خبر زمن التسديد -هآرتس

الساعة 11:11 ص|23 أغسطس 2010

زمن التسديد -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو راض: الادارة الامريكية والجامعة العربية اخذتا بموقفه، ودفعتا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى استئناف المحادثات المباشرة مع اسرائيل "دون شروط مسبقة". وفي الاسبوع القادم سيحل نتنياهو وعباس ضيفين على واشنطن، وسيدشنان استئناف المفاوضات العالقة على التسوية الدائمة وتحقيق "حل الدولتين".

        نتنياهو حقق ما اراد، ولكن الان حان وقت تسديد وعوده. الان سيتبين، اذا كان دفع نحو خطوة عابثة ترمي الى كسب الوقت وتهدئة الانتقاد الدولي على افعال اسرائيل في المناطق أم انه مستعد لحل وسط، في نهايته تقام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. تصريح نتنياهو امس في جلسة الحكومة، والذي اعرب فيه عن شكه في وجود "شريك حقيقي في الجانب الفلسطيني"، اظهر بان نتنياهو يعد لنفسه طريق هروب من التهمة بفشل المحادثات، حتى قبل أن تبدأ.

        "الرباعية" الدولية اعلنت بانه يمكن انهاء المفاوضات في غضون سنة من بدئها. ولكن الاختبار الاول لنتنياهو سيكون قبل ذلك بكثير، في الشهر القادم، حين يصل تجميد البناء في الضفة الغربية الى منتهاه. فاليمين يضغط على رئيس الوزراء لان يستأنف بكامل الزخم توسيع الاستيطان، ونتنياهو يحافظ على الغموض: قريبا سيضطر الى تبديده وان يحسم.

        الحسم اللازم واضح: التجميد يجب أن يستمر في فترة المفاوضات. البناء الجديد خلف الخط الاخضر سيكون استفزازا اسرائيليا سيخرب على المحادثات ويؤدي الى انهيارها. الذريعة غير المقنعة في أن الحكومات السابقة ايضا وسعت الاستيطان في الوقت الذي كانت تتحدث فيه عن السلام مع الفلسطينيين، تعرض صورة شوهاء للواقع: استمرار الاستيطان بالتوازي مع المفاوضات قوض مصداقية اسرائيل وشجع الفلسطينيين على رفض عروضها.

التعليل الذي طرحه نتنياهو للتجميد – في أنه يخدم المصالح الوطنية لاسرائيل، بتجسيده رغبتها في السلام – لا يزال على حاله، بل ويزداد قوة. اذا كان وقف البناء مطلوبا من اجل الوصول الى المحادثات فلا بد أنه واجب في اللحظة التي تجرى فيها هذه المحادثات. اذا كان نتنياهو يرغب في ان يصدق الناس تصريحاته السلمية فينبغي لها أن تظهر ايضا في افعاله على الارض.