خبر الباحث الايراني محمد صادق الحسيني: افتتاح محطة « بوشهر »

الساعة 12:32 م|21 أغسطس 2010

الباحث الايراني محمد صادق الحسيني: افتتاح محطة "بوشهر"

النووية صفعة قوية للقوى الغربية عبد الناصر فقيه

فلسطين اليوم- وكالات

بدأ تشغيل مفاعل "بوشهر" النووي الإيراني السبت في ظل توقيع إيران وروسيا على بروتوكول التشغيل. وقالت طهران وموسكو إن العمل بدأ لتزويد مفاعل "بوشهر" بالوقود النووي في إطار عملية قد تستغرق عدة أيام تمهيدا لوضع المفاعل المخصص لإنتاج الطاقة الكهربائية قيد الخدمة الفعلية بعد شهرين.

 

الباحث والخبير في الشؤون الإيرانية محمد صادق الحسيني اعتبر أن افتتاح محطة "بوشهر" النووية "يشكل صفعة قوية للقوى الغربية"، وفي حديث خاص لـ"الانتقاد"، أكد الحسيني أن ما أوصل الجمهورية الإسلامية إلى هذه المرتبة هو الحنكة السياسية والدبلوماسية، الثبات على المبادئ الأساسية، وعدم التخبط في الإستراتيجيات المرسومة".

 

وأوضح الخبير محمد صادق الحسيني أن "الحنكة السياسية الإيرانية تجلّت في إدارة المفاوضات مع 6 دول كبرى في وقت واحد، وما كانت تبني عليه الولايات المتحدة والقوى الغربية من ربط إيران بملف الانتشار النووي فشل نتيجة مهارة المفاوض الإيراني وقدرته على كسر الإجماع الدولي ضد الجمهورية الإسلامية في العديد من المواقف".

 

ويرى الخبير محمد صادق الحسيني أن الإيرانيين "لم يبدوا تخبطاً في إستراتيجيتهم الهادفة للوصول إلى امتلاك الطاقة النووية، وعلى الرغم من المماطلة الروسية، فانها لم تستطع أن تعطل المسار الإستراتيجي الموجود في إيران"، ويضيف الحسيني أن "ما عزز ذلك هو الصبر على المبادئ الأساسية وهو الموقف الذي أفرز إذعان الدول الغربية الكامل بالدور الإيراني وإن كانت مجبرة ومكرهة على ذلك".

 

وشدد الخبير محمد صادق الحسيني على أن "المجتمع الدولي لم يعد يستطيع أن يربط بين الانتشار النووي المشبوه وبين طهران، وكل الذرائع السابقة سقطت مع انطلاق عمل محطة بوشهر النووية "، وكشف الحسيني أن "الأمر الأكثر أهمية منذ ذلك هو البعد الاستراتيجي لهذه الخطوة"، وأوضح قائلاً "إنها تجارة القرن العشرين فبيع الوقود النووي كطاقة بديلة يدر المليارات، لأنها طاقة رخيصة وسيمة وهي تعد من أنظف أنواع الطاقة".

 

ويورد الخبير محمد صادق الحسيني أمثلة على هذه التجارة المربحة التي "حاولت الولايات المتحدة أن تحتكرها، حيث أنها من الممكن أن تدر عليها يومياً 5 تريليونات دولار، وواشنطن تستطيع بالعديد من الطرق التحكم بهذه السوق كما هيمنت لعقود على صناعة النفط"، ليخلص إلى أن "طهران كسرت هذا الاحتكار وتستطيع أن تكسب كل هذه التريليونات وهي سابقة في تاريخ الدول الصاعدة".

 

وكشف الخبير محمد صادق الحسيني أن "إيران غير ملزمة بأخذ الوقود من موسكو دائماً، وعمر محطة بوشهر الافتراضي هو 60 عاماً، والعقد الروسي لمدة خمس سنوات فقط"، وبالتالي فإن إيران ستقوم بإرسال اليورانيوم الذي تنتجه في منشأة "ناتنز" إلى محطة "بوشهر" لتلبية الاحتياجات الوطنية".

 

وأشار الخبير محمد صادق الحسيني إلى ان الخطوة الإيرانية كانت أشبه بتأميم الطاقة النووية قبل أن يتحكم بها الغرب، وهو نموذج يحتذى لكل الدول بأن توطّن التكنولوجيا النووية لمنع تحكّم الدول الكبرى بمصائر الدول الناشئة".

 

وحول الموانع الحقيقية التي حالت دون القدرة الأميركية والصهيونية على ضرب المفاعل كما كان يهدد الطرفان، أكد الخبير محمد صادق الحسيني إن لذلك عدة أسباب أولاها الجاهزية الإيرانية، حيث أن طهران أفهمت الجميع أن الرد يعني نهاية "إسرائيل" وزوالها من الوجود وليس مجر رد محدود".

 

ويضيف الخبير محمد صادق الحسيني قائلا انه " لضرب مفاعل بوشهر انعكاسات سلبية على الصعيد الدولي كونه سيشكل فتح معركة مع الروس كون المنشأة تعد من المصالح الروسية"، ويكمل الحسيني بأن "ضرب مفاعل بوشهر سيجلب الإشعاعات على كل المنطقة المحيطة بإيران مما سيدمر الجميع بما فيها القواعد الأميركية في الخليج والمناطق الأخرى القريبة.