خبر ما هو تحذير والدة الشيخ رائد صلاح لإبنها؟

الساعة 08:35 ص|27 أغسطس 2010

 ما هو تحذير والدة الشيخ رائد صلاح لإبنها؟

فلسطين اليوم-الخليج الإماراتية

عندما زرنا والدة الشيخ الأسير رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الشمالية في المناطق المحتلة عام ،48 أمس، والذي حُكم عليه بالسجن خمسة أشهر، كانت لتوها أنهت صلاتها وتتمتم داعية له بالفرج . وكانت الحاجة رقية (أم محمد) قد علقت العلم التركي هذه المرة على يافطة كبيرة في مدخل منزلها، ولا تخفي إعجابها الشديد برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وتقول “لولاه  لما خرج الشيخ رائد صلاح من السجن بعدما اعتقلوه في عرض البحر، فأردوغان رجل وقائد بمعنى الكلمة” .

 

تستعرض الحاجة رقية الحالة العصيبة التي مرّت بها منذ التلاعب بالأعصاب في ما تناقلته وسائل الإعلام عن استشهاد الشيخ، لكنّ إيمانها القوي وتوكلها على الله أعانها على الثبات . وتقول إن رمضان جاءها حزيناً هذا العام لغياب أعز أبنائها، وإن كانت روحه ترفرف في بيتها . لكنها معتادة على ذلك حيث سبق أن اعتقل ثلاث مرات بدءا من عام 1981 لكن وقع السجن هذه المرة أشد لحلول رمضان والعيدين وصلاح خلف القضبان .

 

وتحدق الحاجة رقية بصوره الكثيرة المعلقة في غرفتها وهي تبوح بما في سريرتها “شعوري صعب لا يوصف، وفراقه أصعب وعندما رافقته مع موكب المرافقين للسجن ودخل خلف القضبان، بدأت أبكي ولم أحتمل الموقف، فشدّ المتواجدون أزري . يا ليتني أُسجن معه، لأحضر له الطعام، ويكون أمام ناظريّ طوال الوقت” .

 

في المرة المقبلة، لن تتمكن الحاجة رقية من زيارة الشيخ الأسير لأن سلطة سجون الاحتلال لا تسمح إلا بزيارة ثلاثة أفراد من العائلة كل مرة، وهذه المرة ستفسح المجال لبنات وزوجة الشيخ بزيارته . وتقول إن السلطات تسمح لهم بزيارته كل أسبوعين مرّة واحدة لنصف ساعة فقط حيث يُسمح بالتحدث معه من خلف الزجاج .

 

وتشير إلى أنها كانت تعد الأيام والليالي عشية زيارته في المرّة الأولى، وقد ذهبت إليه مُحمّلة بالزيت والزيتون وأنواع الطعام وراديو وكتب، إلا أن السلطات منعتها من إدخالها، فهي لا تعرف كم يحن إلى خبز أمه . وتؤكد الحاجة أن معنويات الشيخ الأسير عالية جداً، وقالت إنه وصف لها ارتياحه التام، فهو يعيش في زنزانة منفرداً بناء على رغبته لكي يتفرغ للمطالعة . وعن أول ما قالته له “لا تأكل من طعامهم” فقد حذرته أن يتناول من طعام السجون، معللة ذلك “صراحة أخاف عليه ولا أئتمنهم”، وتشير إلى أنه طمأنها متوكلا على الله، فهو لا يتناول إلا القليل مما يحضرونه له .

عن البرنامج اليومي في السجن، وكيف يقضي أوقاته، تقول إنه يقضي وقته في المطالعة، الصلاة، قراءة القرآن، وممارسة الرياضة . “ثم يُسمح له بالخروج ساعة أو ساعة ونصف، لكن بخلاف باقي الأسرى فلا يسمحون له بلقاء سجناء آخرين” .

 

تصف الحاجة ابنها بأنه “إنسان مختلف عن الجميع منذ صغره، لم يكن يتدخل في شؤون الآخرين، ينزوي في غرفته للمطالعة، لا يحب الثرثرة، ومجالس الاختلاط بين الرجال والنساء، هادئ الطباع، وجدّي، ويناضل من أجل أشرف قضية . . وما يصبّرني أن كل شيء يهون فداء للأقصى”.