خبر عودة الأبناء الى حدودهم..هآرتس

الساعة 11:30 ص|20 أغسطس 2010

بقلم: جلعاد شار

يقتضي استمرار وجود اسرائيل على أنها دولة يهودية وديمقراطية، الانفصال عن الفلسطينيين. ولضمان ذلك ستكون حاجة الى اخلاء المستوطنات في عمق المناطق، وسيحدث هذا. سيحدث لان اكثر الجمهور يريد العيش في دولة حدودها واضحة آمنة، فيها أكثرية يهودية، ديمقراطية وأخلاقية وتحترم الأقليات فيها وتراهم مواطنين متساويين في الحقوق. على اثر تسوية سياسية عندما تأتي، سيجب على جزء من المستوطنين ان يجدوا مسكنهم في دولة اسرائيل.

        لا يحل ترك الساحة للمتطرفين وتمكينهم من تقرير مستقبلنا. فالجمهور يريد دولة طبيعية متنورة حرة وانسانية. لكننا لا يمكن ان نحافظ على صبغة ديمقراطية ما دمنا نسيطر على ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال. من المهم ان تكون للفلسطينيين دولة في حدود واضحة متفق عليها، لكن هذا مصلحة اسرائيلية بارزة ايضا. وبغير ما صلة باختلاف الآراء بين اليسار واليمين، يجب ان تكون دولة لليهود، تحافظ على الصهيونية وعلى قيمها، فاما ان يوجد حل الدولتين للشعبين واما ألا تكون الدولة ذات صلة عند أكثر الاسرائيليين من أي جانب.

        يريد أكثر الجمهور في اسرائيل انهاء الصراع مع الفلسطينيين. وتشتمل هذه الاكثرية على غير قليل من أناس المركز واليمين والمعتدل. ويوجد بين المستوطنين من يتمنون الحسم إما الى هنا وإما الى هناك. وهم يرتقبون حسما شرعيا معللا يؤيده اكثر الشعب.

        في اليوم الذي سيستدعى فيه المستوطنون في يهودا والسامرة للعودة الى حدود دولة اسرائيل، سيكون من المتأخر جدا التخطيط لعودتهم كما ينبغي. لهذا يجب على الحكومة ان تبكر باعداد خطة وطنية شاملة، تأخذ في حسابها دروس الانفصال في 2005 وحاجات الدولة مثل: تعزيز النقب والجليل، والاستيطان الأخضر، والعمل. يجب تنفيذ الاخلاء على نحو يحافظ على كرامة المستوطنين ويضائل المس الشديد بحقوقهم. سيتم احراز شرعية هذا الاجراء في انتخابات عامة او باستفتاء للشعب يعرض سؤالا واحد فقط – هل تؤيد دولة يهودية ديمقراطية ام دولة فلسطينية – اسرائيلية. يجب الاستعداد لسن قوانين ملائمة تشتمل على قانون اخلاء – تعويض، يعطي المجلين سلة استيعاب عادلة.

        ويجب التحادث على عكس الماضي. يجب اشراك الشعب في المسيرة لا في نتائجها فقط. وتجب محادثة المستوطنين في مستقبلهم بجدية واستقامة لا اخراجهم عن القبيلة. فاذا استثنينا بضع مئات من مخالفي القانون والعنصريين المتطرفين، فان هؤلاء الاشخاص يرون انفسهم مبعوثين للصهيونية وروادا.

        سيكون على الجمهور كله معهم بناء الاسرائيلية من جديد في حدود آمنة معترف بها. رفع أناس الصهيونية المتدينة – القومية مدة 40 سنة علما واحدا هو استيطان يهودا والسامرة وغزة. سيضطرون آخر الأمر الى أن يجدوا أهداف تحقيق أخرى. يمكن اشتقاق الحلول العملية من خطة "اسرائيل 2020"، التي أجيزت في الحكومة لحينها. التزمت الدولة في الخطة اقتراح حلول استيطانية على نحو بثلاثة ملايين شخص يفترض ان يزادوا على السكان حتى ذلك الحين.

        برغم جميع الصعاب، ما زال يمكن حل الصراع بيننا وبين الفلسطينيين فينبغي الاجتهاد والعمل في احراز تسوية. المخطط العام للتسوية السياسية معروف للجميع منذ عشر سنين أو أكثر، منذ اقترح رئيس الولايات المتحدة السابق بيل كلينتون خطته لدولتين للشعبين.

        ينبغي ألا يقولوا للجمهور انه لا يوجد شريك، وان هذا ليس الوقت الملائم، وان الزعامة الحالية غير مؤهلة لهذا. يوجد شريك حتى لو كان يعاني مشكلات صعبة تخصه. وينبغي ألا يخوفوا الجمهور بتهديدات أمنية. فالوضع اليوم أخطر على الأمن القومي. ستكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ولن يسمح لها بأن تملك جيشا او تعقد أحلافا، وسيكون مجالها الجوي تحت سيطرة اسرائيل، وستساعد قوات دولية على الحفاظ على الهدوء. ينبغي ان نؤمل أن تتمتع اسرائيل حتى ذلك الحين بنظام دفاعي متعدد الطبقات يمنع اصابتها بسلاح مائل المسار من كل مدى.

        من الواضح انه في الطريق الى احراز تسويات سياسية توجد مشكلات اخرى. نقول للحكومة: بلغ المشروع الصهيوني مفرق طرق. لسنا نريد دولة ثنائية القومية واحدة لنا جميعا، نعيش فيها أقلية يهودية تدفن الصهيونية. لهذا ابدأوا تفاوضا مباشرا واستمروا عليه في مثابرة وتصميم. وفي الوقت نفسه تحدثوا الينا. الى الشعب كله وفيه المستوطنون.