خبر ماذا ستفعلون عندما تنفجر المحادثات؟..هآرتس

الساعة 11:05 ص|27 أغسطس 2010

بقلم: عوديد عيران

قبيل تجدد التفاوض المباشر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، توجه عدة اسئلة لعدد من رؤوس اللاعبين في المحادثات:

        ينبغي ان نسأل نتنياهو، كيف حدث ان حث سياسي حذر محافظ مثله على تفاوض مباشر سيضطر فيه الى بسط مواقف واضحة في مواضيع مثل القدس والحدود. حتى لو كان استدخل حل الدولتين، فانه يُشك في ان يقترح ما اقترحه سلفه، اهود اولمرت، على ذلك المفاوض الفلسطيني نفسه. هل يظن أن يثبت للتوقعات التي عبرت عنها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أن يستطيع هو وعباس التوصل الى اتفاق؟.

        الفرق بين مواقف اكثر  اعضاء الائتلاف واعضاء السباعية وبين مواقف الفلسطينيين معروف، ولم يحدث شيء يفترض ان يدل على انه تضاءل. فلماذا ضغط نتنياهو من اجل تفاوض مباشر؟ ولماذا اضطر زعيمين مثل براك اوباما ونيكولاي ساركوزي الى استعمال ذخر سياسي كبير لاقناع عباس، وماذا سيحدث عندما يضغط هذان عليه للتنازل للفلسطينيين عوض هذا الذخر؟.

        وسؤال لعباس – حتى لو ابلغته اسرائيل ايضا لا فقط تجميدا كاملا للبناء في المستوطنات في شرقي القدس بل ازالة البؤر الاستيطانية غير القانونية ايضا فسيجد نفسه في وضع محرج. إن عدم وجود أي موطىء قدم له في غزة وتحريض حماس عليه يعرضانه في ضعفه كاملا. ما الذي وُعد به وأي ضمانات حصل عليها كي يستطيع أن يعرض نفسه على انه محارب شجاع من اجل احراز اهداف وطنية للشعب الفلسطيني على اختلاف اجزائه؟ هل قيل له انه اذا اقترح عليه أقل مما اقترح اولمرت فسيحصل على تأييد دولي لرفض الاقتراح الاسرائيلي؟.

        حضر عبد الله ملك الاردن وحسني مبارك رئيس مصر عددا من افتتاحيات احتفالية للتفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد سمعا كل رئيس حكومة اسرائيلي وكل شخص رفيع المستوى عن جانبي المتراس. من المثير ان نعلم ما الذي اقنعهما بأن يقطعا الطريق الطويل الى واشنطن مرة اخرى، ومن وماذا اقنعهما بأن الامر سينتهي على نحو مختلف هذه المرة. هل يمكن ان يكون نتنياهو همس في آذانهما كلاما اقنعهما بأن الامر جدي هذه المرة؟.

        ينبغي افتراض ان اوباما قلق من الاستطلاعات التي تشير الى انخفاض تأييد الجمهور الامريكي له. ومن شبه المؤكد انه يخاف نتائج انتخابات مجلس النواب في تشرين الثاني، وقد يكون يخاف نتائج صعبة للخروج من العراق والخروج المتوقع من افغانستان. هل يؤمن اوباما بأن مراسم احتفالية في ايلول ستعادل كل ذلك في نظر الناخب الامريكي، أو هل "جند" عباس ونتنياهو لتحسين صورته في نظر الناخب اليهودي؟.

        وسؤال لاهود باراك الذي كان في ايلول 1999 في المراسم نفسها والتقطت له الصور آنذاك في شرم الشيخ: هل حذر نتنياهو والآخرين من انه لا تكفي مراسم افتتاح وتحديد أجل سنة لاحراز اتفاق؟ وهل أوصى باراك، اعتمادا على تجربته باعداد بديل في حالة اتضح ان الفروق بين الجانبين لا تُمكن من اتفاق كامل مع جميع القضايا الجوهرية؟.

        ورد في المصادر الدينية القديمة ان الحكيم يرى المولود في المستقبل. سيرى جميع المشاركين الحكمة اذا صاغوا الى جنب الاعداد لمراسم التوقيع على اعشاب البيت الابيض في ايلول 2011، مخططا بديلا. ان مخططا كهذا سيمنع الانزلاق الى انتفاضة ثالثة ويمنع الوضع الراهن ويُمكن من التقدم، برغم الفشل في احراز اتفاق كامل على جميع القضايا الجوهرية.