خبر زمن رفع البساط- هآرتس

الساعة 08:31 ص|24 أغسطس 2010

زمن رفع البساط- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: قد يكون المؤتمر المرتقب بين الفلسطينيين واسرائيل في واشنطن فرصة ممتازة لبحث المشكلات الجوهرية التي لم تبحث في مؤتمر كامب ديفيد في 1978 - المصدر).

سواء صدفة أم غير صدفة، بدأ مؤتمر كامب ديفيد أيضا، الذي ولد عنه اتفاق الاطار للسلام بيننا وبين مصر، في أيلول 1978. كان الهدف منه بحث لب النزاع بيننا وبين مصر وصياغة اتفاق اطار لتوقيع معاهدة السلام. أتى مناحيم بيغن مزودا بورقة عليها 13 تعبيرا لا يحل البتة أن تظهر في اتفاق السلام، وكلها في الشأن الفلسطيني وفيها: "الحقوق الشرعية العادلة للشعب الفلسطيني"، و "المشكلة على اختلاف جوانبها"، و "عدم قبول الاستيلاء على المناطق بالقوة"، وغير ذلك.

بعد مرور 13 يوما من المباحثات وافق بيغن على أن تشتمل المعاهدة على جميع التعبيرات "المحظورة". عرض أناس البيت الابيض، وعلى رأسهم الرئيس كارتر 23 مسودة مختلفة لاتفاقات الاطار، فرق في واحدة منها جميع التعريفات المحظورة بواسطة ألاعيب لغوية. ورجع السادات نفسه عن طلب انشاء دولة فلسطينية، وكنست المشكلة الفلسطينية تحت البساط.

تدفق ماء كثير في نهر الاردن وسفك دم كثير قبل اتفاق اوسلو وبعده، وهو الذي أتى بعرفات الى غزة في قافلة سيارات كاديلاك مملوءة بأسلحة وذخائر. أصبح حلم السلام بين الشعبين واقعا دمويا وكراهية ودموعا واضاعة للفرص. كذلك محاولات التحادث بوساطة امريكية وعلى نحو مباشر على يد معسكر السلام الاسرائيلي لم تخرجنا من واقع الدم والكراهية.

أضاع فرصة اخلاء غوش قطيف وخزن شارون لـ "حلم أرض اسرائيل". وأضاعوا ايضا شهورا بعد شهور من المحادثات المباشرة مع ايهود اولمرت وتسيبي لفني برعاية ادارة بوش. وفوق كل ذلك أضاعوا زيارة اوباما للقاهرة وخطبته المشهورة في السلام الاقليمي، وكذلك خطبة بار ايلان في 14 حزيران 2009، التي أعلن نتنياهو فيها اول مرة هدف دولتين للشعبين.

هذه خطبة بمنزلة سابقة تاريخية، اعترف فيها زعيم يميني بارز لأول مرة بدولة فلسطينية، وكان مستعدا ضمنا للتخلي عن مناطق ومستوطنات للتوصل الى حدود ثابتة. لكن الفلسطينيين، تشجعهم حقيقة ان الرئيس اوباما يحمل الاسم الأوسط حسينا ويؤيد مطالبهم، شددوا مواقفهم. بل انهم ما زالوا حتى الان غير مستعدين للاعتراف بوجود اسرائيل على أنها دولة يهودية. لم يغيروا ببساطة موقفهم منذ قرار الامم المتحدة في 1947.

إن مبعوثي الخائبي الامل وتهديداته التلميحية لاسرائيل شددت مواقف الفلسطينيين أكثر فأكثر. لكن كلما اقترب أجل انتخابات مجلس النواب أدرك اوباما ان الاستخفاف بالقوة اليهودية الامريكية كان خطأ. لانها كانت الداعمة الرئيسة له بالمال في الانتخابات ولانها قد تكون قوة تساعد على السلام، اذا اصبح اوباما اكثر توازنا في موقفه من اسرائيل.

إن حقيقة ان بيبي نجح في إجازة قرار على تجميد البناء عشرة أشهر وحافظ عليه بحرص، تبرهن على انه يدرك انه لن تكون له عودة ثالثة. العودة الى قمة في واشنطن في الثاني من أيلول بحضور مبارك وعبدالله ملك الاردن أنضجها جورج ميتشل على أنها بداية جديدة يفترض أن تفضي الى نهاية جيدة في غضون سنة، مع تنازلات من الطرفين. كيف اقتبس من كلام ميتشل بعد زياراته المخيبة للأمال للمنطقة؟ "كان لنا في ايرلندا 700 يوم من التفاوض البائس ويوم واحد فقط من الفرح – يوم التوقيع على الاتفاق".

ما يزال هذا اليوم السعيد بعيدا عنا. لكن من المهم جدا أن يعزز بيبي علاقات الثقة بالادارة. أن يبدو أولا أنه يريد نجاح القمة، واذا وجدت حاجة فليطل تجميد البناء في المناطق. وأن يسلك ثانيا على نحو لا تستطيع معه الادارة ان تقول عنه إنه فجر القمة. سيسلك سلوكا حكيما اذا حافظ على خط مفتوح لتسوية مع سورية، خط يلبي جميع مصالح الادارة. او عند يوما القمة اعدادا جيدا ومن المؤسف أن الفلسطينيين بحسب تقليدهم بدأوا يهددون. يهدد أبو مازن وصائب عريقات ايضا بأن استمرار التجميد شرط لا يتجاوز. لماذا التهديد عندما يمكن التحادث؟

يلمح بيبي في حلقة مغلقة الى انه سيفاجىء والى انه سيكون مستعدا لبحث الموضوعات الجوهرية وتقاسم البلاد. حان وقت مواجهة المشكلات الحقيقية التي خبأها السادات وبيغن تحت البساط.