خبر عن إهمال القناة الشمالية..إسرائيل اليوم

الساعة 11:27 ص|20 أغسطس 2010

بقلم: يوسي بيلين

"يا يوسي، عليك أن تفهم بانه من ناحية الولايات المتحدة السلام الاسرائيلي – السوري هو الاولوية العليا. هذه خطوة استراتيجية ستغير وجه الشرق الاوسط وتساعد  مكانة الولايات المتحدة في المنطقة بعد حرب الخليج (الاولى). السلام مع الفلسطينيين ومع الاردنيين هام، ولكن ليس له معنى استراتيجي مثل السلام بينكم وبين السوريين".

هذه الكلمات قالها لي في صيف 1993 دنيس روس الذي كان المسؤول الامريكي عن مسيرة السلام في عهد الرئيس كلينتون. شرحت له باني ارى نفسي كمن يؤمن بتقدم مسيرة السلام مع كل جيراننا، ولا انتمي الى حزب مؤيد للفلسطينيين. في نظري كانت اهمية هائلة لمؤتمر مدريد، الذي تقرر فيه المبدأ الذي بموجبه يعتبر اجراء المحادثات المتوازية مع كل جيراننا هو الطريق السليم لمعالجة النزاع الاسرائيلي – العربي. لست واثقا بانه اقتنع وقد بذل كل جهد مستطاع لتفضيل القناة السورية، ولم يكن نجاحه بائسا: فقد نجح في اقناع رابين في أن يسلم امانة للامريكيين عن استعداده التخلي عن كل هضبة الجولان مقابل ترتيبات أمنية تستجيب لاحتياجات اسرائيل.

الاسد الاب، الذي شعر بالاهانة من حقيقة أن عرفات توصل الى اتفاق مع اسرائيل في اوسلو دون التشاور معه او اطلاعه على الاقل، اعلن بان من الان فصاعدا لم يعد ملزما بان ينتظر السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وشعر بنفسه حرا في ان يعمل بانفراد، في صالح المصلحة الوطنية السورية.

رؤساء وزراء اسرائيليون، الواحد تلو الاخر، مالوا الى التفكير بان السلام الاسرائيلي – السوري كفيل بان يكون اسهل على التحقق من سلام اسرائيلي – فلسطيني. وكان رابين مستعدا لان يأكل القبعة وان يهجر شعاره الانتخابي ("المجنون وحده سينزل من هضبة الجولان")، بيرس حاول الوصول الى اتفاق في مزرعة واي، في 1998 بعث نتنياهو برون لاودر الى الاسد الاب وبعد ذلك تنكر لاستعداده للتنازل عن الجولان، باراك وصل الى محادثات شيبردستاون مع وزير الخارجية السوري والرئيس كلينتون وذعر من الاستطلاعات التي اظهرت بان الجمهور الاسرائيلي يفضل الجولان على السلام. شارون لم يحاول شيئا،  واولمرت حاول العمل بالتوازي في المسار الفلسطيني والمسار السوري، وفشل. كلهم توصلوا الى الاستنتاج بان المحادثات مع الفلسطينيين عملية أكثر.

بشار الاسد يسير في طريق أبيه. منذ أن تسلم الرئاسة بالوراثة وهو يعرب عن الاستعداد للسلام مع اسرائيل بثمن النزول الكامل من الجولان. في هذه الاثناء يستضيف في دمشق قادة حماس، ينقل السلاح الى حزب الله ويعانق احمدي نجاد.

براك اوباما لا يحث القناة الاسرائيلية – السورية. ومع أنه يحاول اعادة تعيين سفير في دمشق، ورئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور كيري، يصل بين الحين والاخر للقاء الاسد، الا ان الرئيس الامريكي لا يضغط علينا لاستئناف المحادثات مع السوريين. ما بدا لامريكا الديمقراطية كمصلحة ذات اولوية عليا على نحو خاص قبل بضع سنوات، يبدو اليوم، لادارة مشابهة في تركيبتها الايديولوجية والانسانية، ذا اولوية أقل علوا.

هذا اهمال غير مفهوم لامكانية عملية لحل مشكلة مركزية في المنطقة. هذا هو الزمن لاعادة التجربة.