خبر آب 2011 -هآرتس

الساعة 09:59 ص|25 أغسطس 2010

آب 2011 -هآرتس

بقلم: الوف بن

(المضمون: التعادل المتوقع بين مطلب الاعتراف الاسرائيلي والمطلب الفلسطيني بتحقيق "حق العودة" يكمن حل وسط: الطرفان سيضعان جانبا المشاكل الرمزية وسيركزان على تسوية عملية بتقسيم الضفة الغربية بين الدولتين - المصدر).

النتيجة الفورية للاعلان عن استئناف المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين كان تحديد تاريخ هدف جديد في رزنامة الشرق الاوسط: آب 2011. في حينه يفترض أن تنتهي المفاوضات على "كل مسائل التسوية الدائمة" ومشروع "الدولة الفلسطينية على الطريق" الذي يقوده رئيس وزراء السلطة، سلام فياض.

        للاسرائيليين يوجد موقف مركب من مثل تواريخ الهدف كهذه. فهم يستخفون بها – "17 سنة تحدثنا مع الفلسطينيين ولم يخرج شيئا" – وكذا يخافونها ويحذرون من خلق توقعات مبالغ فيها، تتبدد فتؤدي الى انتفاضة جديدة. هذه الشعارات تنطلق بوضوح في الجدال السياسي في الاذاعة. اما الواقع فأكثر تعقيدا.

        منذ اتفاقات اوسلو مرت بالفعل 17 سنة، والسلام المنشود لم يتحقق. ولكن في كل هذه الفترة لم نبحث في التسوية الدائمة الا مرتين، في عهد ولاية ايهود باراك وايهود اولمرت. وكل جولة استغرقت اقل من سنة وانتجت اقتراح سلام اسرائيلي بدا "بعيد الاثر". في الحالتين، رفضه الزعيم الفلسطيني بصفته غير كافٍ. ولكن النتائج على الارض كانت مختلفة. بعد أن رفض ياسر عرفات اقتراح باراك في كامب ديفيد، في صيف 2000 اندلعت مواجهة دموية. اما بعد أن رفض محمود عباس اقتراح اولمرت في صيف 2008، فلم يحصل شيء. القلائل انتبهوا الى أن مثل هذا الاقتراح قد قدم على الاطلاق. الفارق لا يكمن في تفاصيل التسوية بل في حجم التوقعات: قبل عقد من الزمان اعتقدنا بان الاتفاق "على مسافة لمسة"، وقبل سنتين تعاطى الناس مع محادثات اولمرت – عباس كمناورة عابثة في تمرير الوقت.

        القاسم المشترك للمحاولتين السابقتين كان الجدول الزمني الذي تحقق مع تدشين المفاوضات، والذي خصص سنة لانهاء المحادثات. في الحالتين أوفى الطرفان بالجدول الزمني: اقتراحات السلام الاسرائيلية عرضت على الفلسطينيين بعد عشرة اشهر من مؤتمري القمة اللذين بدآ المباحثات. تحديد تاريخي الهدف بدا كسبيل ناجع لحث الزعيمين.

        بنيامين نتنياهو ينطلق الى المفاوضات الثالثة على التسوية الدائمة ترافقه توقعات منخفضة المستوى اكثر حتى من تلك التي كانت في عهد اولمرت. منتقدو رئيس الوزراء، في اسرائيل وفي الخارج، يدعون بانه يذر الرماد في العيون ولا يرغب ولا يستطيع التنازل عن ملمتر للفلسطينيين. مواقفه في الماضي، تأثير أبيه وزوجته وتركيبته الائتلافية تعتبر أدلة ضده. صحيح أن الوضع السياسي لنتنياهو افضل بكثير من باراك واولمرت في حينه، وهو يحتاج اكثر منهما الى دعم الادارة الامريكية حيال التهديد المتعاظم من ايران. فهل سيكفيه هذا كدافع لتحقيق تسوية "دولتين للشعبين" كما وعد في بداية ولايته؟

        مشكلة نتنياهو تكمن في التوقعات المتضاربة للطرفين. من ناحيته، اقامة الدولة الفلسطينية "يفترض أن تنهي النزاع". اما محادثوه الفلسطينيون فسيتندون الى بيان الرباعية، والقاضي بان الاتفاق المتحقق يرمي الى "انهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967". الفارق بين الصيغتين كبير: الفلسطينيون والاسرة الدولية يريدون اغلاق الملف الذي فتح في حرب الايام الستة؛ اما نتنياهو، مثل باراك قبله، فيدعو الى انهاء النزاع الذي بدأ قبل عشرات السنين من ذلك، ويتعلق بجذور تقرير المصير للشعبين.

        الجديد الاهم الذي أدخله نتنياهو الى المسيرة كان توسيع جدول الاعمال وطرح مطلب ان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كـ "دولة الشعب اليهودي". الفلسطينيون يرفضون بشدة. في نظرهم، اليهود هم غزاة أجانب سلبوا أرضهم ونهبوا سكانها. هذا الخلاف يبشر بالمشاكل والمصاعب، ولكن فيه ايضا فرصة. في التعادل المتوقع بين مطلب الاعتراف الاسرائيلي والمطلب الفلسطيني بتحقيق "حق العودة" يكمن حل وسط: الطرفان سيضعان جانبا المشاكل الرمزية وسيركزان على تسوية عملية بتقسيم الضفة الغربية بين الدولتين اللتين ستواصلان الجدال في المستقبل على الرواية التاريخية وعلى العدل.

 اذا ما نجا نتنياهو بسلام من الخلاف على تجميد الاستيطان ورسخ بعض الثقة مع عباس، من المتوقع له بضعة شهور من المفاوضات الهادئة والبعيدة عن العين، الى ان يقترب التاريخ الهدف لانهاء المحادثات في الصيف القادم. سواء بالصدفة أم بغير الصدفة، سيكون هذا ايضا الموعد الذي يكون فيه بوسع ايران تركيب قنبلة نووية اولى، حسب تقدير الاستخبارات الامريكية.

   لا ريب: يكون مشوقا هنا في آب 2011.