خبر ارتفاع أسعار الحصمة بنسبة 100% بغزة والسبب ؟

الساعة 07:05 ص|21 أغسطس 2010

ارتفاع أسعار الحصمة بنسبة 100% بغزة والسبب ؟

فلسطين اليوم-وكالات

لم يحتمل الكثير من المواطنين الذين أقبلوا على البناء مؤخراً الارتفاع المفاجئ في أسعار الحصمة المستخرجة من باطن الأرض ومن تحت الشوارع والمستوطنات السابقة.

وأدى منع الحكومة بغزة العمال من التنقيب عن الحصمة، مؤخراً إلى ارتفاع أسعار الحصمة بنسبة 100% وأكثر حيث بلغ سعر طن الحصمة الواحد 330 شيكلاً بعد أن انخفض إلى نحو 140 شيكلاً خلال الأشهر الأخيرة.

وأصبح معروض الحصمة في السوق شحيحاً جداً وخصوصاً في محافظتي غزة والشمال وأصبحت الأنظار تتجه إلى مطار غزة الدولي الذي يعتبر منجم الحصمة الوحيد المتبقي.

المواطن محمد حمادة قرر التراجع عن قرار بناء منزل من طابقين إلى حين اتضاح الصورة بشأن الحصمة، مؤكدا أنه أتم كل الإجراءات الهندسية والتخطيطية اللازمة للبدء ببناء المنزل.

وأبدى تذمرا شديدا من ارتفاع أسعار الحصمة بشكل مفاجئ، معربا عن مخاوفه من استمرار ارتفاع الأسعار إلى زمن غير محدود ما يؤدي إلى مضاعفة معاناته الناتجة عن أزمة السكن المتفاقمة منذ ثلاث سنوات.

وقال حمادة إن انخفاض أسعار الاسمنت والحديد والحصمة مؤخرا شجعه على البدء في البناء لكنه قرر وقف كل شيء بعد القفزة الكبيرة في أسعار الحصمة والتي ستزيد قيمة البناء بأكثر من 20% عما كان يخطط له وهو ما يحمله المزيد من الأعباء.

ويتمنى حمادة أن يتم حل هذه القضية في القريب العاجل حتى يتمكن من استئناف عملية البناء.

وعبر أحد مقاولي البناء الذي يعمل في مشروع لإعادة استصلاح وتأهيل مبان مدمرة من الحرب عن مخاوفه من تعرضه لخسائر كبيرة إذا ما استمر ارتفاع أسعار الحصمة سيما وأنه وضع سعرا في المناقصة أقل بكثير من سعر الحصمة الحالي.

وقال إنه بدأ مع عدد من مهندسي شركته بالعمل على حل المشكلة من خلال فحص الحصمة المهربة عبر الأنفاق لإمكانية الاستعانة بها.

وكانت حكومة غزة منعت مئات العمال من التنقيب عن الحصمة في محافظة شمال قطاع غزة الأسبوع الماضي بعد أن اكتشفت قيام قوات الاحتلال بتجنيد عدد من هؤلاء العمال واستقاء معلومات منهم إضافة إلى نفاد الحصمة من المنطقة وقيام عمال بالتنقيب تحت شوارع الأحياء السكنية، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية المقالة.

أما المواطن محمود دقة فقد أوقف "صبة" سقف منزله بعد ارتفاع سعر الحصمة لحين انخفاض أسعارها مرة أخرى، مبينا أن إمكاناته لا تسمح له بشراء الحصمة بهذا السعر.

وقال دقة إنه يبحث في كل مكان عن حصمة بسعر أقل لكنه فشل في ذلك وفي المقابل رفض استخدام الحصمة المهربة عن طريق الأنفاق لرداءتها ووجود طبقة من الطين عليها رغم انخفاض أسعارها.

العامل عادل الذي يسكن محافظة شمال قطاع غزة اتجه إلى العمل في التنقيب في مطار غزة الذي يبعد عن منطقة سكناه نحو 40 كيلومتراً، مؤكداً أن وضعه المادي لا يسمح له بالجلوس في المنزل دون عمل بسبب الالتزامات المنزلية الكبيرة إضافة إلى ارتفاع أسعار الحصمة.

وقال إن ارتفاع أسعار الحصمة شجعه على العمل في كل مكان في هذا المجال نظرا للمردود المادي الجيد لهذه المهنة الشاقة والصعبة.

ولحق بعادل العديد من نظرائه العمال الذين كانوا يعملون في منطقة المستوطنات البائدة في شمال غزة حيث يستأجر هؤلاء سيارة نقل تقوم بنقل ما سيخرجون وتوزيعه على الزبائن.

أما العامل مهنا رشيد فيبين أن أكثر مبيعاتهم من الحصمة الآن تتركز على المقاولين الذين يعملون في مشاريع ومناقصات ويضطرون إلى إنجازها في وقتها، مضيفا أن الطلب من قبل المواطنين العاديين انخفض بشكل كبير بعد غلاء الأسعار.

وبرغم إدخال كميات من الحصمة عن طريق الأنفاق إلا أن الطلب عليها ضعيف بسبب رداءة نوعيتها، كما يقول رشيد الذي يعمل في شراء الحصمة من المطار وتسويقها في غزة والشمال.