خبر أجواء غزة الرمضانية تتأثر بموجة الحر وارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي

الساعة 11:03 م|20 أغسطس 2010

أجواء غزة الرمضانية تتأثر بموجة الحر وارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي

فلسطين اليوم- وكالات

 أفقدت الأحوال المعيشية والجوية السيئة والارتفاع الكبير في الأسعار في قطاع غزة الساحلي المحاصر السكان الشعور ببهجة قدوم شهر رمضان، رغم دخول الشهر الفضيل في الثلث الثاني، فلا تزال حركة الإقبال على الأسواق أدنى من معدلاتها بكثير عن كل عام.

ففي ساعات الذروة والتي تبدأ بعد صلاة العصر وحتى قبل رفع اذان المغرب بنحو نصف ساعة لم يعد يلاحظ الاكتظاظ السابق في الأسواق الشعبية المنتشرة في مدن ومخيمات القطاع من شماله لجنوبه.

وفي سوق 'الزاوية' أشهر أسواق القطاع الشعبية يقول شاب يملك محلا تتكدس فيه كميات كبيرة من الأجبان واللحوم الباردة والمربى أن بيعه في الأيام التي سبقت رمضان يعادل ما يبيعه في هذه الأيام، ويضع يديه بحسرة على بضاعته التي زاد من كمياتها مع بداية الشهر ويضيف 'كنا نأمل أن نحقق كسبا أفضل'، لافتاً إلى أن حركة السوق تشهد أحياناً حركة سير لا حركة شراء، قاصدا مرور الناس بلا شراء.

وهنا في غزة يرجع السكان ظاهرة انحسار حركة البيع والشراء إلى عدة أسباب أولها ارتفاع أسعار الكثير من بضائع الشهر الفضيل، مثل الأجبان والخضار، وحتى حلويات رمضان الشعبية 'القطايف' والتي يحرص الغزيون على صنعها وأكلها بعد الإفطار.

ففي هذا الموسم الرمضاني ارتفع ثمن الكيلو الواحد من عجينة 'القطايف' ليصل إلى ثمانية شواكل (نحو دولارين أمريكيين)، بدلاً من أربعة شواكل أي بنحو دولار واحد، ويحتاج الكيلو الواحد من هذا الصنف إلى ضعف ثمنه لشراء المكسرات أو الأجبان الخاصة لحشوه وتجهيزه للأكل، وهو ما يفوق قدرة الأسرة متوسطة الدخل.

وحال 'القطايف' كما يقول الغزيون هو حال الخضار والفواكه التي شهدت أسعارها ارتفاعا فاق ارتفاع معدلات درجات الحرارة التي لم يشهد لها مثيل من قبل، رغم حالة الفقر والبطالة المرتفعتين بين السكان.

الجزء الكبير من السكان يرجعون بقاءهم في بيوتهم وعدم النزول في نهار رمضان إلا اضطرارا للأسواق لـ'الأحوال الجوية'، فقد فاقت درجات الحرارة المرتفعة معدلاتها عن كل عام بارتفاع سجل نحو 10 درجات مئوية، خاصة في ظل انقطاع يمومي للتيار الكهربائي يصل إلى عشر ساعات يومياً، موزعة على الليل والنهار.

وعادة ما يصاحب ارتفاع الحرارة ارتفاع كبير في نسبة الرطوبة لوقوع القطاع على ساحل البحر المتوسط، مما يزيد من حجم المأساة.

وهنا يرى السكان أن شهر رمضان في هذه الأوقات مخصص لتناول المشروبات الباردة بعد الإفطار بكميات أكبر من كميات الطعام، بسبب فقدان كمية كبيرة من السوائل بسبب العرق من شدة الحرارة.

ويقبل الغالبية ممن يتواجدون في الأسواق على شراء مشروب عصير 'الخروب' أو عصير 'التمر هندي'، وهما من المشروبات الشعبية التي تقدم على موائد الفقراء والأغنياء على حد سواء.

وفي غزة المحاصرة يوافق غالبية السكان رأي الحاجة أم سعيد وهي في السبعينيات من العمر وتعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم، حين تقول انه بالإمكان السكوت عن كل شيء من ارتفاع أسعار أو حرارة، إلا السكوت عن انقطاع التيار الكهربائي، الذي بحسب ما تقول يحول منزل عائلتها إلى قطعة من فرن بلدي يعمل بالحطب.

وتلقف الغزيون قبل أيام الأخبار التي تتحدث عن قرب انتهاء الأزمة بزيادة نسبة الوقود الموردة لشركة الكهرباء بسرور، وينتظرون مباشرة العمل في الاتفاق الجديد، الذي من شانه أن يقلص ساعات فصل التيار.

وبسبب ارتفاع الحرارة وقدوم شهر رمضان فقد لاقت مكيفات الهواء رواجاً كبيراً، حيث لجأت أعداد كبيرة من الأسر الغزية لشرائها بكميات فاقت المعتاد بحسب أصحاب محال الأجهزة الكهربية لتلطيف الأجواء الحارقة، وبالعادة تفرض هذه الأجهزة 'إقامة جبرية' على السكان وتحول دون اتصالهم بالعالم الخارجي في ساعات الصيام إلا للضرورة.