف محيسن 'هذه المرحلة ليست مرحلة مزايدات. فيا ريت هؤلاء الذين يزاودون علينا يلبسون كاكي ويطلعون على المغر وعلى الجبال والزيتون' لمقاومة الاحتلال، مشددا على انه مع وجود معارضة فلسطينية ولكن ليست 'معارضة داخل قاعات مغلقة ومكيفة وكل واحد حوله 10 صحافيين من اجل ان يصوروه بانه موجود'.

واضاف محيسن 'هناك 100 موقع احتكاك مع المستوطنين ياريت يذهبوا لهناك بدون كاميرات وان تكون هناك مقاومة حقيقية للاحتلال'.

وبشأن قرار الذهاب الفلسطيني للمفاوضات في ظل عدم وقف الاستيطان وعدم تحديد مرجعية مشتركة للمفاوضات قال محيسن لـ'القدس العربي' 'نحن نريد ان نخرج بأقل الخسائر في هذه المرحلة وعندما نوازن الامور نذهب للمفاوضات حتى نخرج بأقل الخسائر دون التنازل عن اي ثابت من الثوابت'.

واضاف محيسن 'وضعنا الفلسطيني لا يسمح لنا بوضع شروط، وبالتالي لن نسمح نحن لاسرائيل ان تضع شروطا، فنحن نذهب للمفاوضات بناء على دعوة اللجنة الرباعية'، مشيرا الى وجود تراجع امريكي بشأن تحديد مرجعيات المفاوضات على حد قوله.

وشدد محيسن على ان 26 ايلول القادم موعد انتهاء قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد الاستيطان هو اختبار للمفاوضات واستمراريتها.

واوضح محيسن بان الوفد الذي يرافق عباس لواشنطن الاسبوع القادم سيكون ممثلا لفصائل في منظمة التحرير اضافة لشخصيات مستقلة.

واضاف محيسن 'سيكون من الفصائل ومن منظمة التحرير وشخصيات مستقلة، وسيكون وفدا واسعا'.