خبر ختامها رذيلة ..عبد الله الشاعر

الساعة 12:09 م|19 أغسطس 2010

ختامها رذيلة ..عبد الله الشاعر

حين تنسلخ السياسة عن الشعائر ويصير الصيام مجرد جوع وعطش، قد يُطفأ لهيبه في ضيافة الفراعنة، فذلك انهيار في المضمون، وفقدان لدلالة، وجهل في استحقاقات الشعائر والتواصل مع الله.

في الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل (تكرّم) الرئيس الأمريكي -يا قلعة فطور( مبارك)- على شرف مجموعة من الصائمين وذلك في رحاب البيت الأبيض، وقد لبّى الدعوة العديد من الجائعين وقد أسبغ عليهم (أوباما) من نعمه ومن عرق جبينه وجبين جنوده الذين يكدحون في العراق وأفغانستان..

ها أنا ذا الآن.. أتخيل وليمة (الضرار) هذه وقد افتتح (أوباما) الذي يخجل من أصوله الإسلامية -إن كان له أصل-  هذه المسرحية بالدعاء: اللهم لك صاموا وعلى موائد أعدائك أفطروا، ذهب الشرف وتيبّست عروق الحياء، وثبت الأجر في أرصدة البيت الأبيض.

تهافت الحاضرون كالذباب -على رسلكم فمن السنّة الأمريكية المتبعة البدء بكأس نبيذ ولحم خنزير- وكلوا بعدها ما شئتم فالمائدة ملأى بلحوم الأطفال العراقيين، وملأى بتمور بغداد والأهواز، وملأى كذلك بالأفيون الأفغاني الشهير..

وعلى أنغام نشيد الثورة المعاصرة، تمايل الحضور وقد غنت لهم (أم كلثوم): "هل رأى الحب سكارى.. سكارى مثلنا.."، وأعطتهم (نانسي عجرم) درساً في الطاعة فغنت لهم: "اللّي يسمع كلمة (أوباما) شو بنقلّوا.. شاطر شاطر..)

في هذا المشهد المفعم بالدونية والانحطاط، تبادل المضيفون السخرية والهمز واللمز، وقد ضم كل واحد منهم جنبيه على نفس حقيرة منحطة هالكة.. وفي سلوك طاغوتي أنانيّ رخيص وجبان، نظر المضيفون للمدعوين شزراً وبأعينٍ تصطنع الابتسامة، لكن العداوة والبغضاء تتجلى في أنيابهم وما تخفي ولائمهم أكبر..

ها هم يلبسون علينا ديننا.. يحولون صيامنا لمجرد عطش وجوع ينتهي بالتسول، والإفطار على المحرّمات، ولا غرابة.. إن كانت خاتمة هذا الاحتفال صلاة وابتهالا.. عسى الله أن يوقف رسل السلام من جنود الجيش الأمريكي في مساعيهم الخيرّة في أفغانستان والعراق.. وسيقنت الحاضرون في نهاية الصلاة مرددين نشيد (هتكفا)..

وللتذكير فقط -(هتكفا) هذا- يعني الأمل.. وهو اسم للنشيد الوطني "الإسرائيلي"!!..

(أوباما) الذي غدا له وجه من الصفيح فلا تحمرّ له وجنة، ولا يرتجف له جفن، وهو يردد ما شاء له "اللوبي الصهيوني" أن يقول، سيبارك.. وفي الختام استعداد المدعوين للبقاء فئراناً مخلصين في مختبرات الديمقراطية التي يديرها مع طاقم السفاحين من أمثاله.

الحفل لن ينتهي قبل أن يعترف المدعوون بالجميل، ويرددوا بلسان واحد:

قم (للأمريكي) وفه التبجيلا .... كاد (أوباما) أن يكون رسولا.