خبر تل ابيب تمتدح السلطة بعد افشالها اجتماعا ضد المفاوضات

الساعة 07:04 ص|27 أغسطس 2010

تل ابيب تمتدح السلطة بعد افشالها اجتماعا ضد المفاوضات

فلسطين اليوم-القدس العربي

كما كان متوقعا فقد ركز الاعلام العبري في اسرائيل، يوم امس الخميس، على ما حدث في مدينة رام الله المحتلة، حول قيام قوات الامن الفلسطينية بافشال انعقاد مؤتمر شعبي ضد اطلاق المفاوضات المباشرة في مدينة رام الله، بعد ان اقتحمت عناصر من قوات الامن قاعة المؤتمر لحظات قبل انعقاده، فيما نفت السلطة اي تدخل من جانبها في افشال المؤتمر.

وهاجم نحو 200 شخص بلباس مدني يعتقد انهم تابعون للاجهزة الامنية الفلسطينية تجمعا يقدر بنحو 250 شخصا من ممثلي القوى الوطنية والشخصيات المستقلة كانت تستعد لتلاوة بيان مناهض لموقف الرئيس الفلسطيني الموافق على الذهاب الى المفاوضات المباشرة في الثاني من ايلول (سبتمبر) القادم بدعوة من الادارة الامريكية، وفي هذا السياق قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الخميس انّه بعد ان اجبر عباس على تجديد المفاوضات فانه يعتبر المفاوضات فرصة تاريخية للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل.

واضاف محلل الشؤون الفلسطينية بالصحيفة، روني شاكيد، انّه عدا عن اقوال عباس هذه بشأن الفرصة التاريخية، فانّ ما حصل في مدينة رام الله يوم امس الاول يؤكد على الاهمية الكبيرة التي توليها السلطة الفلسطينية لتجديد المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. في نفس السياق قالت الصحيفة انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد جلسة سرية للمجلس الوزاري السباعي لمناقشة ما اسمته بـالتجميد الجزئي للاستيطان. وبحسب الصحيفة فان نتنياهو، وقبل شهر من انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية، يبحث عن حل يهدّئ الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه لا يغضب اليمين الاسرائيلي.

ونقلت عن مصادر رسمية في تل ابيب وصفتها بانها رفيعة المستوى قولها انّ من بين البدائل التي تجري مناقشتها التجميد الجزئي، وهو ما يعني استمرار البناء الاستيطاني في الكتل الاستيطانية.

وفي تفاصيل النبأ كتبت الصحيفة ان نتنياهو عرض على السباعي عدة بدائل لتجميد الاستيطان، بهدف التوصل الى خطة يستطيع ان يعرضها على الولايات المتحدة كبديل عن التجميد، بدون الاعلان عن التجميد بشكلٍ رسمي، على حد تعبيرها. واوضحت المصادر عينها انّه في يوم الاحد الماضي عقد الاجتماع المذكور، بعيدًا عن وسائل الاعلام، وشارك فيه الوزراء باراك وليبرمان ويشاي ويعالون وبيغين ومريدور. يشار الى انّ الوزير ميريدور، اقترح انْ يتم البناء فقط في التكتلات الاستيطانية التي تريد الدولة العبرية ابقاءها تحت سيادتها حتى لو تمّ التوصل لاتفاق على حل القضايا الرئيسية مع الفلسطينيين. وتابعت الصحيفة قائلةً انّ رئيس الوزراء نتنياهو لم يعلن مواقفه صراحة خلال النقاش، ولم يقف اي من الوزراء على موقفه ومخططاته. بالاضافة الى ذلك اكد مقربون من نتنياهو عرض الاخير عدة بدائل لتجميد الاستيطان على السباعي، بيد انهم رفضوا الادلاء بأية تفاصيل اخرى.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في حزب الليكود الحاكم برئاسة نتنياهو قوله ان مسؤولين في ديوان نتنياهو بدأوا بتعميم رسائل على اعضاء ووزراء الليكود بشأن الحاجة الى عرض خطة بديلة للتجميد قبل بدء المفاوضات المباشرة

. جدير بالذكر انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي، بصفته زعيما لحزب الليكود، منع مؤخرا عقد اجتماع لمركز الحزب لاتخاذ قرار لمواصلة الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة وفي الضفة الغربية، وقال مقربون منه انّ هذا الامر هو بديهي، وبالتالي لا حاجة لاتخاذ قرار في هذه القضية، على حد تعبيرهم.

تجدر الاشارة في هذا السياق الى ان عملية البناء الاستيطاني لم تتوقف خلال فترة التجميد الجزئية، واكدت تقارير اسرائيلية اعدّتها منظمات معارضة للاحتلال، مثل منظمة (سلام الآن)، على انّ قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية غير ساري المفعول في معظم مستوطنات الضفة الغربية، وان البناء يتواصل على قدم وساق. وفي نفس السياق، اشار الاعلام العبري الى انّ وزارة الامن الاسرائيلية اعترفت بوجود خروقات لقرار التجميد في 28 مستوطنة، غير ان حركة (سلام الان) التي تتابع النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية قالت انّ عدد المستوطنات التي سجلت فيها عمليات بناء اكثر من العدد الذي تتحدث عنه وزارة الامن، كما ان نشاطات بناء البؤر الاستيطانية تواصلت بوتيرة عالية.

علاوة على ذلك، يجب الاشارة في هذا السياق الى اعلان وزارة الاسكان الاسرائيلية عن استعداداتها، من جهة تخصيص الميزانيات، للتخطيط للبناء الاستيطاني ورفع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، بعد انتهاء فترة التجميد. في حين قام وزير الداخلية، في مطلع العام الحالي، باصدار تعليمات تلزم بتسريع اجراءات التخطيط للخرائط الهيكلية للاستيطان في الضفة، حتى يكون بالامكان بدء عملية بناء استيطاني ضخمة مجددا بعد انتهاء فترة التجميد الرسمية.

في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة 'هآرتس' العبرية امس الخميس النقاب عن ان وزارة المواصلات الاسرائيلية تعمل بشكل حثيث على البدء في مد خط للقطار يصل الى مدينة نابلس المحتلة. وبحسب الصحيفة فانّ شركة قطارات اسرائيل صرفت حتى الآن مبلغ 3 ملايين شيكل من اجل التخطيط لسكة الحديد التي ستصل الى مدينة نابلس. وزادت الصحيفة قائلة ان القطار الجديد سيمر من المستوطنات الاحتلالية في الضفة الغربية حتى يصل الى المدينة المحتلة، علما بانّه سينطلق من مدينة روش هعاين (رأس العين) في المثلث الشمالي، داخل ما يُسمى بالخط الاخضر، لافتة الى انّ هذه الخطة هي عمليا تنفيذ لحلم وزير المواصلات يسرائيل كاتس، الذي يعتبر من صقور حزب الليكود الحاكم.