خبر من يحب « الشبح » -هآرتس

الساعة 08:54 ص|19 أغسطس 2010

من يحب "الشبح" -هآرتس

بقلم: يوسي ملمان

(المضمون: هل طائرة الشبح التي تنوي اسرائيل شراءها من الولايات المتحدة بسعر خيالي ضرورية حقا لأمن اسرائيل  - المصدر).

هل الحديث عن أعراض "تفكير جماعي" أم سلوك رابطة مهنية؟ كل قادة سلاح الجو في السابق يساوقون قائد سلاح الجو، اللواء عيدو نحوشتان، ويؤيدون بلا تحفظ قرار الجيش ووزارة الدفاع على شراء الطائرة الشبح اف 35. لا يشك أحد منهم في حكمة القرار وتكلفته نحو من 2.5 مليار دولار هي نحو من عشرة مليارات شيكل. كلفة كل طائرة على حسب السعر الذي حددته وزارة الدفاع نحو من 100 مليون دولار، لكن يوجد خبراء، مثل يفتاح شابير من معهد دراسات الامن القومي قرب جامعة تل ابيب، يقدرون ان يرتفع الثمن الى نحو من 150 مليون دولار، وان تكلف الـ 22 طائرة التي يريد سلاح الجو شراءها اكثر من 3 مليارات دولار في الحاصل.

        قال قائد سلاح الجو في التسعينيات، ايتان بن الياهو هذا الاسبوع لأور هيلر في القناة العاشرة، ان التسلح بها حيوي وسيضمن "تفوقا عسكريا وأمنيا وتفوق قوة، والردع لدولة اسرائيل ايضا". ومن المعلوم ايضا ان قائدي سلاح الجو في السابق اليعيزر شكدي وهو اليوم المدير العام لـ "العال"، وهرتسل بودنغر يؤيدان الصفقة. برغم انه لم يكن من الممكن الحصول على ردهما.

        اجل يصعب ان نجد معارضين للصفقة، وبيقين كأولئك الذين يوافقون على التعبير عن رأيهم علنا. فمن ذا يستطيع ان يعارض تسلح الذراع الاستراتيجية التي يتعلق أمن دولة اسرائيل بها، وهي تريد ان تعد مع المتقدمات في جبهة التقنية العالمية؟ والى ذلك يفترض أن تأتي الصفقة بعمل ومال يبلغ بضعة مليارات شيكل للصناعات الأمنية، في اطار ما يسمى "مشتريات راجعة".

        ومع ذلك كله يمكن ان نسمع اصواتا تعبر عن شكوك، في همس في الاساس، فيما يتعلق بالحكمة في نفقة كبيرة جدا – لم يسبق لها مثيل في تاريخ مشتريات الجيش الاسرائيلي منذ نشوء الدولة – على نظام واحد. قال يفتاح شابير في مقابلة صحفية مع وكالة الانباء الصينية، انه ليس من الواضح البتة ان تكون قدرة مناورة الشبح افضل من قدرة الـ اف 16. وتفضل لواء قديم متقاعد، عبر في الماضي عن آراء اصيلة ايضا، تفضل بأن قال، بشرط ألا يذكر اسمه ان القرار (الذي ما يزال يحتاج الى موافقة الحكومة التي ستعطى كتحصيل حاصل) يذكره بالأعراض التي اصابت الجيش الاسرائيلي وجيوشا أخرى في الماضي وهي: التسلح والاستعداد للحرب القادمة، بأدوات وطرائق تفكير الحرب  السابقة. "حتى تأتي الطائرات بعد خمس سنين"، قال "سيكون قد نشأ جيل جديد من الطائرات بلا طيارين".

        ثمة زعم آخر للمعارضين هو ان الطائرات التي يفترض ان تحسن القدرة الهجومية الاستراتيجية للجيش الاسرائيلي، ستدخل الصلاحية العملياتية في 2017 فقط. حتى ذلك الحين. اذا كان لايران سلاح ذري فمن المشكوك فيه كثيرا ان تجرأ اسرائيل على مهاجمتها، واذا لم تكن مسلحة بقنابل ذرية فلن يكون لها قنابل كهذه ابدا، ولن يوجد سبب لمهاجمتها. واذا كان الامر كذلك فلماذا الطائرات. ثمة من يعتقدون ايضا انه كان افضل انفاق المبلغ الخيالي هذا، الذي سيأتي من ميزانية المساعدة الامريكية، على احتياجات اخرى للجيش. وكتب كلام مشابه لهذا ها هنا قبل نحو من سنة.

        لكن الفريق (المتقاعد) دان حالوتس، قائد سلاح الجو الى ما قبل نحو من ست سنين ورئيس الاركان السابق، يدحض، وبحجج مقنعة، الانتقادات. يزعم حالوتس في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" ان ليس الحديث عن "تفكير جماعي" أو تجنيد لجماعة ضغط من أفراد سلاح الجو. "لو كنت قررت اذ كنت رئيسا للاركان الشراء، لقالوا قرر "الأزرق". لكن من الحقائق أن هيئة القيادة العامة ورئيس الاركان "الاخضر" غابي اشكنازي قررا ان ثمة حاجة الى الطائرة. ليس عندي شك في أنهما وزنا جميع التقديرات وأنشآ الميزان".

        وعلى حسب كلام حالوتس، "ليس قرار التسلح بالشبح متعلقا بهذه الحرب او تلك في المستقبل، معاذ الله. فالطائرات تشيخ، ويجب أن يجدد سلاح الجو اسطوله من الطائرات في كل 35 – 40 سنة بغير ما صلة بهذا القرار الاستراتيجي او ذاك الذي سيتخذ في المستقبل، وعلى كل حال ستأتي سنة 2015 أسرع مما نعتقد، وعلى اسرائيل وسلاح الجو أن يكونا في مقدمة التقنية. الاسهل ان نقول "نهدر 10 مليارات شيكل"، لكن هذا غير صحيح بطبيعة الامر"، يضيف حالوتس. ويذكر حالوتس ايضا بأن "ميزانية الشراء كلها تأتي من أموال المساعدة الامريكية وستنجم في بضع سنين – ثمة من يتحدثون عن عشر سنين، وهو أمر سيفضي الى انفاق 200 – 300 مليون دولار كل سنة".

        برغم ان من الواضح له ايضا ان الامر لن ينقضي مع 22 طائرة، وان سلاح الجو سيطلب بعد الوجبة الاولى زيادة نظام قواته وشراء طائرات اخرى، يؤكد ان "مسألة البديل مهمة جدا. لنفرض أننا نتخلى عن شراء طائرات الشبح. إن طائرات اف 15 المتقدمة ايضا تكلف نحوا من 100 مليون دولار للطائرة. ولنفرض ان نتخلى عن شراء الشبح وألا نتسلح بطائرات جديدة. أيكون من الممكن أن نستعمل هذه الاموال استعمالا آخر؟ لا يمكن أن نشتري غواصات بهذه الأموال، لان الولايات المتحدة كفت عن بناء غواصات تعمل بمحركات الديزيل، ولهذا بنت اسرائيل وتبني غواصاتها في المانيا بأموال مساعدة المانية وبميزانيتها". وفيما يتعلق باحتياجات سائر وحدات الجيش الاسرائيلي – المدرعات والمدافع والاستخبارات وغيرها – يقدر حالوتس ألا يضر بها القرار. فهو مؤمن بأن هيئة القيادة العامة ورئيس الاركان اخذا في الحساب ايضا مصالحها وحاجاتها الى التسلح.

        يلخص حالوتس قائلا: "يصعب أن نجيب الاسئلة الاستراتيجية اجوبة تكتيكية، ولا يمكن ذلك بيقين بعبارة نعم او لا، ولهذا لا يمكن أيضا ان نبت الامر بتا صارما في قضية الشبح. من الواضح لي في كل حال ان مزايا الشراء كبيرة وان الطائرة ضرورية لاسرائيل".