خبر جدل بشأن زيارة نتنياهو لليونان

الساعة 08:47 م|21 أغسطس 2010

جدل بشأن زيارة نتنياهو لليونان

فلسطين اليوم- وكالات

تباينت آراء المراقبين اليونانيين حول الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أثينا في 16 من الشهر الجاري، ما بين مدين  ومشكك وبين معتبر أنها تأتي في إطار حاجة كل من الحكومتين لشركاء إستراتيجيين واقتصاديين ينقذون كلا منهما من أزماته.

 

ووفق عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني كوستاس باباذاكيس فإن الزيارة تأتي نتيجة سياسات تقاربية بين الحكومات اليونانية المتعاقبة

–الاشتراكية واليمينية- وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة.

 

وأشار إلى تقديم الحكومة اليونانية السابقة مساعدات لإسرائيل عن طريق ميناء آستاكوس أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، رابطا هذه المعاهدات باتفاقات في مجال الطاقة في شرق المتوسط على حساب أمن وسلامة الشعوب.

 

واعتبر باباذاكيس في حديث للجزيرة نت أن الشعب اليوناني سيدفع قريبا ثمن هذه المعاهدات، متوقعا أن يكون ذلك اشتراكا في حروب جديدة، كما يشترك الجيش اليوناني اليوم في الحرب في أفغانستان.

 

واستبعد دورا يونانيا في عملية السلام "حيث لم توفر إسرائيل الشروط الأدنى التي طلبها الفلسطينيون لتلك العملية" ومتهما "الحكومات اليونانية الأخيرة بلعب دور إمبريالي في الشرق الأوسط عن طريق سياسات المساواة بين الضحية والجلاد".

 

إنقاذ لعزلة

أما ثيوذوريس ذريتساس النائب عن حزب التجمع اليساري "سيريزا" فيعتبر أن الزيارة "إنقاذ لعزلة إسرائيل بعد جرائمها الأخيرة في غزة وأسطول الحرية".

 

وأضاف أن الوقت حان لتضع أوروبا شروطا واضحة لالتزام إسرائيل بالقوانين والشرعية الدولية، مشيرا إلى أن إسرائيل "طالما تتصرف كنظام عسكري فستبقى مصدرا للأخطار والحروب في المنطقة" مستغربا أن تقدم حكومة جورج باباندريو مجالا حيويا لها مع استمرارها في هذه السياسات التي تضر بعلاقات اليونان مع الشعوب العربية.

 

واعتبر ذريتساس في حديث للجزيرة نت أن ربط الخيارات السياسية اليونانية بتوتر العلاقات الإسرائيلية التركية قصر نظر سياسي خطير، غير مستبعد أن تعود تلك العلاقات إلى سابق عهدها في وقت قريب.

 

بدوره قال ألكسندر كوتسيس، وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة بانديون، للجزيرة نت "نتنياهو حقق أهدافا إستراتيجية لا اقتصادية" كما قيل في الإعلام من الزيارة، حيث أعلن باباندريو قبل أسابيع قليلة عن دعمه لقيام دولة فلسطينية والمشروع العربي للسلام الذي يفترض العودة إلى حدود 67، لذلك كان على إسرائيل أن تلاحق هذا الموضوع، لعدم رغبتها في قيام دولة فلسطينية على حدود 67.

 

حليف جديد

أما الهدف الثاني لإسرائيل -يضيف كوتسيس- فهو إيجاد حليف جديد في المنطقة بعد خسارتها تركيا التي كانت تتيح مجالا حيويا لطائراتها، مذكرا بأن اليونان قطعت تدريبات عسكرية مشتركة مع إسرائيل إثر هجوم الأخيرة على قافلة الحرية، وهو ما يدفعها إلى البحث عن وسيلة لعدم تكرار هذا الانقطاع.

 

وعن فوائد الزيارة بالنسبة لأثينا، قال إن أولها هو تمكين اليونان من شراء أسلحة إسرائيلية، وهو ما لم تكن تستطيع القيام به من قبل بسبب انعدام الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، لكنه أكد أن هذه المسألة "تحتاج إلى فترة زمنية لإثباتها".

 

واستبعد أي دور لليونان في القضية الفلسطينية بسبب ما اعتبره انعدام وزنها السياسي بالمنطقة وكون الولايات المتحدة وإسرائيل من يحدد الأطراف التي ستتدخل في هذه المسألة، ثم خسارة اليونان جزءا من سياستها الخارجية بسبب عضويتها بالاتحاد الأوروبي، وعدم قدرة أثينا على الحلول مكان أنقرة كشريك إستراتيجي للولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

 

وبدوره اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيلوبونيسوس، سوتيريس روسوس، أن التقارب اليوناني الإسرائيلي هو تقارب دولتين تعانيان نواقص، حيث تبحث إسرائيل عن حلفاء إستراتيجيين، بينما تبحث اليونان عن استثمارات تطمع أن يؤمنها اللوبي الإسرائيلي الأميركي، مشيرا إلى أن اتصال باباندريو مع زعماء عرب قبل الزيارة هو عملية طمأنة أن العلاقات اليونانية العربية لن تتأثر بالزيارة.

 

واعتبر روسوس أن اليونان يجب أن تستمر في دعمها القوانين الدولية بالشرق الأوسط، لاحتياجها لها في العلاقات اليونانية التركية والقضية القبرصية، مختتما أنه لا يمكن لليونان أن تلجأ لتلك القوانين أحيانا ثم تتركها أحيانا أخرى.