خبر قطار الاكراه الديني -هآرتس

الساعة 09:58 ص|25 أغسطس 2010

قطار الاكراه الديني -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اللواء احتياط يئير نافيه مدير عام شركة سيتي باص التي تشغل القطار الخفيف في القدس، يقترح تخصيص مقطورات منفصلة للنساء وللرجال للمسافرين الاصوليين. اقتراحه غريب ويشذ عن صلاحياته كمدير عام شركة صاحبة امتياز تقدم خدمات مواصلات عامة.

        وقد علل نافيه اقتراحه بان "القطار يأتي ليخدم الجميع" واضاف بان "يجدر خلق بدائل للجميع". وحسب اقواله، "لا توجد مشكلة في توفير مقطورة من كل ثلاثة أو أربعة مقطورات لكل قطار مقطورة حلال. بالفعل، القطار جاء للجميع، ولكن معنى هذا القول معاكس من حيث الجوهر. فبالذات من أجل ان الحديث يدور عن خدمة رسمية للجمهور الغفير، لا ينبغي أن نفرض على مسافري القطار التكيف مع انماط حياة طائفة واحدة.

        وسائل المواصلات العامة – القطارات بين المدن، القطارات العليا والسفلى في المدن، الباصات، الكهربائيات والطائرات – تسافر في العالم بأسره دون أن تكيف نفسها مع الاحتياطات الخاصة (بالطبع باستثناء احتياجات الاشخاص ذوي الاعاقات، الامر الذي لا يزال يحتاج الى تحسين كبير في اسرائيل). منذ الغي الفصل العنصر في الباصات في الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة، لا يخطر على بال احد في العالم الحر المطالبة بفصل مواصلاتي بين سكان حسب العرق او المعتقد الديني.

        اليهود الاصوليون في بروكلين او في لندن ممن يحرصون في طوائفهم على الفصل والبعد بين الجنسين، يسافرون في وسائل مواصلات عادية. واذا كانوا غير معنيين بان يجلسوا في مجتمع مختلط فانهم يحرصون على مصالحهم دون أن يثقلوا على المسافرين الاخرين. في اسرائيل تحطم مبدأ المساواة في خدمات المواصلات الرسمية عندما اختارت شركة ايجد المدعومة من الدولة ماليا توفير خطوط "حلال" للمسافرين الاصوليين بثمن مخفض، رغم احتجاج العديد من المسافرين الذين تضررت رفاهيتهم.

        القطار الخفيف في القدس يفترض أن  يوفر خدمة مواصلاتية لسكان القدس وللسياح الذين يحلون فيها. فصل المقطورات سيؤكد العزلة الاصولية التي يشكل الفصل بالنسبة لها وسيلة لفرض نمط حياتها على المجتمع بأسره، وسيبعد اكثر فأكثر الجمهور – المحلي والاجنبي – عن العاصمة. يجدر باقتراح نافيه أن يسحب قبل أن يثير موجة جديدة من المطالب الاصولية.