خبر ليس مسايرا- يديعوت

الساعة 11:10 ص|23 أغسطس 2010

ليس مسايرا- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

عندما كان أمنون شاحك رئيسا للاركان سألته ذات مرة لماذا سيماء وجهه مكفهر بهذا القدر. فأجاب: "هذا يتعلق الى اين اسافر صباحا من بيتي. عندما اسافر يمينا، الى الحكومة في القدس، فان بوسعي أن اكون مكفهرا جدا. عندما اسافر يسارا، الى هيئة الاركان في تل أبيب، يمكنني أن أكون فرحا جدا".

يوآف غالنت اجتاز حتى اليوم خبرة معاكسة. الحكومة في القدس انارت له الوجه: سنواته الثلاث كسكرتير عسكري لارئيل شارون صنعت له الخير فقط. في هيئة الاركان، بالمقابل، تعاطوا معه دوما باشتباه. في الجيش الكثير من الصدقات فيه تجر نفسها من دورة قادة الحظائر، غالنت لم يكن ينتمي لاي واحد من المعسكرات. فهو لم يأتِ من غولاني، المظليين، سييرت متكال او فرق طيران سلاح الجو. غالنت جاء من البحر.

قضية الوثيقة، التي كلما مر الوقت تبدو صبيانية واكثر غباءا، بنية مبيتة واكثر قذارة، شددت فقط الاغتراب بينه وبين قسم كبير من الضباط الذين سيكونون قريبا من مرؤوسيه. هم لن يجدون صعوبة في الانصياع للانضباط: ففي هذا الشأن توجد تقاليد طيبة في الجيش الاسرائيلي، تعود جذورها الى عهد بن غوريون. الصعوبة ستكون من نصيبه. غالنت هو رجل شكاك بطبيعته. ما حاولوا فعله له في الاسابيع الاخيرة يمكنه فقط أن يشدد شكوكه.

هذا لا يعني، بالطبع، بان الضباط الذين كانوا مشاركين في حملة الكذب ضد غالنت، حتى وان كانوا قاموا بافعالهم بنية طيبة، يمكنهم ان يحظوا بالترفيع. حالة مساعد رئيس الاركان العقيد ايرز فاينر يمكن ان تكون نموذجا. فاينر كان مشاركا في تسريب الوثيقة المزيفة الى وسائل الاعلام. وافترض أنه قام بفعلته على افتراض أن الوثيقة حقيقية. ولكن على فعل كهذا ضباط اكبر منه صرفوا من الجيش الاسرائيلي. من غير المعقول تعيينه ضابط تعليم (!) رئيس.

رئيس الاركان يمكنه ان ينجح ايضا حتى عندما تكون شخصيته هي شخصية الذئب المنفرد. موشيه ديان كان هكذا، وفترة ولايته كانت من أهم وانجح ما شهده الجيش الاسرائيلي. ولكن ادارة الجيش الاسرائيلي اليوم اكثر تعقيدا بكثير مما كانت في الخمسينيات، وتعلق رئيس الاركان بمرؤوسيه اكبر. غالنت سيتعين عليه ان يستثمر فيهم.

لقد تعلم الكثير في سنواته الثلاث في مكتب شارون. جزء مما تعلمه سيخدمه جيدا في منصبه الجديد: لعبة هات – خذ بين الجيش والساحة السياسية، التصدي للاضطرارات السياسية، صورة العالم الواسع. جزء مما تعلمه من المفضل أن ننساه: التهكم، السخرية، الاحتقار لكل من ليس منا، العيش الرغيد. ينبغي الامل في ألا يكون في السنوات الاربعة القريبة القادمة سبب لنشر اسم غالنت في صفحات الاجتماعيات، الى جانب اصحاب الملايين، الفقاهيين والمشهورين.  في قرار باراك، المسارعة في اعلان اختياره غالنت، يوجد عقل. باراك تصرف مثل أب يوجد لابنه حرارة عالية. فهو يدخله دفعة واحدة الى حوض من المياه الباردة. الولد يرتعش، ولكن الحرارة تهبط.

المشكلة هي أن التحقيق لا يزال في ذروته. ونحن لا نزال لا نعرف بيقين من صاغ الوثيقة ولماذا. حتى الان تقدم التحقيق بوتيرة جيدة. ولن تحصل أي مصيبة لو أن القرار بالتعيين اتخذ في الحكومة بعد أن اتضحت هذه النقطة، ولا تكون تحوم فوق رأس رئيس الاركان الجديد أي سحابة.

عندما سينتهي التحقيق لعلنا نفهم أكثر ما حصل في الاسابيع الاخيرة لغابي اشكنازي. لا ريب أنه شخصية مأساوية. فقد جاء من الحياة المدنية، عمل بكد، وبنجاح لا بأس به على اعادة بناء الجيش بعد حرب 2006، ومع نهاية ولايته علق في صراع عديم المبرر وعديم الامل لتمديد ولايته. اشكنازي عرف كيف يدير الكثير من الامور: أما هذا الصراع فلم يعرف كيف يديره. في نهاية المطاف الافعال قام بها آخرون، من الساعين الى مصلحته، الاغبياء واحدا واحدا، والنتيجة كانت بائسة.

آمل أن نتذكر اشكنازي ليس بسبب هذا الحدث بل بسبب اعادة بناء الجيش الاسرائيلي. على مدى كل خدمته العسكرية سار برأس مرتفع. وهكذا ينبغي أن ينهيها.