خبر النوم في رمضان .. هل يحقق التوازن الغذائي؟

الساعة 08:19 ص|25 أغسطس 2010

  النوم في رمضان .. هل يحقق التوازن الغذائي؟

 فلسطين اليوم-الدستور الأردنية

ربما تظهر حالات النعاس على كثير من الناس في رمضان بسبب النوم المتقطع او نتيجة لقلة النوم سواء لاداء العبادات وقيام الليل او للاسراف في السهر في المقاهي ومتابعة المسلسلات التي تبث على مدار الساعة.

 

وعادة ما ترى حالات الكسل متناثرة في الشوارع وفي الميادين العامة. كما ترى بعض الحالات لدى السائقين الذي يستغرقهم العمل البدني فتجدهم ينتهزون اية فرصة للنوم فيلقون اجسادهم داخل او بجوار سياراتهم.

 

لكن الظاهرة الابرزهي النوم الزائد في البيت. ولا فرق هنا بين الكبار والصغار. وبخاصة واننا نلحظ استمرار سهر الاطفال والاولاد حتى ساعات الصباح الاولى اما في الشوارع او في الحارات يلعبون كرة القدم. واحيانا يكملون سهرهم بعد انتصاف الليل في بيوتهم دون عناية بأبدانهم وصحتهم.

 

ويرتبط شهر رمضان في ذهن الكثير من الناس بالسهر ليلا والنوم نهارا. وهذا النمط من الحياة يختلف من بلد مسلم لبلد آخر حيث يبدو أن العادات السائدة في المجتمع تؤثر على نمط حياة الفرد خلال الشهر الكريم.

 

من ناحية أخرى فإن التغير السريع في نمط تناول الطعام من النهار إلى الليل (الصوم خلال النهار والإفطار في الليل) يصاحبه بعض التغيرات العضوية (الفسيولوجية) في الجسم. والسؤال المعتاد سماعه ، هل يؤدي الصيام خلال شهر رمضان إلى زيادة النعاس والنوم؟ ، وكيف يؤثر تغير نمط الحياة خلال رمضان على النوم؟

 

التوازن مطلوب

 

تقول فداء (ربة بيت): زوجي ينام فترات طويلة وبخاصة وانه يقضي الليل ساهرا. ومن الطبيعي ان تراه في اليوم التالي في حالة كسل. وقد اصاب ذلك الاولاد الذين اصبحوا يقلدون والدهم فيسهرون في الليل وينامون حتى منتصف النهار.

 

مراد سعيد (طالب جامعي): افضل مذاكرة دروسي في الليل وتحديدا بعد موعد الافطار. لأنني في النهار لا استطيع الدراسة لكوني صائما. واستفيد من الوقت الذي يلي موعد الافطار في المذاكرة حيث اتناول الطعام والشراب.

 

محمد رمضان: استمتع بالنوم وقت الظهيرة وهو الوقت الذي اعتدت النوم فيه في الايام العادية. حيث كنت اتغدى وانام بعدها مباشرة. وفي شهر رمضان تستهويني ممارسة القيلولة في نفس الموعد. اي ما بين الظهر والعصر.

 

رهام عبد الفضيل: نادرا ما انام في النهار وافضل ذلك بعد الافطار وتحديدا بعد صلاة التراويح حيث اشعر بالراحة بعد تناول الماء والعصائر الباردة. واصحو في موعد السحور لاعد الطعام لافراد اسرتي وهكذا اشعر بالارتياح.

 

مصادر الطاقة ضرورية

 

الدكتور مهند قعدان (اختصاصي جهاز هضمي) قال ان المهم هو النوم بعد تناول الطعام مباشرة حيث يحدث ارتداد للطعام ويؤثر على المريء وعادة ما يؤدي ذلك الى السمنة وزيادة الوزن. والنصيحة ان ينظم الصائم وقت طعامه بحيث لا يصيب معدته بالتلبك الذي يصاحبه حالات كسل ونعاس وخبل.

 

د.نعيم أبو نبعة - (اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد) يرى ان التوازن في تناول الغذاء هو الذي يوصل الانسان الصائم الى حالة اليقظة دون كسل او نعاس.

 

وهو ما نراه في بعض الحالات. ويضيف: قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تسحروا فان في السحور بركة ، وقال في حديث آخر استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، وبقيلولة النهار على قيام الليل.

 

والحقيقة العلمية و الصحية تقول إن السحور ضرورة لكل الصائمين ، ويكون السحور بما تيسر من الطعام ولكن بشكل عام عند اعداده يجب الابتعاد عن المقالي والمخللات والطعام الغني بالأملاح والتوابل وكذلك الابتعاد عن الحلويات المركزة مثل الكنافة و البقلاوة ، لأن ذلك يؤدي الى الاحساس بالعطش خلال النهار ويمكن أن يؤدي الى سوء الهضم. ويستحسن أن تحتوي وجبة السحور على خليط متوازن من مصادر الطاقة الرئيسة من البروتينات و الدهون و الكربوهيدرات ، وهذا ما يعطي الجسم الطاقة الكافية للنشاط خلال ساعات النهار ، وننصح كذلك بتناول الخضراوات و الفواكه في وجبة السحور لأنها تحتوي على الألياف و الفيتامينات و المعادن الضرورية. ومن الجدير بالذكر أن وجبة السحور المتوازنة و الصحية تساعد على تحفيز حركات المعدة و الأمعاء وتساعد على احداث افرازات جديدة داخل الجهاز الهضمي ما يساعد على الهضم.

 

لذلك وبناء على الدلائل المتوفرة من الأبحاث يبدو أن الصوم في حد ذاته لا يؤثر على جودة النوم ولا يسبب زيادة النعاس خلال النهار. وأن التغيرات التي تحدث في النوم خلال شهر رمضان قد يكون مردها إلى تغير نمط الحياة خلال شهر الصوم.