خبر نهج اوباما -يديعوت

الساعة 08:29 ص|24 أغسطس 2010

نهج اوباما -يديعوت

الاوراق تحت الطاولة

بقلم: أورلي ازولاي

واشنطن. اذا حاكمنا الامور حسب سيماء وجه هيلاري كلينتون، حين اعلنت عن تدشين المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، فانه يمكن بالتأكيد ان نتوقع قمة فاترة في واشنطن. أي من الضيوف الذين سيجلسون حول طاولة الرئيس اوباما في 1 ايلول لن يجلب معه بشرى جديدة، هبة ريح، او بارقة حماسة. وأحد لن يمد يدا حقيقية للسلام بل مجرد قبضة مشدودة فتحت للحظة، بسبب الظروف وتحت الضغط. في الشرق الاوسط لا يسمعون عن رفيق أجنحة التاريخ، ولا في واشنطن ايضا. وعليه، فمن المتوقع للقمة أن تكون اجتماع مجرورين وليس زعماء شجعان.

نتنياهو يعرف جيدا بانه لم ينتصر رغم أن واشنطن أخذت بموقفه ودعت الى البدء بمحادثات مباشرة دون شروط مسبقة. في اللحظة التي وافق فيها على البحث في كل المواضيع الجوهرية – مكانة القدس، ترسيم الحدود ومشكلة اللاجئين – لا معنى لعبارة "شروط مسبقة". فهذه ستطرح على الطاولة بنفسها منذ لقاء العمل الاول بين الطرفين. مع شروط مسبقة او بدونها، سيتعين على نتنياهو أن يقرر اذا كان مستعدا ان يقسم القدس وان يخلي ما لا يقل عن خمسين الف مستوطن. هذه كل القصة.

ابو مازن يوجد بالضبط في ذات الوضع، ولكن معاكس: شرطه لطرح شروط مسبقة لم يؤخذ به. ومع ذلك، فهو يعرف جيدا بان اوباما لم يدعوه الى الوليمة كي يتحدث عن الخضار الطبيعية التي تزرعها ميتشل قرب الساحة الخلفية. هو ونتنياهو يعرفان لماذا يأتيان وما هو المطلوب منها، وكلاهما يعرفان بان ايا منهما غير قادر على توفير البضاعة. ولكن عندما يسأل اوباما من سيأتي الى وليمة المساء – لا يرفضون.

في الـ 32 سنة الاخيرة لم توفر واشنطن ومحيطها للشرق الاوسط بدايات جديدة وواعدة. بيل كلينتون أغلق على نفسه مع ايهود باراك وياسر عرفات في كامب ديفيد وخرج من هناك غاضبا حتى أن نصف أمانيه لم تكن في يديه. وفي بلدة شيبردستاون، على مسافة ساعتي سفر من واشنطن، رتب كلينتون كل الظروف كي يتمكن باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع ترتيب اتفاق سلام. في احتفال اشعال شموع السبت دعا باراك رجال مكتبه الى امسية انشاد. من كل الاناشيد التي في العالم قرروا انشاد "مُلك حرمون (جبل الشيخ)". الوفد السوري انصت بذهول، احد رجاله ترجم الكلمات وبعد يومين حزم السوريون حقائبهم. لا بد أنه كانت هناك اسباب اخرى، ولكن الوضعية تركت أثرها في ذكريات كل المشاركين.

محاولات مادلين اولبرايت هي الاخرى في تحقيق تسوية في واي بلانتيشن بين نتنياهو وعرفات لم تفلح. الاتفاق الذي وقع عليه رابين وعرفات في الساحة الخلفية للبيت الابيض، برعاية كلينتون، تحقق دون مساعدة الولايات المتحدة او علمها حتى المرحلة الاخيرة. وفقط بعد ان تحققت الاتفاقات في اوسلو منحوا واشنطن شرف الاستضافة.

بوش هو الاخر لم ينجح في أن ينتج في انابوليس اكثر من احتفال عديم المعنى، لا تواصل له. عمليا، منذ حقق الرئيس كارتر اتفاق سلام بين بيغن والسادات، فان واشنطن تحث فقط، تشجع فقط، تصفق واحيانا توبخ فقط، ولكن لا تدس يديها حقا في وحل الشرق الاوسط ولا تضرب رؤوس الخصوم الواحد بالاخر الى أن يجدوا الحل.

اوباما تردد قيل أن يوافق على استضافة القمة في بيته. فلم يرغب في أن تلتقط له الصور مع فشل. ولكن من اللحظة التي قرر فيها ملء صحون ضيوفه بملذات طباخ البيت الابيض، فان لديه سبيلا واحدا فقط لقلب الجرة على فمها: وضع خطته للسلام على الطاولة، والشروع في الضغط في كل الاتجاهات.

هو بالتأكيد يستطيع، السؤال هو اذا كان حقا يريد.