خبر « وطن ع وتر » جرأة على الدين وابتذال في معالجة قضايا المواطنين!!

الساعة 12:02 م|19 أغسطس 2010

"وطن ع وتر" جرأة على الدين وابتذال في معالجة قضايا المواطنين!!

فلسطين اليوم- عصام أبو ثائر

في العام الماضي شكل المسلسل الفلسطيني الكوميدي "وطن ع وتر" نقلة نوعية في العمل الدرامي والتلفزيوني الفلسطيني؛ لأنه جسد وانتقد الواقع الفلسطيني -خاصة حالة الانقسام والانفلات الأمني والعادات والتقاليد بصورة جريئة- وكان له قبولاً ومتابعة كبيرة في صفوف المشاهدين الفلسطينيين.

لكن هذا العام، يواجه المسلسل انتقادات لاذعة من المشاهدين والكتاب النقديين الفنيين -وحتى المسئولين-؛ لتعرضه لشخصيات فلسطينية بطرق هزلية، والمبالغة في طرح مواضيع اجتماعية غير واقعية، بالإضافة إلى الضعف في السيناريوهات المكتوبة والفن الكوميدي، الذي قد وصل إلى حد للمطالبة بوقف بثه.

"وطن ع وتر".. هذا العام -كما تحدثنا سابقا- واجه انتقادات من المشاهدين والسياسيين، وخلال استطلاع "الاستقلال"آراء المواطنين وجدنا أن هناك شبه إجماع على ضرورة إيقاف بثه؛ باعتباره مثيرا لنار الفرقة والاختلاف، مع وجود بعض الآراء التي ترى فيه مسلسلا "ناجحا وجريئا" في نقد الواقع الفلسطيني.

تباين الآراء

يقول المواطن سمير الطريفي (45 عاما) -من رام الله-: "لقد شاهدت معظم حلقات البرنامج حتى الآن، وأعتقد أنها خطوة مهمة وجريئة، خاصة أن البرنامج يعرض على شاشة التلفزيون الرسمي، وهو لا يستثني أحدا من النقد".

ويتفق الشاب فارس ياسين (18 عاما) مع الطريفي، في التأكيد على أنه مسلسل جريء ومفيد من ناحية رفع سقف الحريات بالتعبير، بيد أنه قال: "إن لـ"وطن ع وتر" سلبيات لتطرقه لأشخاص معينين وتهكم على الدين الإسلامي بطرق سخرية غير منطقية ولا أخلاقية، وأيضا مبالغة فوق المعقول بطرح مواضيع اجتماعية".

أما المواطن سامر خميس اتفق مع "ياسين" في السلبيات، فيقول: "إن المسلسل أظهر أن الشعب الفلسطيني في قمة "التخلف"، وعكس أسوأ صورة عن المجتمع الفلسطيني، كما أظهر نقاطا وخصالا سيئة من الممكن جداً أن لا تكون من سمات شعبنا".

وقف بث المسلسل

وواجه أيضا المسلسل انتقادات من الساسة والحكومة في قطاع غزة، وطالبت بمحاسبة المسئولين عن بث المسلسل, إثر إساءتهم للدين الإسلامي عبر الاستهزاء بالصلاة والعبادات, وبقادة المقاومة الفلسطينية.

واعتبرت الحكومة في بيان تلقت "الاستقلال" نسخة عنه, أن هذا البرنامج يهدف لضرب الوحدة الوطنية وتكريس الانقسام الفلسطيني, والتأكيد على رفض حركة فتح للمصالحة الفلسطينية، وخروجا عن كل الأخلاق والقيم والعادات الإسلامية الفلسطينية الأصيلة، واختراقا لقانون النشر والمطبوعات الفلسطيني.

الانتقاد الذي لقيه "وطن ع وتر" لم يقتصر على الحكومة في غزة التي تديرها حركة "حماس"، بل إن بعض قيادات الحكومة في رام الله وحركة فتح وجهت أيضا انتقاداتها، وقال -مفوض المنظمات الشعبية في الحركة وعضو لجنتها المركزية اللواء- توفيق الطيراوي: "أنا مع النقد وحرية التعبير، لكنني أعارض التعرض للأشخاص والشخصيات بالأسماء، كما أعارض المساس بالمقدسات أو التعرض للدين بأي شكل من الأشكال؛ لأن هذه الأمور محرمات ويرفضها شعبنا".

وأضاف: "كان يمكن توجيه الانتقادات دون ذكر الأسماء، فأنا مع انتقاد الفصائل والحركات -بما فيها حركة حماس- لكن أعارض ذكر إسماعيل هنية على سبيل المثال". أقوال الطيراوي تلك، جاءت خلال مأدبة إفطار للإعلاميين في رام الله قبل أيام.

مسخرة لا فن!

أما بخصوص موقف النقاد والكتاب من المسلسل، فقال الكاتب محمد أبو علان:" "إن “وطن على وتر” حاول استغلال الفن في نقد الواقع السياسي والاجتماعي الفلسطيني، لكن بوادر ما شاهدناه لا تشير لأي تطور في منطق وأسلوب فناني المسلسل عما كان عليه الأمر في رمضان الماضي".

وأوضح أبو علان: "الحلقتان الثانية والثالثة من المسلسل لم يرتقيا لمستوى الفن الناقد والمعبر، بل كانتا أقرب لـ"المسخرة" منها؛ لإمكانية اعتبارها فنا ناقدا لواقع سياسي أو ظاهرة اجتماعية ما في المجتمع الفلسطيني؛ لذا أنصح بوقف بث هذا المسلسل لما فيه من إساءة للمجتمع الفلسطيني".

تهريج وليس كوميديا

ورغم الكمّ الهائل من الانتقادات التي وجهها سعيد أبو معلا -الكاتب والناقد الفني- للمسلسل الكوميدي، إلا أنه يعارض أبو علان في المطالبة بوقف بثه. وقال: "إنه ليس من مؤيدي الذين يطلبون بوقف عرض المسلسل في ضوء ما يحمله من سخف وخفة وتهريج، بل دعا لاستمراره مع توجيه الانتقادات له".

"لكن المصيبة"، يضيف أبو معلا لـ"الاستقلال": "أن السيناريوهات المكتوبة لبعض الحلقات هي تهريج وليست بكوميديا راقية، مثلا: حلقة زيارة هيفاء لغزة التي تعرضت لشخص رئيس وزراء حكومة غزة، كانت فكرة رائعة يفترض بها أن تثمر حلقة كوميدية من العيار الثقيل في ضوء تناقض غزة وهيفاء، إلا أنها لم تقدم بالصورة المناسبة".

وأوضح أبو معلا: "الحلقة كانت مبتذلة ومليئة بالسخف والتهريج، ويبدو أن القائمين على المسلسل لا يحملون الوعي بقيمة الأفكار التي يطرحونها، وإلا لقدموا معالجات درامية – كوميدية أكثر وعيا، وأكثر قدرة على الإضحاك، وأكثر احتراما للمشاهدين".

نقلا عن: صحيفة "الاستقلال"