خبر حدود قطاع غزة مع الاحتلال عبارة عن شريط أمني عازل يهدد حياتهم

الساعة 07:03 ص|25 أغسطس 2010

حدود قطاع غزة مع الاحتلال عبارة عن شريط أمني عازل يهدد حياتهم

فلسطين اليوم-غزة

يعيش الفلسطينيون على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل أوضاعا أمنية صعبة، جراء تعرضهم لعمليات توغل عسكري وإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال من حين لآخر، بينما يحرمون من الوصول إلى أراضيهم التي تدخل داخل الشريط الأمني، لفلاحتها.

ورغم أن المساحة التي أعلنتها قوات الاحتلال تبلغ 300 متر من الحدود الإسرائيلية إلى داخل القطاع، إلا أن الفلسطينيين يتعرضون لإطلاق نار لمسافة تصل إلى 1500 متر في بعض الأحيان، مما يتسبب في إصابة بعضهم واستشهاد آخرين، سواء كانوا في منازلهم أو قرب أراضيهم الزراعية.

وأوضح المزارع كمال سويلم أن الهدوء الذي شهدته منطقة الحدود لم تمنح المزارعين فرصة فلاحة أراضيهم أو الاقتراب منها خصوصاً تلك القريبة من الحدود، لافتاً إلى أن السكان والمزارعين تحولوا إلى مشردين عن منازلهم وأراضيهم، خشية تعرضهم لعمليات القصف أو إطلاق النار.

وقال: "الهدوء الذي يعرفه القطاع لا نعرفه في المنطقة الحدودية، فنحن محرمون من أي استقرار أو أمان". وأضاف: "لكن هذه الاعتداءات لن تثنينا عن مواصلة العمل في أراضينا، خصوصاً وأننا نلمس تعاونا كبيرا من قبل المتضامنين الأجانب والمؤسسات الفلسطينية التي تنظم فعاليات تضامنية بشكل دائم قرب الحدود".

 

وكانت قوات الاحتلال أعلنت في حزيران (يونيو) 2007، عن إعادة ترسيم حدود المنطقة العازلة على طول الحدود الشمالية والشرقية للقطاع لمسافة يبلغ طولها نحو 58 كليومترا تمتد من معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي القطاع وحتى أقصى الشمال الغربي.

ولا تقتصر اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين لكنها تطال المتضامنين الأجانب، الذين تعرضوا أكثر من مرة للإصابة أثناء مساعداتهم المزارعين الفلسطينيين في جني محاصيلهم الزراعية أو خلال مسيرات مقاومة السياج الأمني والمنطقة العازلة.

ويعمل الفلسطينيون ومعهم بعض المتضامنين الأجانب على مواجهة المنطقة العازلة عبر تنظيم مسيرات سلمية تتجه نحو الأراضي الزراعية الممنوع الوصول إليها، لكنها عادة ما تواجه بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، من دون أن يقلل ذلك من عزيمة نشطاء حقوق الإنسان من الاستمرار في فعالياتهم ضد السياج الأمني.

وأكد الناشط في "الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني"محمود الزق توسيع المشاركة الشعبية في مقاومة المنطقة العازلة التي حددتها قوات الاحتلال، معتبراً أن العمل الجماهيري والنضال الشعبي يمكن أن يساهما في لجم الاعتداءات الإسرائيلية من خلال مختلف الجهود الشعبية والحقوقية المحلية والدولية.

وذكر الزق أن هذه المنطقة أصبحت مكانا للموت والقصف والتوغل الإسرائيلي، بعد أن كانت تُصدّر منها المنتجات الزراعية إلى الخارج، لافتاً إلى أن حرمان المزارعين من فلاحة أراضيهم ساهم في ضعف الإنتاج الزراعي، خصوصاً وأن المساحة الممنوعة الاقتراب منها تشكل نسبة كبيرة من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة. وقال الزق: "الجميع شاهد تأثير المقاومة الشعبية في مواجهة الجدار العازل في الضفة الغربية، ونحن نسير في نفس الاتجاه".

وذكر مركز "الميزان" لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين قي المناطق القريبة من الشريط الحدودي شمال قطاع غزة وشرقه، في سياق عدوانها المنظم الذي يهدف إلى تكريس منطقة أمنية عازلة بمحاذاة حدود القطاع.

وقال في بيان له: "قوات الاحتلال تستهدف السكان وممتلكاتهم وكل ما يتحرك في المناطق الفلسطينية القريبة من الحدود، والتي تتجاوز تلك المسافة التي تعلنها قوات الاحتلال لتصل إلى كيلومتر وليس كما تدعي تلك القوات من أنها لا تتجاوز 300 متر". وبحسب منسق المبادرة المحلية في بلدة بيت حانون صابر الزعانين ، فإن مساحة الأراضي الزراعية التي يمنع على الفلسطينيين دخولها تبلغ نحو 22500 دونم على طول الشريط شرق غزة وشمالها في بلدة بيت حانون، منذ فرض قوات الاحتلال للمنطقة العازلة في تموز (يوليو) 2008.

وشدد الزعانين على أن استهداف قوات الاحتلال للفلسطينيين يتم في مساحات تزيد بكثير عن التي أعلن عنها، لافتاً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى تهجير مئات المواطنين وتدمير عشرات آبار المياه علاوة على تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وناشد كافة المؤسسات الحقوقية بالتصدي لمحاولات قوات الاحتلال ترسيخ المنطقة العازلة وتوسيعها، بما يضر بمصالح الفلسطينيين وحقوقهم.