خبر النخالة: نحن نتحدث عن حرب مفتوحة والغلبة فيها للشعوب المتمسكة بحقوقها وتدافع عنها

الساعة 09:11 ص|19 أغسطس 2010

النخالة: نحن نتحدث عن حرب مفتوحة والغلبة فيها للشعوب المتمسكة بحقوقها وتدافع عنها

الخلاف بين حماس وفتح سياسي بامتياز.. أُضيفت إليه تعقيدات إدارية وتنظيمية

إذا استمرت المفاوضات بهذه الطريقة فستفرض "إسرائيل" في النهاية ما يناسبها

فلسطين اليوم- غزة

اعتبر 'زياد النخالة' -نائب الأمين العام لحركة 'الجهاد الإسلامي في فلسطين'- أن النظام العربي نفض يده من قضية فلسطين، ولم يعد له علاقة بها -خاصة بعد ما سمي بـ"مبادرة السلام العربية" التي قدمت تنازلاً تاريخياً عن فلسطين واعترفت بـ"إسرائيل"- مبيناً أن التفويض الذي تقدمه اللجنة العربية هو أقل بكثير من مفاعيل المبادرة ذاتها.

 

وقال النخالة في مقابلة خاصة مع صحيفة "الاستقلال": "للأسف، إن اللجنة تضع نفسها بذلك الموقف في وضع من يقول لمحمود عباس: "لك الحرية المطلقة فيما تقدمه من تنازلات"؛ وبذلك يكون طرفا المعادلة: محمود عباس، واللجنة العربية، كمن يحمّل كل طرف للآخر المسؤولية عما ستؤول إليه المفاوضات، وسنجد أنفسنا جميعاً أمام حلول لا علاقة لأحد بنتائجها". مشيراً إلى أن هذا القرار سيعفي عباس من المسؤولية ويحمّلها للعرب وكذلك سيفعل العرب أنفسهم، وستكون "إسرائيل" هي الرابح الوحيد من أي نتائج لهذه المفاوضات.

 

تبريرات واهية

 

وفيما يتعلق بالضغوط الدولية على السلطة، أوضح نائب الأمين العام للجهاد أن هذه مجرد تبريرات واهية لا تصمد أمام حقيقة: أن السلطة لديها الاستعداد لتقديم كل التنازلات المطلوبة، مقابل الحفاظ على رواتب موظفيها، مبيناً أن تضخيم حجم هذه الضغوطات هو رسالة واضحة للجميع بأن السلطة لا تستطيع أن ترفض الطلبات الأمريكية؛ لأنها أصبحت مساوية لحياة الشعب، وحياة المستفيدين من هذه المساعدات.

 

واستطرد النخالة قائلاً: "للأسف، هذه نتيجة طبيعية لتحالف السلطة مع الإدارة الأمريكية، والشعب الفلسطيني ليس بحاجة ليعرف وليكتشف موقف أمريكا وانحيازها التاريخي لـ"إسرائيل"". متسائلاً: "ما الذي يجبر السلطة على قبول التهديدات الأمريكية إلا شيء واحد؟، هو التخلي عن المقاومة والمساعدات المالية التي بدونها لا تستطيع السلطة أن تستمر يوماً واحداً".

 

وحول استئناف المفاوضات المباشرة بين الاحتلال وسلطة رام الله، قال النخالة: "للأسف، بعد كل هذا المشوار الطويل من التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، يوجد من يحاول استغفال هذا الشعب بعناوين كبيرة!!". متسائلاً: "ماذا يعني الحدود؟، وماذا يعني الأمن؟، إذا لم يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه الإستراتيجية بالعودة والاستقلال".

 

وواصل حديثه قائلاً: "هم يتحدثون عن حدود "إسرائيل" الآمنة والمستقرة، وليس عن حدودنا ولا أمننا. هم يتحدثون عن دولة "إسرائيل" بحدودها التي فرضتها بالقوة وليس عن فلسطين (أملنا الذي قدم من أجلها شعبنا كل هذه التضحيات)".

 

خيارنا المقاومة

 

وبيّن النخالة أن الأطراف الدولية ترى أن قضايا الحل النهائي تعني قبول الفلسطينيين بالأمر الواقع وبما تريده "إسرائيل"، وعلى العرب والفلسطينيين تدبر أمرهم بما تبقى لهم من تجمعات سكانية داخل "إسرائيل"، إما أن تضم هذه التجمعات للأردن كوطن بديل، أو القبول بشكل من أشكال الحكم الذاتي، "ومن يتحدث عن غير ذلك في ظل ميزان القوى الحالي وتخلي الفلسطينيين عن المقاومة فهو واهم"..

 

وتابع: "سنعود جميعاً للحقيقة: أنه لا خيار أمامنا لاستعادة حقوقنا إلا المقاومة، مع ما تعنيه من تضحيات وما ستفرضه من وقائع على الأرض، ويجب أن يفهم العالم أن لا سلام لأحد على هذه الأرض طالما بقي شعبنا مشرداً لم يحصل على حقوقه".

 

وأشار نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي إلى أن العرب يدركون -أكثر من غيرهم- بأنه لا قيمة للوعود الأمريكية ولا نتائج لها، وأن كلا الطرفين يريدان تمنية النفس وليبرروا لأنفسهم ما يتخذونه من قرارات.

 

قواعد وقوانين

 

ويرى النخالة أن للسلام قواعد وقوانين، فهو يحتاج للقوة وليس فقط الحرب، مضيفا: "طالما بقي العرب يفاوضون بدون خيار غير المفاوضات فسيبقون يفاوضون إلى ما لا نهاية وأي حديث عن تسوية، هو وهم لا يستند لقوانين الصراع. الأقوياء هم فقط الذين يفرضون التسويات التي يريدونها، وإذا استمرت المفاوضات بهذه الطريقة فستفرض "إسرائيل" بالنهاية ما يناسبها".

 

وفيما يتعلق بتعرض البلدان التي تحتضن المقامة للضغوط، قال: "صحيح أن هذه المناطق تواجه ضغوطات كبيرة، ولكن غاب عنكم أن هذه الأماكن هي طرف المقاومة التي هزمت "إسرائيل" في لبنان، وتوقع خسائر مهمة في قوى التحالف الدولي في أفغانستان والعراق، وصمود إيران لا يقل أهمية" موضحاً أن طرفي الصراع كبيران، والمعركة مفتوحة على مصراعيها، والمقاومة اليوم تحقق في كل الجبهات إنجازات ملموسة؛ "لذلك نحن نتحدث عن حرب مفتوحة والغلبة فيها للشعوب التي لا تقبل الهزيمة، ومازالت متمسكة بحقوقها وتدافع عنها".

 

العدوان لم يتوقف

 

وشدد النخالة على أن العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني لم يتوقف لحظة واحدة منذ إنشاء هذا الكيان، والشعب الفلسطيني أيضاً لم يتوقف عن المقاومة منذ بدأ العدوان، وكل الدلائل تشير إلى احتمال وقوع عدوان جديد. وقال: "إذا تحدثنا عن حرب فهذا يعني أننا نتحدث عن عدوان جديد على الشعب الفلسطيني وإمكانية عدوان على لبنان وإيران، هذا إلى جانب الجبهات المفتوحة في العراق وأفغانستان". مؤكداً أن الشعوب منفردة أو مجتمعة لديها ما تدافع به عن نفسها.

 

وفيما يتعلق بإجراءات القمع والتهويد الصهيونية في القدس المحتلة، قال النخالة: "للأسف، "إسرائيل" استطاعت منذ احتلالها لمدينة القدس أن تشغلنا بالتفاصيل اليومية لما يجري في المدينة وغيرها. وأيضاً موضوع القدس في حد ذاته هو تجزئة للقضية الفلسطينية. ومن حيث المبدأ،، "إسرائيل" موجودة كدولة احتلال، وهذا يعني أن لا وجود لفلسطين بما فيها القدس، وإذا لم ندرك هذه الحقيقة سنبقى ندور حول الساقية، متسائلاً: هل لدينا الإرادة أن نستمر في المقاومة من أجل استعادة فلسطين؟".

 

وأشار نائب الأمين العام للجهاد أن الحديث ملأ الدنيا عن المصالحة طوال السنوات الماضية، وكل الذين بذلوا الجهد كانوا يعرفون أكثر من غيرهم أنهم يبتعدون عن المصالحة بمرور الوقت، مبيناً أن كل يوم يمر يزداد فيه التناقض أكثر، وتضاف سلبيات جديدة لما هو قائم، "ولكن غاب عن الجميع أن المصالحة هي قرار سياسي مرتبط بظروف وسياسات إقليمية ودولية، ومرتبط أيضاً بمدى قبول "إسرائيل" لهذه المصالحة".

 

الخلاف سياسي

 

وحول إذا ما كانت المفاوضات والمصالحة خطين مختلفين، أجاب النخالة: "أصل الخلاف سياسي بامتياز وأضيفت إليه تعقيدات إدارية وتنظيمية وحياتية و...، وتوجت باقتتال داخلي نشأ عنه واقع فلسطيني جديد، وحتى نعود للوضع السابق ونتحدث عن مصالحة، هذا يعني أن نزيل أسباب الخلاف". وتساءل: "هل السلطة مستعدة للتخلي عن مشروع التسوية والمفاوضات التي أنشئت أصلاً لأجلهما؟، وهل المقاومة بكل ألوانها تقبل بأن تلغي نفسها وتصبح ضمن أجهزة السلطة وتوافق على برنامج السلطة السياسي وتعترف بـ"إسرائيل"؟" مضيفا: "وبالنتيجة، إذا تمت مصالحة دون أن يحسم الخلاف السياسي حول الاعتراف بـ"إسرائيل" والمفاوضات ومرجعيتها، وهل هي مصلحة للشعب الفلسطيني فإننا سنعود للصراع مرة أخرى؟".